المحور الرابع: الهجــرة
تمهيد:
تعد الهجرة عنصرا رئيسيا من
عناصر الدراسة السكانية ذلك لأنها فيما عدا الزيادة الطبيعية تعد المصدر الوحيد
لتغير حجم السكان، و مع هذا فإنّ دراستها ليست ميسرة مثل دراسة المواليد و الوفيات
و ذلك لاختلاف البيانات بينهما اختلافا جوهريا، و إذا كانت الهجرة عاملاً مؤثرا في
نمو السكان فإنها تؤثر بالتالي في خصائصهم الديموغرافية و الاقتصادية حيث يعد
التغير في التركيب العمري و النوعي مثلا نتاجا هامًا من نتائج الهجرة من الأقاليم
أو إليه، و لما كان صافي الهجرة يعني انتقال السكان من مكان لآخر فإن ذلك يعيد
توزيع السكان في أي منطقة مما يترتب عليه من نتائج كتوفر الأيدي العاملة و زيادة
فرص الحصول على المدرب منها، أو نتائج سلبية مثل زيادة عبئ الإعالة في المناطق
المهاجر منها و خلق كثير من المشكلات السكانية و الإسكانية في المناطق المهاجر
إليها.
أولا: الحركـة المكانيـة للسكــان
1- تعريف الهجرة:
1-1-الهجرة لغـة:
تعنـي إنتقـال الأفراد أو
الجماعـات من مكـان إلى مكـان آخـر، هذا الإنتقـال مرتبط بعنصري المسافة و الزمـن
بهدف الإقامـة.
1-2- الهجرة حسب الأمم
المتحدة:
هي انتقال السكان من منطقة
جغرافية إلى أخرى، و تكون عادة مصحوبة بتغيير محل الإقامة و لو لفترة محدودة.
1-3- الهجرة ديموغرافيا:
تعتبر الهجـرة السكانية من
حيث طبيعتهـا بالذات موضوعًـا أساسيًـا للدراسة الجغرافيـة. فتعريفهـا من الناحيـة
أو من الوجهة الديموغرافية تقتضي تنظيم و تحديد مدلولها من خلال ما يلي:
× تعني تغيير مكان الإقامة من وحدة إدارية أو
سياسية أو جغرافية هذا من حيث المسافة إلى مكان جديد بهدف الإقامة الدائمة أو
الإقامة المؤقتـة.
× يرتبط الشرط
الأدنى من الزمن للإقامة في مكان الإنتقال و هذا باقتراح دائرة السكان للأمم
المتحدة كحـد سنـة واحـدة على الأقـل.
× إنّ
الإنتقال من مكان إلى آخر في حيز جغرافي ضيق لا يعبّـر كثيـرا عن الدراسة السكانية
لذلك ينبغي إختيار فواصل مكان بين مناطق التبادل السكاني.
و مثل هذه الهجرة هي التي تهتم بها مصالح الإحصاءات
السكانية و هي الإحصاءات التي يخصص لها التعداد السكاني في الجزائر عدد من الأسئلة
على سبيل المثال بيانات الهجرة المستخلصة من تعداد 1977 تحت عنوان: الهجـرة
بين الولايات الجزائرية حيث تضمنت هذه الوثيقة بيانات عن عدد السكان
المغادرين و عدد السكان الوافدين و هذا المنشور مستخلص من الأسئلة الواردة في
التعداد (إستمارة التعداد) و هـي بيانات على أساس:
- مكان الميلاد.
- مكان الإقامة الحالي للأفراد.
- تاريخ الوصول إلى مكان الإقامة الحال.
- مكان الإقامة السابق عند تاريخ 1966.
