Topic outline

  • General

  • المدخل العام لمقياس المهنة والفساد

    المدخل العام لمقياس المهنة والفساد


    تهدف المادة إلى تعريف الطالب:

    بأهمية وضرورة أخلاقيات العمل ومدى أهمية وضرورة الالتزام بها من أجل تأدية الأمانة الملقاة على عاتق الموظف، وتحقيق أهداف جهة العمل والمجتمع.

    توعية الطالب وتحسيسه من خطر الفساد ودفعه للمساهمة في محاربته. ولأجل ذلك وضعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي محتواه العلمي المضبوط بهدف الإحاطة الشاملة بمصطلح الفساد ومحاولة توعية الطالب بمخاطر الفساد وتوجيهه لتجنب كل مظاهره والمساهمة الفعّــالة في مكافحته بمختلف الوسائل وذلك كون طالب اليوم هو إطار الغد.

    1-الإطار النظري للفساد:

    ·        الفساد لغة واصطلاحا.

    ·        الدّيـــــن والفساد.

    2-أنواع الفساد:

    ·        الفساد المالي.

    ·        الفساد الإداري.

    ·        الفساد الأخلاقي.

    ·        الفساد السياسي.

    3-مظاهر الفساد الإداري والمالي:

    ·        الرشوة.

    ·        المحسوبية.

    ·        المحاباة.

    ·        الوساطة.

    ·        الإبتزاز والتزوير.

    ·        نب المال العام والإنفاق الغير قانوني له.

    ·        التباطئ في إنجاز المعاملات.

    ·        الإنحرافات الإدارية والوظيفية أو التنظيمية من قبل الموظف والمسؤول.

    ·        المخالفات التي تصدر عن الموظف العام أثناء تأديته لمها وظيفته.

    ·        عدم إحترام أوقات العمل في الحضور والإنصراف أو تمضية الوقت في قراءة الصحف واستقبال الزوار والإمتناع عن آداء العمل والتراخي والتكاسل وعدم تحمل المسؤولية.

    ·        إفشاء أسرار الوظيفة والخروج عن العمل الجماعي والمحاباة في التعيين في مناصب المسؤولية.

    4-أسباب الفساد الإداري والمالي:

    أ-حسب المنظرين والباحثين: توجد 03 فئات هي:

    -       رأي الفئة الأولى من المنظرين: أسباب حضاريةـ، أسباب سياسية.

    -       رأي الفئة الثانية: أسباب هيكلة، أسباب قيمية وأسباب إقتصادية.

    -       رأي الفئة الثالثة: أسباب بيولوجية وفيزيولوجية، أسباب إجتماعية وأسباب مركبة.

    ب-حسب الأسباب العامة للفساد:

    5-آثار الفساد الإداري والمالي:

    6-محاربة الفساد من طرف الهيئات والمنظمات الدولية:

    7-نماذج لتجارب بعض الدول في مكافحة الفساد:

     


  • المحاضرة الأولى: أخلاقيات المهنة ومصادرها

    المحاضرة الأولى: أخلاقيات المهنة ومصادرها



    مقدمة:

    تعتبر ظاهرة الفساد من أعتى الظواهر التي رافقت الحياة البشرية منذ ظهورها على وجه البسيطة، كما تعتبر في نفس الوقت من أهم الأسباب التي قد تساهم في القضاء على الحياة برمتها على وجه هذا الكوكب، حيث تعدد تسميته وتقسيماتي وفقا لنوعيه والبيئة التي يظهر فيها بالإضافة إلى عواقبه الناجمة عنه.

    إن لتطور أي بلد نصيبا هاما من مكافحه هذا الطاعون الذي يضرب وينخر إقتصادياتها، حيث أنشــــــأ الإنسان لهذا السبب هيئات ومنظمات منها المحلية ومنها الدولية للحد من خطورة الفساد وحصر آثاره ورص الصفوف للوقوف أمام تمدده والقضاء على آثاره المدمرة.

    1-أخلاقيات المهنة:

    قبل أن نتكلم عن مفهوم أخلاقيات المهنة والفساد نشير إلى بعض الأقوال والحكمة التي تشير إلى أهمية كمقدمة:

    ﴿ بوجود الفساد الجميع سيدفع الثمن ﴾،﴿ حسن الخلق يعادل قائم الليل والنهار ﴾،﴿ ليس الفقير من لا يملك المال فهناك فقراء: تربيه وعقل، وأخلاق ﴾،﴿ الإحترام تربية ليس ضعف والإعتذار خلق وليس مذلة ﴾،﴿ الأخلاق نبتة جذورها في السماء أما أزهار ثمارها فتعطر الأرض (الفساد نتن والمتخلق عطر) ﴾...وغيرها

    2-تعريف الأخلاق (ethics):

    يرجع أصل كلمة الأخلاق إلى اللفظ اللاتيني (Morals) الكلمة اليونانية (Ethos) والتي تعني أشكال التقاليد أو العادات الخاصة بالتصرفات، كذلك تشير إلى فلسفة الصواب والخطأ في السلوك.

    1-2-علم الأخلاق (Deontology):

    هو دراسة لتصرفات الإنسان فيما يتعلق بالصواب والخطأ بمعنى أنه علم يهدف إلى وضع قواعد السلوك الإنساني (مدحت أبو النصر، سنة 2004، صفحة 82).

