مقدمة

يؤكد الباحثون أن نظرية الصفوة قد ظهرت في صورتها الكلاسيكية، كرد فعل لنظرية ماركس عن الطبقة الحاكمة، المدفوع بالبحث عن أساس جديد لمصدر التحكم السياسي في المجتمع، الذي عزاه ماركس إلى الظروف الاقتصادية وعلاقتها بالبنية السياسية في المجتمع الرأسمالي. وتعتبر نظرية الصفوة في صورتها الكلاسيكية، كرد فعل للنظرية الماركسية لسببين رئيسيين:

(1) أنها حاولت أن تبحث عن أساس غير اقتصادي للتحكم السياسي؛

(2) أما السبب الثاني، فيتمثل في أن علماء الصفوة أو النخبة الاوائل أنهم اعتبروا أن النظرية الماركسية كضرب من الأيديولوجية، ليست نظرية علمية، والصفوة/النخبة اتجاه يقدم نظريات علمية موضوعية عن طبيعة المجتمع وبنائه السياسي، فكان البديل الذي طرحه علماء الصفوة الكلاسيكيين (باريتو، موسكا، ميشيلز)، أنهم حاولوا أن يجردوا مفهوم الطبقة الحاكمة الذي قدمه ''ماركس'' من كل مضامينها الاقتصادية.