2- أصنـاف الهجـرة:
إنّ أسئلـة الإستمـارة الخاصـة بالتعـداد الموجهة للسكان
المقيمين في كل مقطع إحصائي يمكن الحصول عليها من بيانات الهجرة لاسيما من الوثيقـة المستقلـة المقدمة من التعـداد العـام للسكان و السكن الجزائري لسنـة
1977م حول الهجـرة الداخلية، و من خلالها تم تصنيف ظاهـرة الهجرة الجزائرية إلى نوعـان أساسيـان همـا:
2-1-هجرة داخلية حياتية:
و تعني جميع السكان المقيمين في الولاية عند تاريخ
الإسناد الزمني للتعداد و ليسوا من مواليد تلك الولايـة و إنما ولـدوا خارج حـدود
الولايـة، و يمكن تحديد عـدد هؤلاء السكان بطـرح المولوديـن من خارج الولايـة من
مجمـوع السكان عنـد لحظة الإسناد الزمني، و يستثنى من هذا التعريف ما يلي:
- الأشخاص الذين غادروا مكـان إقامتهم قبـل تاريخ
التعداد 1977م ثم عـادوا إليه.
- الذين غادروا مكان إقامتهم و توفوا قبل تاريخ التعداد.
- الذين غيـروا مكان إقامتهم و لكـن داخل حـدود الولاية.
و صيغة الهجرة الداخلية الحياتية كما يلي:
هجرة داخلية حياتية = عدد سكان
الإقليم (الولاية) - عدد المولودين خارج الإقليم (الولاية)
و قد تكون بالإيجاب (+) كما تكون
بالسلـب (-) و يمكن حصر نتائج الهجرة الحياتية خلال تعداد 1977 فيما يلي:
¯
تشتـي نتائج صافي الهجرة حسب الولايات و عددها آن ذاك 31 ولاية، إلاّ أن ولاية
الجزائر العاصمة كانت تحتـل الصدارة و هي أكثـر الولايات جذبًا للسكان إذ بلغ صافي
الهجرة بها حوالي 535000 نسمة و هو بالإيجاب.
¯
في حين الولايات الأخرى بعد العاصمة هي من الولايات الجاذبة للسكان وفقا لهذا
القياس على التريب: وهران، البليدة، قسنطينة، عنابة، ورقلة، بشار، سيدي بلعباس،
تمنراست و هذا من حيث الأعداد المطلقة فقط.
¯
و أكثـر الولايـات الطـاردة للسكـان كانت ولايـة تيزي وزو بلغ فيها صافي الهجرة
المطلقة بالسلب (-153724) نسمة تليها في المرتبة الثانية ولاية المدية بـ(-18991)
نسمة و تأتي ولاية قالمة في المرتبة الثالثة حيث بلغ صافي الهجرة فيها (– 74250)
نسمة.
2-2-هجرة داخلية بين تعداديـن:
و هو النـوع الثانـي من الهجرة الذي تـم استخلاص
نتائجهـا من السـؤال التالـي:أيـن كنت تقيـم
عنـد التعـداد السابـق؟. و هذا السـؤال موجـه إلى السكـان المولوديـن قبـل سنـة
التعداد السابـق، أمـا المولوديـن بعـد تاريـخ التعـداد السابق أي بين فتـرة
التعدادين فقـد يتم تقديرهـم بواسطـة المعادلـة التاليـة:
M0 : عدد المهاجرين الباقيـن على قيـد الحياة من
المواليد ما بين التعدادين.
mi : عدد المهاجرين المولودين عند لحظة التعداد
السابق و موجهم لهم السؤال: أين كنت تقيم عند التعداد السابـق؟
pi : عدد السكان المقيمين في الولاية عند تاريخ
التعداد السابق.
p0 : عدد السكان
المقيمين في الولاية عند تاريخ التعداد اللاحق.
t : الفـارق في السنـوات مـا بين التعداديـن،
على سبيـل مثال الفـارق في السنـوات خلال تعدادي 1966 – 1977 هو يساوي 10,86 سنـة.