    2-2-تعريف أخلاقيات المهنة:

    هي مجموعه من القواعد والآداب والمبادئ والمعايير السلوكية والأخلاقية التي يجب أن تصاحبها ويتعهد صاحب المهنة للقيام بها في مهنته تجاه العمل وعناصره من العملاء والزملاء والمرؤوسين والرؤساء والمهنة والمجتمع والنفس والذات، وتعدّ أساسا لتعاملهم وتنظيم أمورهم وسلوكيهم في إطار المهنة، ويعبّر المجتمع استيائه واستنكاره لأي خروج عن هذه الأخلاق بأشكال مختلفة تتراوح بين عدم الرضا والإنتقاد، والتعبير عنها لفظا وكتابة أو إيماء، وبين المقاطعة والعقوبة المادية، وأتحدث هنا عن أخلاقيات المهنة في ظل تراجع منظومة القـــيم في هذا الزمان، عسى أن يتوب البعض لرشدهم الأخلاقي والمهني.

    كما تعني بصورة عامة مجموعة من المعايير والقيم الأخلاقية التي يستنـــــد عليها المجتمع من أجل التمييز والتفرقة بين ما هو صحيح وما هو خطأ والتمييز بين الفضيلة والرذيلة.

     إنّ الأخلاق في كل مجتمع هي نتاج تطور تاريخي طويل، لهذا فهي ضرورية في تكوين الفرج والمجتمع:

    أ-بالنسبة للفرد:

    ·        تساعد في بناء الفرد وتشكيل شخصية سليمة (تكوين فرد سوي)

    ·        تعمل على حماية الفرد من الإنحراف.

    ·        تساهم في حل الخلافات والنزاعات وتساعد على اتخاذ القرارات.

    ب-بالنسبة للمجتمع:

    ·        تحفظ للمجتمع تماسكه وتحدد أهدافه ومثله العليا ومبادئه الثابتة.

    ·        تقي المجتمع من الإنحرافات الاجتماعية.

    ·        تذيب الخلافات والصراعات وتبعد المجتمع من ممارسات العنف.

    ويمكن حصر مصادر أخلاقيات كل مجتمع فيما يلي:

    3-مصادر أخلاقيات المهنة:

    1-3-المصدر الديني:

    إذ تعد الأديان السماوية أهم مصدر من مصادر الأخلاقيات وقد أكدت السنة النبوية الشريفة هذا وفصلت موارد في القرآن الكريم في هذا الصدد.

     2-3-مصدر الثقافة العربية الإسلامية:

    حيث كان العرب والمسلمون كعادتهم أول من أدركوا في كتبهم أهمية المبادئ والأسس الأخلاقية التي تقوم عليها المهنة.

    3-3-مصدر التشريعات والقوانين والأنظمة:

    إذ تعد التشريعات والقوانين والأنظمة المعمول بها من المصادر الأخلاقية فهي تحدد الواجبات الأساسية المطلوب التقيد بها وتنفيذها ويقصد بالتشريعات الدستور والقوانين والأنظمة والتعليمات.

    4-3-مصدر التشريعات المهنية:

    مثل نظام الأشغال الحكومية ودفتر عقود للمقاولات الموحد، بما في ذلك مهنة الهندسة.

    5-3-العادات والتقاليد والقيم والموروث الحضاري:

    حيث أن المجتمع المدني والموروث الحضاري مصدر مهم لأخلاقيات المهنة على مستوى العلاقة مع الزملاء والمجتمع والمهنة.

    6-3-مصدر لوائح آداب المهنة والأدب التربوي الحديث:

    والذي يشمل سلوكيات الإخلاص في العمل والصدق والإحترام والتواضع وإدارة الوقت واجتناب الكبْـــــر والغرور وغيرها.

    7-3-مصدر منظومة القيم الخاصة بالفرد: حيث القيم والإتجاهات والتربية والتديـــن.

    4-علامات اكتساب أخلاقيات المهنة (العمل):

    تظهر على الفرد علامات إكتسابه الأخلاقيات العمل، منها ما يأتي:

    •        الوصول للعمل في الوقت المحدد: أي أنه على الفرض التواجد في الوقت المحدد للعمل.

    •        إنتاج المطلوب: مما يعني إنجاز الشخص الذي يتمتع بأخلاقية العمل لما يطلب منه من واجبات سواء كانت سهله أم صعبة.

    •        التوقف عن الشكوى: يظهر على الفرد أخلاق العمل عند توقفه عن الشكوى، والتذمر.

    •        العمل ضمن الظروف الصعبة: يعد العمل في حال المرض أمـــــرًا غير صحي، لهذا يجب عدم تشجيع هذه العادة بكونها من ضمن أخلاقيات العمل القوية، بل يجب الإستراحة والتفريق بين المرض والعمل.

    •        تنفيذ العمل: أخلاقيات العمل الجيدة لا تعني شيئا في حال عدم إتمام الفرد للعمل المطلوب منه، ولذلك يجب الإنتباه لتسليم العمل وتنفيذه بطريقه جيدة.

