Aperçu des sections

  • Généralités

  • المدخل العام لمقياس المهنة والفساد

    المدخل العام لمقياس المهنة والفساد

    تهدف المادة إلى تعريف الطالب:

    بأهمية وضرورة أخلاقيات العمل ومدى أهمية وضرورة الالتزام بها من أجل تأدية الأمانة الملقاة على عاتق الموظف، وتحقيق أهداف جهة العمل والمجتمع.

    توعية الطالب وتحسيسه من خطر الفساد ودفعه للمساهمة في محاربته. ولأجل ذلك وضعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي محتواه العلمي المضبوط بهدف الإحاطة الشاملة بمصطلح الفساد ومحاولة توعية الطالب بمخاطر الفساد وتوجيهه لتجنب كل مظاهره والمساهمة الفعّــالة في مكافحته بمختلف الوسائل وذلك كون طالب اليوم هو إطار الغد.

    1-الإطار النظري للفساد:

    ·        الفساد لغة واصطلاحا.

    ·        الدّيـــــن والفساد.

    2-أنواع الفساد:

    ·        الفساد المالي.

    ·        الفساد الإداري.

    ·        الفساد الأخلاقي.

    ·        الفساد السياسي.

    3-مظاهر الفساد الإداري والمالي:

    ·        الرشوة.

    ·        المحسوبية.

    ·        المحاباة.

    ·        الوساطة.

    ·        الإبتزاز والتزوير.

    ·        نب المال العام والإنفاق الغير قانوني له.

    ·        التباطئ في إنجاز المعاملات.

    ·        الإنحرافات الإدارية والوظيفية أو التنظيمية من قبل الموظف والمسؤول.

    ·        المخالفات التي تصدر عن الموظف العام أثناء تأديته لمها وظيفته.

    ·        عدم إحترام أوقات العمل في الحضور والإنصراف أو تمضية الوقت في قراءة الصحف واستقبال الزوار والإمتناع عن آداء العمل والتراخي والتكاسل وعدم تحمل المسؤولية.

    ·        إفشاء أسرار الوظيفة والخروج عن العمل الجماعي والمحاباة في التعيين في مناصب المسؤولية.

    4-أسباب الفساد الإداري والمالي:

    أ-حسب المنظرين والباحثين: توجد 03 فئات هي:

    -       رأي الفئة الأولى من المنظرين: أسباب حضاريةـ، أسباب سياسية.

    -       رأي الفئة الثانية: أسباب هيكلة، أسباب قيمية وأسباب إقتصادية.

    -       رأي الفئة الثالثة: أسباب بيولوجية وفيزيولوجية، أسباب إجتماعية وأسباب مركبة.

    ب-حسب الأسباب العامة للفساد:

    5-آثار الفساد الإداري والمالي:

    6-محاربة الفساد من طرف الهيئات والمنظمات الدولية:

    7-نماذج لتجارب بعض الدول في مكافحة الفساد:

     


  • المحاضرة الأولى: أخلاقيات المهنة ومصادرها

    المحاضرة الأولى: أخلاقيات المهنة ومصادرها


    مقدمة:

    تعتبر ظاهرة الفساد من أعتى الظواهر التي رافقت الحياة البشرية منذ ظهورها على وجه البسيطة، كما تعتبر في نفس الوقت من أهم الأسباب التي قد تساهم في القضاء على الحياة برمتها على وجه هذا الكوكب، حيث تعدد تسميته وتقسيماتي وفقا لنوعيه والبيئة التي يظهر فيها بالإضافة إلى عواقبه الناجمة عنه.

    إن لتطور أي بلد نصيبا هاما من مكافحه هذا الطاعون الذي يضرب وينخر إقتصادياتها، حيث أنشــــــأ الإنسان لهذا السبب هيئات ومنظمات منها المحلية ومنها الدولية للحد من خطورة الفساد وحصر آثاره ورص الصفوف للوقوف أمام تمدده والقضاء على آثاره المدمرة.