و منـه نستطيع
كتابة المعادلـة كما يلي:
3- أهـم قياسـات الهجـرة:
يمكن قياس ظاهرة
الهجـرة و حصرها بمجموعة من الطرق أهمهـا:
3-1- معـدل الهجـرة الوافـدة (م.هـ.و):
3-2- معـدل الهجـرة الخارجـة (م.هـ.خ):
3-3- معـدل صـافي الهجـرة (م.ص.هـ):
و يمكن أن يكـون أيضًـا بالصيغـة التاليـة:
م.ص.هـ = معـدل الهجرة الوافـدة - معـدل الهجرة الخارجـة
و ينبغي الإشـارة إلى أنّ صـافي الهجـرة قد يكـون
سالبًـا أو موجبًـا.
4-3-
معـدل الهجـرة الكليـة (م.هـ.ك):
و يمكن أن يكـون أيضًـا بالصيغـة التاليـة:
م.هـ .ك = معـدل الهجرة الوافـدة + معـدل الهجرة الخارجـة
4- مؤشـر الهجـرة التفضيلـي I.P.R:
و تعتمد على
سؤال الأفراد عن مكان ميلادهم عند جمع البيانات السكانية خلال مرحلة التعداد أو
عند إجراء دراسات سكانية خاصة و بمقابلة و مقارنة بيانات مكان الميلاد و مكان
الإقامة عند تاريخ معين يمكن استخلاص حجم الهجرة عند هذا التاريخ، فالذين أحصُـوا
(عُـدُّوا) في تلك المنطقة و ليسـوا من مواليدها يعـدُّون مهاجريـن وافديـن و
الذين ولـدُوا في هذه المنطقـة و سُجلُّـوا في أمـاكن أخرى يُعـدُّون مهاجرين
خارجييـن و من هذه البيانـات (مهاجرين وافدين، مهاجرين خارجيين) يمكـن قيـاس و
تحديـد مناطـق الجـذب السكاني لمنطقـة جغرافيـة محـددة و ذلك فيما يعـرف بالمؤشر
التفضيلـي للهجـرة و صيغتـه كما يلـي:
M iJ : مجموع المهاجرين من منطقة i إلى المنطقة j.
M : مجموع أو إجمالي المهاجرين الإقليم (الوطن).
Pi : مجموع سكان منطقة i.
Pj : مجموع سكان منطقة j.
P : مجموع أو إجمالي سكان الإقليم (الوطن).
و نتيجـة هـذا القيـاس كلمـا ارتفعت عن 1
كلمـا دلّ على أنّ هنـاك أفضليـة للهجـرة من منطقـة إلى أخـرى.
5- عـوامـل الهجـرة:
و فيها نتطرق إلى ثـلاث (03) عوامـل
أساسيـة هـي:
1- مـدة الهجـرة.
2- الدافع إلى الهجرة: أي الإنتقال من
مكان الإقامة إلى مكان جديد، يفترض أن يكون أفضـل و لذلك يقتضـي أن يكون هنـاك
شـرط الإختلال بين ما يقدمه مكان الإقامة و المكان الجديد المختار.
3- المسافة المقطوعة: أي المسافة الفاصلة
بين مكان الإقامة و المكان الجديد.
و المعروف أنه كلما قلت المسافة سهلت عملية
التنقل المكاني للسكان و بالتالي تشتـد حركة التبادل بين المناطق، غير أنّـه في
كثير من الظروف هناك عوائق تعمل على تحويل السكان بين المناطق و أفضـل مثال:
المناطق الحدودية بين الـدول.