     الفرق بين الفساد، أخلاقيات المهنة والقانون

     

    المصطلح

    من الناحية القانونية

    من الناحية العقابية

    القانون

    تشريعات

    عقوبات قضائية

    أخلاقيات المهنة

    قانون المهني

    عقوبات مهنية

    الفســـاد

    قانون مبادئ القيم

    عقوبات تأنيب الضمير

     






    • المحاضرة الثانية: الإطار النظــري للفســاد

      المحاضرة الثانية: الإطار النظري للفساد


      1-تعريف الفساد:

      1-1-الفســاد لغـــة:

      ·        وهو ضدُّ الصلاح، وهو مصدر فَسَدَ يَفْسُدُ ويَفْسِدُ فَسَادًا وفُسُودًا، وهو فاسِدٌ وفَسِيْدٌ، وقوم فَسْدَى، وفَسُدَ الشيء فهو فسيد، والاسْتِفْسَادُ: خلاف الاستصلاح، والمَفْسَدَة: خِلاف المصلحة، وتَفَاسَدَ القومُ تدابَرُوا وقطعوا الأَرحام ([1]).

      ·        هو فسد ضد صلح، والفساد لغة هو البطلان، فيقال فسد الشيء أي بطل واضمحل ([2])، ويقال فسد القوم أي قطعوا أرحامهم، ويقال فسد الشيء أي ظهر به خلل أو علة.

      ولا يختلف ذلك في اللغات الأخرى فالفساد في اللغة الفرنسية ورد بأنه رشوة الحاكم أو القاضي أو تحريف نص أو تشويه الحقيقة وغيرها من المرادفات.

      أما في اللغة الإنجليزية فورد باستعمالات متعددة، فقد جاء في قاموس اكسفورد أن المقصود بالفســــاد هو تدهور القيم الأخلاقية في المجتمع أو لدى الفرد، يعني الفساد في اللغة الإنجليزية تضييع الأمانة بسبب استعمال الرشوة.

      وتعد كلمة الرشوة من أكثر المعاني تعبيرا عن الفساد بل تكاد تكون مرادفا لها.


      2-1-الفســاد إصطـــلاحــا:

      الفساد في الاصطلاح هو خــروج الشيء عن الإعتــدال سواء كان قليـــلاً أو كثيــرا، ويستعمل ذلك في النفس، والبدن، والأشياء الخارجة عن الإستقــامة ([3]).

      كما أخذ مفهوم الفساد أيضًـــا عدة مسميات وذلك لاختلاف زاوية النظر إليه:

      أ-البنك الدولي عرف الفساد بأنه سوء استغلال السلطة العامة من أجل الحصول على مكاسب خاصة، فالفساد من وجهة نظر البنك يكون في الحالات التالية على سبيل المثال:

       قبول أو طلب رشوة من قبل الموظف العمومي بغرض تسهيل إجراءات إدارية لفائدة جهة ما أو تسريع إجراءات عقود.

       تقديم رشاوي من قبل الشركات أو وسائطها للإستفادة من إمتيازات تنافسية وتحقيق أرباح غير قانونية في الأصل.

      إستغلال الوظيفة من أجل توظيف الأقارب أو ترقيتهم بطرق غير شرعية.

      ب-منظمـــة الشفافيـــــة الدوليـــــة وهـــي المنظمـــــة التي تعني بالفساد وتجتهد لمكافحته والوقاية منه فقد عرفت الفساد على أنه " إساءة إستعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة للكسب الخاص بشكل مباشر أو غير مباشر لتحقيق أغراض شخصية مستندة للمحسوبية، أي السلوك الذي يمارسه المسؤولون في القطاع العام أو الخاص، سواء كانوا سياسيين أو موظفين إداريين بهدف إثراء أنفسهم أو أقاربهم بصورة غير قانونية وذلك من خلال سوء إستغلال السلطة الممنوحة لهم.

      ويمكن تلخيص مفهـــوم الفســــاد حسب المنظمــــات الســابقة وغيرها كالآتـــي حسب الشكل أدنـــاه:

      3-1-الفساد في الديـــــن:

      أ-دلالة لفظ الفساد في القرآن الكريم:

      جاء الفساد في القرآن الكريم بمختلف التصريفات 50 مرة حيث ذكر الفعل في 18 موضعًـــا، كقوله تعالى:﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْسورة محمد الآية 22.

      أما مصدر الفســـــاد هكذا فورد في 11 موضعًـــا منها قوله تعالى:﴿ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ. البقرة الآية 205.

      ¤ وجاءت آيات القرآن الكريم منبهة إلى مخـــاطر الفســـاد على شتـــى مجـــالات الحيـــاة:

      -       القرآن لا يستخدم مصطلح الفساد في المعنى الشرعي الخاص فقط، بل ينقل ذلك حكاية على ألسنة الظالمين والعصاة في وصفهــــم لحركـــــة الأنبيــــاء والصالحين كوصف أتباع فرعون لدعوة موســــى عليــــــه الســـــــلام بقولهـــــم:﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَالأعراف الآية 127.

      -       تارة نجد مصطلح الفساد في القرآن معبـــــرًا عن رأي السماء والشريعة في وصف الطغاة أو الخارجين عن الشريعة كقوله تعالى:﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَالقصص الآية 83.