    1-أخلاقيات المهنة:

    قبل أن نتكلم عن مفهوم أخلاقيات المهنة والفساد نشير إلى بعض الأقوال والحكمة التي تشير إلى أهمية كمقدمة:

    ﴿ بوجود الفساد الجميع سيدفع الثمن ﴾،﴿ حسن الخلق يعادل قائم الليل والنهار ﴾،﴿ ليس الفقير من لا يملك المال فهناك فقراء: تربيه وعقل، وأخلاق ﴾،﴿ الإحترام تربية ليس ضعف والإعتذار خلق وليس مذلة ﴾،﴿ الأخلاق نبتة جذورها في السماء أما أزهار ثمارها فتعطر الأرض (الفساد نتن والمتخلق عطر) ﴾...وغيرها

    2-تعريف الأخلاق (ethics):

    يرجع أصل كلمة الأخلاق إلى اللفظ اللاتيني (Morals) الكلمة اليونانية (Ethos) والتي تعني أشكال التقاليد أو العادات الخاصة بالتصرفات، كذلك تشير إلى فلسفة الصواب والخطأ في السلوك.

    2-1-علم الأخلاق (Deontology):

    هو دراسة لتصرفات الإنسان فيما يتعلق بالصواب والخطأ بمعنى أنه علم يهدف إلى وضع قواعد السلوك الإنساني (مدحت أبو النصر، سنة 2004، صفحة 82).

    2-2-تعريف أخلاقيات المهنة:

    هي مجموعه من القواعد والآداب والمبادئ والمعايير السلوكية والأخلاقية التي يجب أن تصاحبها ويتعهد صاحب المهنة للقيام بها في مهنته تجاه العمل وعناصره من العملاء والزملاء والمرؤوسين والرؤساء والمهنة والمجتمع والنفس والذات، وتعدّ أساسا لتعاملهم وتنظيم أمورهم وسلوكيهم في إطار المهنة، ويعبّر المجتمع استيائه واستنكاره لأي خروج عن هذه الأخلاق بأشكال مختلفة تتراوح بين عدم الرضا والإنتقاد، والتعبير عنها لفظا وكتابة أو إيماء، وبين المقاطعة والعقوبة المادية، وأتحدث هنا عن أخلاقيات المهنة في ظل تراجع منظومة القـــيم في هذا الزمان، عسى أن يتوب البعض لرشدهم الأخلاقي والمهني.

    كما تعني بصورة عامة مجموعة من المعايير والقيم الأخلاقية التي يستنـــــد عليها المجتمع من أجل التمييز والتفرقة بين ما هو صحيح وما هو خطأ والتمييز بين الفضيلة والرذيلة.

     إنّ الأخلاق في كل مجتمع هي نتاج تطور تاريخي طويل، لهذا فهي ضرورية في تكوين الفرج والمجتمع:

    أ-بالنسبة للفرد:

    ·        تساعد في بناء الفرد وتشكيل شخصية سليمة (تكوين فرد سوي)

    ·        تعمل على حماية الفرد من الإنحراف.

    ·        تساهم في حل الخلافات والنزاعات وتساعد على اتخاذ القرارات.

    ب-بالنسبة للمجتمع:

    ·        تحفظ للمجتمع تماسكه وتحدد أهدافه ومثله العليا ومبادئه الثابتة.

    ·        تقي المجتمع من الإنحرافات الاجتماعية.

    ·        تذيب الخلافات والصراعات وتبعد المجتمع من ممارسات العنف.

    ويمكن حصر مصادر أخلاقيات كل مجتمع فيما يلي:

    3-مصادر أخلاقيات المهنة:

    3-1-المصدر الديني:

    إذ تعد الأديان السماوية أهم مصدر من مصادر الأخلاقيات وقد أكدت السنة النبوية الشريفة هذا وفصلت موارد في القرآن الكريم في هذا الصدد.