6- أنمـاط الهجـرة:
بالنظـر إلى العوامل السالفة الذكر يمكـن
إستنتـاج أنمـاط الهجـرة فـي مجموعة من الصور نوجزها فيما يلي:
6-1- هجرة الأوروبيين إلى خارج القـارة:
و هي الهجرة المرتبطة أساسًـا بظاهرة الإستعمار
و التي سميت آنذاك سياسـة تعميـر العالـم و يمكن تفسير نمـط الهجرة
هذا بارتفاع إفرازات النمو الديموغرافي المتمثلـة في إرتفاع نسبة الشباب التي
عاشتها أوروبا و العجز الذي تعانيه للاستجابة للمطالب هذه القوة الديموغرافي
الجديدة، يضاف إلى ذلك وجود عوامل جذب كبيرة في باقي مناطق العالم من خلال ثرواتها
الاقتصادية و قلـة سكانها و تشير بعض الدراسات أن عدد الأوروبيين الذين غادروا بلادهم
نحو العديد من مناطق العالـم خلال القرن 19 بحوالي 60 مليون نسمة يأتي في مقدمتها
الإسبان، البرتغال، الإنجليز، الفرنسيين و الهولنديين، و قد كان هذا النمط من
الهجرة في المرحلة الأولى ثم هجرة جماعية أسرية فيما بعد و قد ساهمت الحكومات
الأوروبية في تكوين هذا النمـط و تشجيعـه بتقديم مساعدات مالية للراغبين في
الهجـرة.
6-2- هجرة داخل حدود القـارة الأوروبية:
ترتبط حركة السكان فيما بين دول أوروبا
بعاملين رئيسييـن هما:
أ- حركة التصنيع الكبرى خاصة في بريطانيا
و فرنسا و فيما بعد ألمـانيا.
أ-
الأحداث السياسيـة المتسارعـة التي شهدتها المنطقة كلها
و تمثل نتائج الحرب العالمية الأولى و الثانية و التي كانت قـارة أوروبا المسرح
الرئيسي لها، أفضل نموذج لتأثير هذه الأحداث على حركة التبادل السكاني حيث أقيمت
وحدات سياسية و عدّلت وحدات أخرى بفعل عمليات التحويل السكاني.
6-3- هجرة من البلدان الفقيرة إلى
البلدان الغنية:
توصف هذه الهجرة بكونها هجرة أفراد أو
جماعات تنتقل من مكان مردوده الاقتصادي ضعيف إلى مكان جديد يقدم مردودًا
إقتصاديًـا أفضل بكثير من مردود مكان الإقامة السابق و يمكن حصرها في الاتجاهات
التالية و أهم صورها:
أ- الإتجاه نحو الولايات المتحدة
الأمريكية و كندا:
معظم المهاجرين كانوا يأتونها من دول
أمريكا اللاتينية ثم فيما بعد من جنوب و شرق آسيـا و خاصة الفلبين، تايلندا و
الفيتنام و هو الأكثر حيوية.
ب- الإتجـاه نحـو أوروبا الغربية:
يرتبط هذا النمط بالجانب التاريخي
الاجتماعي القائم بين مناطق الإرسال و مناطق الإستقبال حيث يتبين الإحصاءات إتجـاه
سكان المستعمرات إلى البلدان المستعمرة فبريطـانيا مثـلاً يتـوافدون إليهـا
المهاجرون من دول الكومنولث[[1]]
و فرنسـا يتـوافدون إليهـا من دول المغـرب العربـي، في حين يهاجر الأتراك و
الإيطاليون و اليونـانيون و اليوغسلافيون إلى ألمانيـا في محموع كل هذا تم تقدير
المهاجرين إلى بلـدان أوروبـا الغربيـة سنة 1976م بحوالي 11.400.000 نسمـة موزعيـن
كما يلي:
- 4.200.000 نسمـة في فرنسـا.
- 3.600.000 نسمـة في ألمـانيا
الإتحـادية.
- 2.600.000 نسمـة في بريطـانيا.
- 760.000 نسمـة في بلجيكـا.
- 200.000 نسمـة في هولنـدا.
- 30.000 نسمـة في الدنمـارك.
- 11.000 نسمـة في إيطـاليـا.
رابطة الشعوب البريطانيّة المعروفة بـدول الكومنولث ويرمز لها
بـ معروفة كذلك بالكومنولث أو الكومنولث البريطاني، وهو عبارة عن اتحاد طوعي مكون
من 52 دولة جميعها من ولايات الإمبراطورية البريطانية سابقاً باستثناء موزمبيق
ورواندا.