      -       وتارة نجده معبــــــرًا عن التحذير من عمل يؤدي إلى الفساد كقوله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌالأنفال الآية 73.

      ¤ أمــا فيما يخص مظـــاهر الفســـاد في القـــــرآن الكريـــم:

      -       وأطلق القرآن مصطلح الفساد على تهديد الحياة الآمنة وترويع الآمنين بقطع الطريق عليهم، وإزهاق أرواحهم، ونهب أموالهم، كما هو شأن العصابات الإجرامية، ومن يطلق عليهم جماعة النهب المسلح اليوم، ولقوله تعالى:﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌالمائدة الآية 33.

      -       وأطلقـــــــه على سفــك الدماء وانتهاك العروض حين أورد ذلك القران في التنديد بفعل فرعون وقومه قال تعالى:﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾القصص الآية 4.

      -       إنّ الشعور بالحماية والأمن والإطمئنان من الحاجات الأساسية في أي مجتمع، وفقدانه فقدان للمعنى الحقيقي للحياة، وإن شيوع ظاهرة الاعتداء والتجاوز وسفك دماء تجعل المجتمع يعيش رعبا مما يجعل الحياة بدون أمل وغير قابلة للتطور.

      -       وجـــــاء مصطلح الفساد في القرآن الكريم كمقابل لمصطلح الصلاح مثل قوله تعالى:﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَالأعراف الآية 56.

      -       وجاء مصطلح الفساد في القرآن الكريم بمعنى القطيعة كقطيعة الأرحام والتدبر بين المسلمين وقطع كل ما أمر الله به أن يوصل قال تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِالرعد الآية 25.

      -       والطغيان أحد مدلولات الفساد في القرآن الكريم في وصف آل فرعون لقوله عز وجل:﴿ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) الفجــر الآية 12،11.

      مثلما كان فرعون، مفسدًا بنفوذه السياسي والعسكري، فقد كان قارون مفســدًا بنفـــوذه المــالي الاقتصادي، وقد كان قادرًا على استعمال أمواله في الإصــلاح في الأرض، ولكنه أبى إلاّ أن يستعمل نعمة الله في محاربة الله، وقد قال له الناصحون من قومه وقال تعالى:﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ القصص الآية 78.

      -       إنّ الصراع الواقع على ظهر الأرض منذ بدأت عليها الحياة البشرية، إنّما هو صراع بين المصلحين والمفسدين والعاقبة فيه الحسنى لأهل السراء في الدنيا والآخرة لقوله تعالى:﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ القصص الآية 83

       

      ب-دلالة افظ الفساد في السنة النبوية الشريفة:

      وردت أحاديث كثيره تتحدث عن الفساد والمفسدين، لعلّ أهمها ما يلي:

      -       حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" الحلال بيّـــــن الحرام بيّـــــــن وبينهما متشابهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتـقــــى الشبهات استبرأ لدينــه وعرضه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى، يوشك أن يوقعه، ألا وإنّ لكل ملك حمــى، ألا وأنّ حمى الله في أرضه محارمه، ألا وأنّ في الجسد مضغة إذا صلُحتْ صلُح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" الحديث أخرجه البخاري.

      -       فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كُـــــلُّــــــــهُ وإذا فسدت فسد جسد كُـــلُـــــه ألا وهي القلب" وهنا إشارة إلى فساد الضمائر.

       



      ) معجم مقــايـيــــس اللغــــــة المجلد 4، ص 503.  [1](

      ) جمال الدين بن المنظور، لســان العـــرب، المجلد الثالث، دار الكتب العلمية، بيروت، سنة 2003، ص ص 412، 413. [2](

      ) الراغب الأصفهــاني، لفـــظ القــرآن، المجلد رقم 2، ص 192.  [3](




    • المحاضــرة الثالثــــة: أنـــــــــواع الفســــــــاد


    • المحاضرة الرابعة: مظــــاهر الفســـــاد الإداري والمـــــالـــي

      المحاضرة الرابعة: مظــــاهر الفســـــاد الإداري والمـــــالـــي:



      ينخر الفساد جسد المجتمعات الإنسانية مسببا لها الضعف والتراجع على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتنعكس آثاره السلبية على جميع مناحي الحياة، وتدلّ الإحصائيات والدراسات على انتشار نسب الفساد في مجتمعات العالم وبما يشكل معضلة وظاهرة تتطلب تكاثف الجميع لمحاربتها والقضاء عليها.

       ويتخذ الفساد أشكالاً ومظاهر متعددة والشكل الموالي يوضح أشكال الفساد:

       الرشــــــــــوة

      تتمثل في تعاطي لمبالغ مالية أو هدايا عينية مقابل تغليب مصالح فرد أو جماعة على حساب الآخرين من دون وجه حق.

      2-المحســـوبية (Népotisme):

      وهي تنفيذ أعمال لصالح فرد أو جهة ينتمي إليها الشخص كحزب أو عائلة منطقة من دون أن يكون مستحقين لها وهي منتشرة في بلدان العام النامي والعربي بصفة خاصة التي تتميز بالتقسيم العشائري والقبيلي وينتج عن هذه الظاهرة تدني كفاءة الإدارة في تقديم الخدمات وزيادة الإنتاج.