     3-2-مصدر الثقافة العربية الإسلامية:

    حيث كان العرب والمسلمون كعادتهم أول من أدركوا في كتبهم أهمية المبادئ والأسس الأخلاقية التي تقوم عليها المهنة.

    3-3-مصدر التشريعات والقوانين والأنظمة:

    إذ تعد التشريعات والقوانين والأنظمة المعمول بها من المصادر الأخلاقية فهي تحدد الواجبات الأساسية المطلوب التقيد بها وتنفيذها ويقصد بالتشريعات الدستور والقوانين والأنظمة والتعليمات.

    3-4-مصدر التشريعات المهنية:

    مثل نظام الأشغال الحكومية ودفتر عقود للمقاولات الموحد، بما في ذلك مهنة الهندسة.

    3-5-العادات والتقاليد والقيم والموروث الحضاري:

    حيث أن المجتمع المدني والموروث الحضاري مصدر مهم لأخلاقيات المهنة على مستوى العلاقة مع الزملاء والمجتمع والمهنة.

    3-6-مصدر لوائح آداب المهنة والأدب التربوي الحديث:

    والذي يشمل سلوكيات الإخلاص في العمل والصدق والإحترام والتواضع وإدارة الوقت واجتناب الكبْـــــر والغرور وغيرها.

    3-7-مصدر منظومة القيم الخاصة بالفرد: حيث القيم والإتجاهات والتربية والتديـــن.

    4-علامات اكتساب أخلاقيات المهنة (العمل):

    تظهر على الفرد علامات إكتسابه الأخلاقيات العمل، منها ما يأتي:

    §        الوصول للعمل في الوقت المحدد: أي أنه على الفرض التواجد في الوقت المحدد للعمل.

    §        إنتاج المطلوب: مما يعني إنجاز الشخص الذي يتمتع بأخلاقية العمل لما يطلب منه من واجبات سواء كانت سهله أم صعبة.

    §        التوقف عن الشكوى: يظهر على الفرد أخلاق العمل عند توقفه عن الشكوى، والتذمر.

    §        العمل ضمن الظروف الصعبة: يعد العمل في حال المرض أمـــــرًا غير صحي، لهذا يجب عدم تشجيع هذه العادة بكونها من ضمن أخلاقيات العمل القوية، بل يجب الإستراحة والتفريق بين المرض والعمل.

    §        تنفيذ العمل: أخلاقيات العمل الجيدة لا تعني شيئا في حال عدم إتمام الفرد للعمل المطلوب منه، ولذلك يجب الإنتباه لتسليم العمل وتنفيذه بطريقه جيدة.

     الفرق بين الفساد، أخلاقيات المهنة والقانون

     

    المصطلح

    من الناحية القانونية

    من الناحية العقابية

    القانون

    تشريعات

    عقوبات قضائية

    أخلاقيات المهنة

    قانون المهني

    عقوبات مهنية

    الفســـاد

    قانون مبادئ القيم

    عقوبات تأنيب الضمير

     






    • المحاضرة الثانية: الإطار النظــري للفســاد

      المحاضرة الثانية: الإطار النظري للفساد


      1-تعريف الفساد:

      1-1-الفســاد لغـــة:

      ·        وهو ضدُّ الصلاح، وهو مصدر فَسَدَ يَفْسُدُ ويَفْسِدُ فَسَادًا وفُسُودًا، وهو فاسِدٌ وفَسِيْدٌ، وقوم فَسْدَى، وفَسُدَ الشيء فهو فسيد، والاسْتِفْسَادُ: خلاف الاستصلاح، والمَفْسَدَة: خِلاف المصلحة، وتَفَاسَدَ القومُ تدابَرُوا وقطعوا الأَرحام ([1]).

      ·        هو فسد ضد صلح، والفساد لغة هو البطلان، فيقال فسد الشيء أي بطل واضمحل ([2])، ويقال فسد القوم أي قطعوا أرحامهم، ويقال فسد الشيء أي ظهر به خلل أو علة.