ج-
الإتجـاه نحو البلـدان البتروليـة (النفطية):
يمكن النظر إلى هذا النمط على أنه ينـدرج
تحت إطـار هجرة السكـان من البلدان الفقيرة إلى البلدان الغنية، و الحقيقة أنه
هناك فارق بين النمطين ذلك أن الهجرة إلى البلدان البترولية غالبا ما تقتصر على
جلب عمال الخدمات بصورة أكثر في حين أنّ الهجرة إلى البلدان التي تبحث عن عمـال
إنتـاج الثروة و تشكـل منطقة جنوب شرق آسيـا المصدر الرئيسـي للهجرة إلى هذه
البلـدان كما هو الحـال بالنسبة للكويـت، الإمـارات و السعوديـة.
7- أنـــواع الهجـرة:
7-1-هجرة فردية غير منتظمـة:
وهي حركـة إختيارية و أفرادهـا هم من
العناصـر التقنيـة تعمـل في مجالات متعـددة و لعـلّ هذا النمـط (أي هجرة فردية غير
منتظمـة) هو الذي ساهم في وجود العديد من أفراد الدول المجاورة لهذه المنطقـة و
أهمهم اليمنييـن، الأردنييـن و الباكستانييـن و الصفة المميزة لهـذا النمط هو
التسرب اللاقانوني عبر الحدود في كثير من الحالات و أيضًـا استعدادهم للعمـل في أي
مجال.
7-2-هجرة
منظمـة عن طريق الحكومات و المؤسسات:
و
هي خاضعة للعقـود و الاتفاقات بين الدول المرسلـة و المستقبلـة. وحجـم الهجرة
الوافدة لهـذه الدول لاسيمـا الوافديـن إلى البلـدان البتروليـة في الخليـج
العربـي سنة 1970م أكثـر من 1.163.000 شخص
و هـو ما يساوي 7,5 % من إجمالي السكان ثم ارتفع هـذا العـدد سنـة
1980م إلى 3.990.000 شخص و هو ما يوازي 19,5 % من إجمالي السكان و هذه الأرقـام مؤشـر
لضخامـة الهجرة إلى هذه الـدول.
8-
أسبـاب و دوافـع الهجـرة:
ليس
من السهل حصر كل أسباب التي تدفع بالإنسان إلى الهجرة و على الرغم من ذلك يمكن حصر
أهم الأسباب في المجموعات التالية:
8-1- أسبـاب سياسية و اجتماعية:
أ- الإضطهـاد الديني:
كان التعصب الديني إلى وقت قريب من
الأسباب الأساسية للهجرة لذلك طرد المسلمين من الأندلس بعد سقوط غرناطة على يد
المسيحيين سنة 1492م كذلك هجرة عدد كبير
من سكان أوروبا الغربية و الوسطى إثر ما يُسمـى بالإصـلاح الدينـي.
يضاف إلى ذلك الحركة السكانية الكبيرة
بين الهنـد و باكستـان عقب التقسيـم سنـة 1947م حيث تبادلتا ما يقارب من
17.000.000 نسمـة إلى باكستـان و من باكستـان إلى الهنـد، كما حدثت حركة سكانية
بين كل من تركيـا و اليونـان.
ب- الإضطهـاد السياسي:
و أهم مظاهره أزمة الشعب الفلسطيني و
الصحـراء الغربية، باكستـان.
ج- الأسبـاب العرقية:
مثل ما يحدث في جمهورية روانـدا حيث هناك
صراع مرير بين قبيلتان متواجدتان في البلاد و هما قبيلة التوتسي الماسكة بزمام
السلطة و قبيلـة الهوتـو. و قد أدى هذا الصراع العرقي إلى وفيات عالية بين سكان
هذه الجمهورية أين بلـغ عددهم في الصراع الأخير حوالي مليون 1.000.000 شخص و تشريد
ما لا يقل عن مليونيـن 2.000.000 مواطـن. كذلك الصراع بين المسلمين و البوذييـن و
الذي راح ضحيتها الآلف بل الملاييـن من مسلمي بورما و تشريد الآلاف منهم خوفا من
القتـل و التعذيب.