      كما تعني المحسوبية شغل وظائف بأشخاص غير مؤهلين مما يؤدي إلى تراجع كفاءة وفعالية المؤسسة في تقديم الخدمات مع تراجع الإنتاج.

      3-المحـــابات(Favorisme):

      يقصد بالمحاباة تفضيل جهة على أخرى بغير وجه حق للحصول على مصالح وخدمات معينة، كما في منح المقاولات وعقود الإستئجار والاستثماري.

      وتعتبر المحاباة المحسوبية من أكثر مظاهر الفساد خطورة والأصعب علاجا يترتب عنها آثار سلبية عكس على حياة المجتمعات نتيجة لتلك الممارسات، ومن أمثلة ذلك ما شهدته المحاكم المصرية لواحدة من أشهر قضايا الفساد سنه 1997 كما أن من نتائج التحيز والمحاباة بطبقه ما ولاعتبارات عرقية أو عشائرية أو قبلية هو تهديد أسس الوحدة الوطنية وغرس الأحقاد في النفوس وإضعاف ثقتهم بنزاهة الإدارة وعدالتها وتزعزع روح الوطنية.

      4-الوســـــــــاطـــــة(Médiation):

      وتعد من الظواهر الإجتماعية العامة التي تسود معظم المجتمعات، وتعرف على أنها تدخل شخص ذو مركز ونفوذ لصالح من لا يستحق التعيين، أو إحالة العقد، أو إشغال المنصب، وترجع اسباب الوساطة إلى:

      أ-الابتزاز والتزوير:

      الإبتزاز هو الحصول على أموال من طرف معين في المجتمع مقابل تنفيذ مصالح مرتبطة بوظيفة الشخص المتصف بالفساد، والتزوير يتعلق بتحريف محتوى الوثائق الرسمية والمحررات الإدارية بغية الحصول على منافع شخصية وقد يكون لطمس الحقائق أو للهروب من المتابعات القضائية وطمس الأخطاء الإدارية، ومثال على ذلك تزوير تاريخ الميلاد مثلا للإستفادة سواءًا من زيادته أو نقصانه: فالزيادة مثلاً من أجل بلوغ سن العمل، أمــا النقصان فهو الهروب من العدالة والعقاب بحجة عدم البلوغ.

      ب-السرقة والإختلاس:

      السرقات هي ممارسات وسلوكيات محرمة ودائنة شرعـًـــــــا وقانــــــــــونـًـــــــــا كسرقة النقد في الصندوق، وسرقة الموجودات الخاصة بمؤسسات معينة، وسرقة المعلومات من العملاء.

      5-نهب المال العام والانفاق الغير قانوني له:

      أي ما يعرف بالاختلاس فهو عبارة عن سوء استعمال الأموال المعهودة لشخص معين أو التصرف بها بشكل غير قانوني، وتغطية هذا التصرف عن طريق التلاعب في الدفاتر والسجلات والحسابات المالية.

      ويعد الإختلاس من أكثر مظاهر الفساد ظهورا في الوقت الحاضر هو اختلاس الأموال العمومية والاستحواذ عليها بهدف حرمان الدولة منها، فلا تخلو الجرائد اليومية من نشر العديد من حالات الإختلاس من قبل موظفي الدولة أو حتى القائمين على إدارة مرافقها الحيوية.

      6-التباطؤ في إنجاز المعاملات:

      والمقصود هنا هو ذلك المظهر المتعلق بلا مبالاة الموظف العمومي أو استهتاره بالمواطنين أو الهيئات المفترض أن يقدم لها الخدمة المنوطة به والمكلف بها قانونا فنجده لا يقوم بعمله في الوقت المناسب مما يضيع حقوق الأفراد والجماعات، بل وقد يؤدي ذلك إلى العصيان الإجتماعي ما يهدد الإستقرار الإجتماعي والسياسي للدول، وغالبا ما يكون التباطؤ بنية الإبتزاز والحصول على منافع شخصية للإسراع في إنجاز المعاملات.

      7-الإنحرافات الإدارية والوظيفية أو التنظيمية من قبل الموظف المسؤول.

      8-المخالفات التي تصدر عن الموظف العام أثناء تأديته لمهام وظيفته.

      9-عدم احترام أوقات ومواعيد العمل في الحضور والإنصراف أو تأدية الوقت في قراءة الصحف، واستقبال الزوار والامتناع عن العمل أو التراخي أو التكاسل وعدم تحمل المسؤولية: عدم احترام قواعد العمل وعدم التقيد بأوقات الدوام وعدم تأدية المهام المطلوبة وفقا لقواعد السلوك المهني.

      10-إفشاء أسرار الوظيفة والخروج عن العمل الجماعي والمحاباة في التعيين في مناصب المسؤولية.

      11-الخروج عن العمل الجماعي أو الإنفراد بالعمل والخروج عن العمل المؤسساتي الجماعي كثيرا ما يوقع المصالح والإدارات والهيئات في مشاكل قد تؤدي إلى ضياع حقوق الناس وربما اللجوء إلى القضاء، لأنّ الأعمال الفردية مهما يكون صاحبها ففيها نقصان، أو العمل الجماعي أكثر مصداقية وأقل خططًـــــا.