      ولا يختلف ذلك في اللغات الأخرى فالفساد في اللغة الفرنسية ورد بأنه رشوة الحاكم أو القاضي أو تحريف نص أو تشويه الحقيقة وغيرها من المرادفات.

      أما في اللغة الإنجليزية فورد باستعمالات متعددة، فقد جاء في قاموس اكسفورد أن المقصود بالفســــاد هو تدهور القيم الأخلاقية في المجتمع أو لدى الفرد، يعني الفساد في اللغة الإنجليزية تضييع الأمانة بسبب استعمال الرشوة.

      وتعد كلمة الرشوة من أكثر المعاني تعبيرا عن الفساد بل تكاد تكون مرادفا لها.


      1-2-الفســاد إصطـــلاحــا:

      الفساد في الاصطلاح هو خــروج الشيء عن الإعتــدال سواء كان قليـــلاً أو كثيــرا، ويستعمل ذلك في النفس، والبدن، والأشياء الخارجة عن الإستقــامة ([3]).

      كما أخذ مفهوم الفساد أيضًـــا عدة مسميات وذلك لاختلاف زاوية النظر إليه:

      أ-البنك الدولي عرف الفساد بأنه سوء استغلال السلطة العامة من أجل الحصول على مكاسب خاصة، فالفساد من وجهة نظر البنك يكون في الحالات التالية على سبيل المثال:

      ï  قبول أو طلب رشوة من قبل الموظف العمومي بغرض تسهيل إجراءات إدارية لفائدة جهة ما أو تسريع إجراءات عقود.

      ï  تقديم رشاوي من قبل الشركات أو وسائطها للإستفادة من إمتيازات تنافسية وتحقيق أرباح غير قانونية في الأصل.

      ï إستغلال الوظيفة من أجل توظيف الأقارب أو ترقيتهم بطرق غير شرعية.

      ب-منظمـــة الشفافيـــــة الدوليـــــة وهـــي المنظمـــــة التي تعني بالفساد وتجتهد لمكافحته والوقاية منه فقد عرفت الفساد على أنه " إساءة إستعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة للكسب الخاص بشكل مباشر أو غير مباشر لتحقيق أغراض شخصية مستندة للمحسوبية، أي السلوك الذي يمارسه المسؤولون في القطاع العام أو الخاص، سواء كانوا سياسيين أو موظفين إداريين بهدف إثراء أنفسهم أو أقاربهم بصورة غير قانونية وذلك من خلال سوء إستغلال السلطة الممنوحة لهم.

      ويمكن تلخيص مفهـــوم الفســــاد حسب المنظمــــات الســابقة وغيرها كالآتـــي حسب الشكل أدنـــاه:

      1-3-الفساد في الديـــــن:

      أ-دلالة لفظ الفساد في القرآن الكريم:

      جاء الفساد في القرآن الكريم بمختلف التصريفات 50 مرة حيث ذكر الفعل في 18 موضعًـــا، كقوله تعالى:﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْسورة محمد الآية 22.

      أما مصدر الفســـــاد هكذا فورد في 11 موضعًـــا منها قوله تعالى:﴿ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ. البقرة الآية 205.

      Ã وجاءت آيات القرآن الكريم منبهة إلى مخـــاطر الفســـاد على شتـــى مجـــالات الحيـــاة:

      -       القرآن لا يستخدم مصطلح الفساد في المعنى الشرعي الخاص فقط، بل ينقل ذلك حكاية على ألسنة الظالمين والعصاة في وصفهــــم لحركـــــة الأنبيــــاء والصالحين كوصف أتباع فرعون لدعوة موســــى عليــــــه الســـــــلام بقولهـــــم:﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَالأعراف الآية 127.

      -       تارة نجد مصطلح الفساد في القرآن معبـــــرًا عن رأي السماء والشريعة في وصف الطغاة أو الخارجين عن الشريعة كقوله تعالى:﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَالقصص الآية 83.