8-2- مجموعـة الأسباب سياسية البيئيـة و الاقتصادية:
و نعني بها ظروف البيئة الطبيعية التي
عادة ما تدفع الإنسان إلى الهجرة مثل: المجاعة، الكوارث الطبيعية، الفيضانات،
الزلازل، الجفـاف، البراكيـن، فقر التربـة، و الأعاصير المدمـرة و غيرها من
الكوارث مثل هذه الظواهر الطبيعية لا تزال إلى يومنـا هذا و على الرغم من محدوديـة
تأثيرها في إنتقـال السكـان بأعداد كبيرة ففـي أثيوبيـا مثلاً بلـغ عدد الأشخاص
الذيـن هم ضحيـة هذه الكوارث ظاهرة الجفـاف حوالـي 5.000.000 شخص في نهاية سنـة
1984م.
- أيضًـا إكتشاف مورد إقتصـادي جديـد
خاصـة الموارد الطبيعية كالبتـرول.
- إرتفاع الأجـور و المداخيـل كما هو
الحـال في إرتفاع أجـرة العامـل في البلـدان المتقدمـة.
9- التركيب البشـري النوعـي للمهاجرين:
أوضحت الدراسة أن هؤلاء المهاجرين أي
الذي اختلف مكان ولادتهم عن مكان إقامتهم لحظة التعداد (1977م) أنهم يتركزون في
الفئة العمرية (15 – 49) سنة و أن الفئة العمرية (20 – 24) سنة تحتوي على أكبر عدد
من المهاجرين و يلاحظ على عدد المهاجرين إنخفاض نسبة الجنس حيث بلغة 98,4 % ذكر مقابل 100 أنثى و هو ما يعني أن الهجرة
الداخلية هي هجرة أسرية أكثر منها هجرة فردية و قد تم تسجيل تباين نسبة الجنس في
الجزائر إلى حوالي 122,4 % في أدرار و
135,6 % في تمنراست،
بينما تنخفض هذه النسبة إلى 75 % في سطيف و
28 % بالشلف و 74
% في البويرة
بينما باقي النسب تتراوح ما بين 102 % - 96 % .
10-المستوى الإجتماعي المهني للمهاجرين:
بلغ عدد الجزائريين الذين اختلفت ولاية
ميلادهم من ولاية إقامتهم 1.890.271 نسمة منهم 937.286 ذكر و 952.987 أنثى و هؤلاء
المهاجرين هم الأفراد الذين يقيمون في أسر فردية أو جماعية، يستثنى منهم فئات سبق
الإشارة إليها و هو ما يعادل حوالي 12 % من
الجزائريين غيروا مكان ولادتهم.
[[1]] رابطة الشعوب
البريطانيّة المعروفة بـدول الكومنولث بالإنجليزية Commonwealth of Nations)) ويرمز
لها بـ(CN)
معروفة كذلك بالكومنولث أو
الكومنولث البريطاني، وهو عبارة عن اتحاد طوعي مكون من 52 دولة جميعها من ولايات الإمبراطورية البريطانية سابقاً
باستثناء موزنبيق و روندا. المقر
الرئيسي لها هي المملكة المتحدة (لندن)، و قد تم تأسيسها يوم 11 ديسمبر 1931م. لغتها
الرسمية هي الأنجليزية. الشركات الفرعية لها: أمانة الكومنولث commonwealth
foundation، و قد قل أثـر هـذا التيـار في وقتنـا الحاضـر بفعـل سياسـة
التأشيـرة من أجـل الترخيـص المسبـق للدخـول إلى الدول الأجنبيـة.