      12-استغلال المنصب العام والسلطة:

      ويتمثل بشكل واضح في استغلال شخصيات نافذة ذات مناصب عليا لمنصبهم للتصرف في الأملاك العامة بطرق غير قانونية أو الحصول على بعض الصفقات التجارية، أو إعفاءات ضريبية، أو منح تراخيص لأشخاص أو شركات بشكل غير قانوني.



      ([1]): لقماري سفيان، مداخلة بعنوان: الإطار الفلسفي والتنظيمي للفساد، ملتقى وطني بجامعة بسكرة، بتاريخ 6و7 ماي 2012.


      • المحاضرة الخامسة: أسباب انتشار الفساد المالي والإداري

        المحاضرة الخامسة: أسباب انتشار الفساد المالي والإداري


         

        هناك مجموعة من الأسباب التي أدت إلى بروز دائرة الفساد وانتشارها في مختلف المجتمعات، فقد أكد منظري وباحثي علم الإدارة والسلوك التنظيمي على وجود ثلاثة فئات حددت هذه الأسباب والتي هي:

        1-أسباب الفساد من وجهة نظر المنظرين:

        1-1-أسباب الفساد الإداري حسب رأي الفئة الأولى:

        أ-الأسباب الحضارية:

        وتعني أن سبب بروز ظاهرة الفساد الإداري هو وجود فجوة كبيرة بين القيم الحضارية السائدة في المجتمع وبين قيم وقواعد العمل الرسمية المطبقة في أجهزة الدولة لذلك ستكون هناك حالات مختلفة لقيم وقواعد العمل الرسمية تعد استجابة طبيعية للنظام الاقليمي الحضاري. كما أنها تبدو تحركا طبيعيا لتقليص الفجوة بين قيم قواعد العمل الرسمية.

        ب-الأسباب السياسية:

        إنّ محدودية قنوات التأثير غير الرسمية على القرارات الإدارية إضافة إلى ضعف العلاقة ما بين الإدارة والجمهور وانتشار الولاءات الجزئية كل هذه الحالات من شأنها أن تؤدي إلى بروز الفساد الإداري.

        1-2-أسباب الفساد الإداري حسب رأي الفئة الثانية:

        أ-أسباب هيكليــــة:

        وتعزى الاسباب الهيكلية الى وجود هياكل قديمة للأجهزة الإدارية لم تتغير على الرغم من التطور الكبير والتغير في قيم وطموحات الافراد وهذا لو أثره الكبير في دفع العاملين الى اتخاذ مسالك وطرق تعمل على ستار الفساد الاداري بريه تجاوز محدوديات الهياكل القديمة وما ينشأ عنها عن مشاكل تتعلق بالإجراءات وتضخم الأجهزة الإدارية المركزية.

         ب-أسباب قيمية:

        إنّ الفساد الإداري يحدث نتيجة لانهيار النظام الإقليمي للفرد أو المجموعة.

        ج-أسباب إقتصادية:

        لعل من أهم هذه الأسباب هو عدم العدالة في توزيع الثروة في المجتمع والذي من شأنه أن يولد فئات ذات ثراء كبير وأخرى محرومة.

        1-3-أسباب الفساد الإداري حسب رأي الفئة الثالثة:

        أ-أسباب بيولوجية وفيزيولوجية:

        وهي جميع الأسباب التي دافعها الأولي والأساسي هو ما اكتسبه الفرد عن طريق الوراثة وكل ما يتعلق بالخلفية السابقة من حياته وما تركته من آثار سلوكية وتصرفات.

        ب-أسباب اجتماعية:

        وهي جميع الأسباب التي تنشأ نتيجة للتأثيرات البيئية والاجتماعية.

        ج-أسباب مركبة:

        وهي جميع الأسباب التي تظهر نتيجة لتفاعل المجموعتين السابقتين من الأسباب السابقة الذكر.

        1-3-أسباب الفساد الإداري حسب رأي الفئة الثالثة:

        أ-أسباب بيولوجية وفيزيولوجية:

        وهي جميع الأسباب التي دافعها الأولي والأساسي هو ما اكتسبه الفرد عن طريق الوراثة وكل ما يتعلق بالخلفية السابقة من حياته وما تركته من آثار سلوكية وتصرفات.

        ب-أسباب اجتماعية:

        وهي جميع الأسباب التي تنشأ نتيجة للتأثيرات البيئية والاجتماعية.

        ج-أسباب مركبة:

        وهي جميع الأسباب التي تظهر نتيجة لتفاعل المجموعتين السابقتين من الأسباب السابقة الذكر.

        2-الأسباب العامـــة للفســــاد:

        1-2-ضعف المؤسســـات:

        والمقصود هنا ضعف المؤسسات الوقائية والرقابية وحتى القضائية على حد سواء فنجد:

        ·        المؤسسات الوقائية: هي المؤسسات التي تقدر بتحسيس مخاطر الفساد والوقاية منه.

        ·        المؤسسات الرقابية: هي المؤسسات التي تقوم بدور اكتشاف مواطن الفساد قبل استفحاله.