      -       وتارة نجده معبــــــرًا عن التحذير من عمل يؤدي إلى الفساد كقوله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌالأنفال الآية 73.

      Ã أمــا فيما يخص مظـــاهر الفســـاد في القـــــرآن الكريـــم:

      -       وأطلق القرآن مصطلح الفساد على تهديد الحياة الآمنة وترويع الآمنين بقطع الطريق عليهم، وإزهاق أرواحهم، ونهب أموالهم، كما هو شأن العصابات الإجرامية، ومن يطلق عليهم جماعة النهب المسلح اليوم، ولقوله تعالى:﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌالمائدة الآية 33.

      -       وأطلقـــــــه على سفــك الدماء وانتهاك العروض حين أورد ذلك القران في التنديد بفعل فرعون وقومه قال تعالى:﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾القصص الآية 4.

      -       إنّ الشعور بالحماية والأمن والإطمئنان من الحاجات الأساسية في أي مجتمع، وفقدانه فقدان للمعنى الحقيقي للحياة، وإن شيوع ظاهرة الاعتداء والتجاوز وسفك دماء تجعل المجتمع يعيش رعبا مما يجعل الحياة بدون أمل وغير قابلة للتطور.

      -       وجـــــاء مصطلح الفساد في القرآن الكريم كمقابل لمصطلح الصلاح مثل قوله تعالى:﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَالأعراف الآية 56.

      -       وجاء مصطلح الفساد في القرآن الكريم بمعنى القطيعة كقطيعة الأرحام والتدبر بين المسلمين وقطع كل ما أمر الله به أن يوصل قال تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِالرعد الآية 25.

      -       والطغيان أحد مدلولات الفساد في القرآن الكريم في وصف آل فرعون لقوله عز وجل:﴿ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) الفجــر الآية 12،11.

      مثلما كان فرعون، مفسدًا بنفوذه السياسي والعسكري، فقد كان قارون مفســدًا بنفـــوذه المــالي الاقتصادي، وقد كان قادرًا على استعمال أمواله في الإصــلاح في الأرض، ولكنه أبى إلاّ أن يستعمل نعمة الله في محاربة الله، وقد قال له الناصحون من قومه وقال تعالى:﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ القصص الآية 78.

      -       إنّ الصراع الواقع على ظهر الأرض منذ بدأت عليها الحياة البشرية، إنّما هو صراع بين المصلحين والمفسدين والعاقبة فيه الحسنى لأهل السراء في الدنيا والآخرة لقوله تعالى:﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ القصص الآية 83

       

      ب-دلالة افظ الفساد في السنة النبوية الشريفة:

      وردت أحاديث كثيره تتحدث عن الفساد والمفسدين، لعلّ أهمها ما يلي:

      -       حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" الحلال بيّـــــن الحرام بيّـــــــن وبينهما متشابهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتـقــــى الشبهات استبرأ لدينــه وعرضه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى، يوشك أن يوقعه، ألا وإنّ لكل ملك حمــى، ألا وأنّ حمى الله في أرضه محارمه، ألا وأنّ في الجسد مضغة إذا صلُحتْ صلُح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" الحديث أخرجه البخاري.

      -       فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كُـــــلُّــــــــهُ وإذا فسدت فسد جسد كُـــلُـــــه ألا وهي القلب" وهنا إشارة إلى فساد الضمائر.

       



      ) معجم مقــايـيــــس اللغــــــة المجلد 4، ص 503.  [1](

      ) جمال الدين بن المنظور، لســان العـــرب، المجلد الثالث، دار الكتب العلمية، بيروت، سنة 2003، ص ص 412، 413. [2](

      ) الراغب الأصفهــاني، لفـــظ القــرآن، المجلد رقم 2، ص 192.  [3](




    • المحاضــرة الثالثــــة: أنـــــــــواع الفســــــــاد