        ·        المؤسسات القضائية: هي المؤسسات التي تقوم بمعاقبة المفسدين ليكونوا عبر للآخرين وكلها عوامل تقول إلى انتشار الفساد.

        2-2-تضارب المصالح:

        والمقصود بتضارب المصالح ذلك الموقف الذي تتأثر فيه موضوعية واستقلالية قرار الموظف أثناء قيامه بأعماله بمصلحة شخصية مادية أو معنوية تهمه هو شخصيا أو تهم أحد أقاربه أو أصدقائه المقربين، أو عندما يتأثر آدائه للوظيفة باعتبارات شخصية مباشرة أو غير مباشرة أو بمعرفته بالمعلومات التي تتعلق باتخاذ القرار، وعلى الموظف في هذه الحالات أن يلتزم بالعمل المؤسساتي من خلال إلتزامه بالعدالة والنزاهة والمسؤولية والإفصاح لمسؤوليه عن ذلك التعارض وإظهار التشدد أمام الأهل والأقارب وإبداء عدم قبوله المحاباة والوساطة والمحسوبية.

        3-2-السعي للربح السريع:

        غالبا ما يكون السعي للربح السريع وتجاوز الخطوات العملية والموضوعية للربح سببًــــا من أسباب الفساد فالموظف الذي لا يقنع بأجرته الشهرية تحت اي حجة من الحجج كضعف القدرة الشرائية مثلاً أو زيادة الإلتزامات العائلية، قد تنشــــأ لديه رغبة في الربح السريع وتحقيق مكان إجتماعية قد يلجــــأ للرشوة لتحقيق ذلك وبالتالي يقع الفساد.

        4-2-ضعف دور التوعية بالمؤسسات التعليمية والإعلام والمساجد:

        والمقصود هنا أنه من بين أسباب استفحال ظاهرة الفساد هــو:

        ·        عدم قيام الوسائط الإعلامية والتعليمية بالدور المنوط بها في التحذير من مخاطر الفساد على الفرد والأسرة والمجتمع من كل النواحي الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية...إلخ، فقيام الأسرة بالتربية السليمة للأبناء وتحذيرهم من الفساد بل واستشعارهم بمخاطر الفساد، وتكملة المدرسة والمعلم لهذا المنهج في الوقاية من الفساد ومكافحته يجعل الطفل يكبر وهو واع جـــــــدًا بمخاطر الفساد بل وتجعله طالبا جامعيًــــــا أو عامـــــــلًا أو يحارب الفساد ليس فقط بل يستشعر بمخاطره.

        ·        المساجد بدورها لها دور كبير يجب أن تقوم به من خلال التحسيس المستمر لكل أطياف المجتمع بالخطر الكبير للفساد ليس على الاخلاق فقط بل الفساد بكل أنواعه خاصة الفساد المالي والاداري الذي ينعكس آثاره على شتى مناح الحياة فالمساجد يجب أن ترفع الوازع الديني لأفراد المجتمع تجعله ينبذون الفساد بكل أنواعه ويساهمون بمختلف الطرق في مكافحته والوقاية منه.

        ·        وسائل الإعلام هي الأخرى جرى بها أن تقوم بدور فعّــــــال في كشف التحذير من المخاطر الفساد والكشف عن مواطنه إن وجدت بل والمساهمة في مكافحه الفساد من خلال:

        -       كشف الفاسدين في المجتمع والمستفيدين من بقاء واستفحال الفساد.

        -       عدم قيام المؤسسات المشار إليها أعلاه بالدور المنوط بها في التحسيس بمخاطر الفساد.

        -       توعية أفراد المجتمع بمخاطره والمساهمة في مكافحته.

        كل هذه الأسباب هي عبارة عن أسباب الفساد عموما والفساد المالي والاداري على وجه الخصوص.

        5-2-عـدم تطبيق القانون بشكل صــــارم:

        كما يقال: " يجب أن تكون للقانون أسنان " وإلّا ما الفائدة من سن القوانين لا تطبق وإذا طبق تطبق على البعض دون الآخر كل ذلك لا يكون رادع أمام الفاسدين في المجتمع مما يكون سببا لفساد أشخاص آخرين.

         

         


        • المحاضرة السادسة: الأسباب العامة للفساد

          المحاضرة السادسة: الأسبـــــــاب العـــــــامة للفســــــاد


          ومن الأسباب العامــــــة للفســــــــاد أيضًـــــا ما يلي:

          -       إنتشار الفقر والجهل ونقص المعرفة بالحقوق الفردية، وسيادة القيم التقليدية والروابط القائمة على النسب والقرابة.

          -       نقص المعرفة بالحقوق الفردية لكل شخص والتي يجب توفيرها من قبل الدولة ومؤسساتها.

          -       ضعف البناء المؤسساتي وعدم التوازن بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية في النظام السياسي وطغيان السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية وهو ما يؤدي إلى الإخلال بمبدأ الرقابة المتبادلة.

          -       ضعف الجهاز القضائي وغياب استقلاليته ونزاهته، هذا الأخير يعتبر سببًــــا مشجعا لعناصر الفساد للتهرب من المساءلة والمحاسبة.

          -       ضعف أجهزة الرقابة في الدولة وعدم استقلاليتها وتراجع دورها على رقابة الآداء الحكومي، أو عدم تمتعها بالحيادية في عملها بسبب تبعيتها للسلطة المركزية مثل بعض الأنظمة العربية.

          -       غياب حرية الإعلام وعدم السماح لها أو للمواطنين بالوصول إلى المعلومات والسجلات العامة، مما يحول دون ممارستها لدورها في الرقابة على أعمال الوزارات والمؤسسات العامة.

          -       عدم وجود معارضة برلمانية حقيقية وجادة.

          -       تدني أجور ورواتب العاملين في القطاع العام من جهة وارتفاع مستوى المعيشة مما يشكل بيئة ملائمة لقيام بعض العاملين.

          -       البحث عن مصادر مالية أخرى شرعية أو غير شرعية وأسهلها إستغلال الوظيفة الإدارية والتعامل بالرشوة.

          -       غياب دور الجمعيات وضعف دورها في مكافحة الفساد وسيادة السياسة القمعية.

          -       كثرة المراحل الإنتقالية والفترات التي تشهد تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية، ويساعد على ذلك حداثة أو عدم اكتمال البناء المؤسساتي ضمن الإطار القانوني التي توفره البيئة المناسبة للفاسدين والمستغلين.

          -       ضعف الجهاز الرقابي على الوظائف العامة في هذه المراحل وهي الفرصة كمرحلة الإنتقال من النظام الإشتراكي إلى النظام الرأسمالي، حيث أصبح القطاع الخاص مسيطرا على القطاع العام وسيطرة البيروقراطية بالإضافة إلى الريع البترولي.

          -       إصدار تشريعات لخدمة مصالح أشخاص أو شركات معينة.

          -       وجود الطبقية في المجتمع وسيادة النظام العشائري القبلي.

          ويمكن تقسيم أسباب الفساد الإداري والمالي المذكورة سابقا حسب الباحثين إلى عدة مجموعات هي:

          1-أسباب شخصية: وهي أسباب مرتبطة بشخصية الفرد وميولاته، ومستواه الثقافي ومستوى تعليمه.

          2-أسباب إجتماعية: وهي مجموعة من الأسباب تفرزها العادات والتقاليد والأعراف السائدة في المجتمع والتي تهيئ المناخ المناسب لنمو وانتشار ظاهرة الفساد الإداري والمالي من خلال أعمال المحسوبية، الرشوة، استغلال النفوذ، التهرب الضريبي، الإختلاس، تبييض الأموال...إلخ. ويرى بعض الكتاب والباحثين أنّ هذا النوع من الفساد يتجسد في خروج العاملين في المنظمات على اللوائح والأنظمة.

          3-أسباب قـــانونيـــة: وهذا بسبب ضعف القوانين التشريعية في ردع جريمة الفساد الإداري والمالي بسبب بعض الفاسدين في الهيئات العليا، والذي انجــرّ عنه عدم خوف الموظفين من العقوبات التي يمكن أن تطبق عليهم.

          4-أسباب سيـــاسية: وتتمثل في تعيين القياديين الإداريين في المواقع المهمة في بناء على الولاء السياسي، وبغض النظر عن الكفاءة، مما يفتح أبواب المحسوبية السياسية ويصيب موظفي الخدمات العمومية بالإحباط بالإضافة إلى غياب أجهزة الرقابة والمحاسبة وعدم وجود مؤسسات ومنظمات مستقلة تعني بمكافحة الفساد، الأمر الذي يسهل انحراف الموظفين ويشجعهم على الإستغلال الغير قانوني لوظائفهم ومراكزهم الإدارية.

          ملخــــــــص:

          إنّ الفساد عمومًـــــــا ظاهرة مركبة ومعقدة وهو ظاهرة قديمة على مر العصور ساهمت في انهيار أنظمة وسقوط عدة حضارات واسقاط أنظمة سياسية وحـــــــرّك ثورات وأشعــــــــل انتفاضات من بينها: الربيع العربي، الحراك الجزائري، ويشمل الفساد عموما جميع الإختلالات التي تمس الجانب السياسي والإقتصادي والإجتماعي والقيمي والأخلاقي في المجتمع، والذي يحتاج إلى تضافر الجهـــــود لمعالجته والتخلص منه، ويبقى الفساد بشتى أطيافــــــه أحد عناصر الهدم التي تواجه عمليات التنمية الإقتصادية والسياسية والإجتماعية.

          وعليه فــــــــإنّ أحســــــن وسيلــــــــة لمحاربـــــــة الفســــــاد تتمثـــــل في:

          ·        إعــــــداد خطــــــــة استراتيجية وطنيـــــة شاملـــــة بمشاركة واسعة من قطاعات المجتمع وأطيــــــافه لإعادة العدل بمختلف صوره في المجتمع من القمـــــة إلى القاعدة ومن القاعــــــدة إلى القمـــــــة.

          ·        إنهــــــاء الظلم من أشكـــــــال الإستغلال في كل المجتمعات عن طريق ربط المسؤولية بالمحاسبة.

          ·        تحديد التشريعات وتغليــــــظ العقوبات لردع كل من تسول له نفسه ممارسة أي شكل أو مظهر من مظاهر الفساد في الدولة والمجتمع.