ملخص المحاضرة 13
الرواية الجديدة :
بدأت فترة
نهضوية متميزة بالأحداث و من أهمها "هزيمة1976" هذه الهزيمة التي أجبرت
الروائي العربي إلى إعادة النظر في تيار
الرواية الذي كان سائدا قبل الهزيمة ،فهذه الفترة التاريخية ذات الخصوصيات الواضحة دفعت الرواية كشكل أدبي
مستحدث أن تنشأ و تتطور عبر كثير من التجارب. و ارتبطت الرواية العربية الجديدة
بالتغييرات التي سيعرفها المجتمع العربي و
ستنعكس في الرواية لطبيعتها القابلة للتعبير عن كل مظاهر المجتمع الجديدة، حيث
يتداخل فيها المتخيل بالواقع. و حاول الروائيون الجدد استيعاب كل التحولات التي
وقعت في المجتمع العربي دون العناية بطابع المحلية و حصرهم فيها كما فعل الجيل
السابق.
و يؤكد
الروائي "عبد الرحمان منيف" على أن هذه الهزيمة شكلت ولادة جديدة
للرواية العربية لأنها أحدثت تراكما على مستوى الإنتاج إذ دفعت إلى السطح العديد من الأسئلة و
المواضيع الساخنة و التي تتطلب المواجهة والمعالجة ،و ظهر هذا التأثير الذي أحدثته
الهزيمة حسب "عبد الرحمان منيف" من خلال ما يلي :
ـ تراجع
التيار الوجودي و الواقعي الذي ساد في الخمسينات و الستينات لتطرح بدلا منه رواية
تهتم بالهم القومي و قضايا أخرى.
ـ بهذا التطور
تراجع المركز الموجه و المسيطر سابقا و الذي هو "مصر" قياسا بالماضي
لتبدأ بقية المناطق العربية تعرف تطو ر هذا الجنس مما أدى الى تغيير خريطة الرواية
التي امتلأت بأسماء عربية و إنتاج متنوع تفترق على المستوى الجغرافي و لكنها تلتقي
في قضايا و موضوعات مشتركة كالحرية ،و التحرر ،و السياسة ،و الانتماء الوطني و
القومي ،و القضية الفلسطينية و الصراع الطبقي.
فهذه الرواية
الجديدة عرفت تحويرات في مضامينها و أشكالها، بالمقارنة مع الشكل الروائي
السابق ،و خرجت عن نمطها الكلاسيكي
المتمثل في الرواية التعليمية و الرومانسية و الواقعية لتصبح ضمن الإطار العام
حاملة لخلفية فكرية وراء شكلها الإبداعي.
في هذه المرحلة إذن
استطاعت الرواية أن تتطور وتتقدم حيث
تخلصت من عيوب الأسلوب و التشكيل، مما جعل
الرواية تنفصل أكثر فأكثر عن التقليد الأوروبي و جعلها تعرف التطور و التقدم
كمثيلتها الغربية.
فالهزيمة
أبعدت الروائيين الجدد عن الرواية التقليدية و أظهرت أنماطا روائية جديدة. فجاءت
أغلب الروايات منقطعة عن جذورها الكلاسيكية.
الروّاية العربيةّ المعاصرة :
الرواية كما
سبق و ذكرنا هي التي يعالج فيها المؤلف
موضوعا كاملا أو أكثر زاخرا بحياة تامة واحدة أو أكثر، فلا يفرغ القارئ من قراءتها
إلا و قد أل م بحياة البطل أو الأبطال في
مراحلهم المختلفة ،ميدان الرواية فسيح أمام القاص يستطيع أن يكشف أستارا عن حياة
أبطاله و يجلو الحوادث مهما استغرقت من وقت.
اتجاهات الرواية في السبعينيات :
جاءت الرواية
في فترة السبعينات و ما بعدها بصورة جديدة. فقد تنوعت الرواية إلى حد كبير من
ناحية الأساليب و السرد و التخلص من الأسس التقليدية للسرد : كالعرض ،و العقدة ،و
الحل . كما تقدمت في التخييل و التصوير.
ـ من ناحية
المضامين حاولت استيعاب جميع التحولات التي حدثت في المجتمع العربي مع الخروج عن
طابع المحلية ،فتناولت بالتصوير و التمثيل بالأحداث أينما وقعت و اهتمت باله م
القومي و القضايا السياسية.
ـ ما يمكن
نقول أنه حدثت ثورات عنيفة على الرواية التقليدية و أدت هذه الثورة إلى ظهور
اتجاهات جديدة ،و إن كانت متأثرة إلى حد بعيد بالغرب إلا أ ن التأصيل و التكوين
ظهرا فيها في أسرع وقت .
و
قد تأثر الكثير من الروائيين العرب بهذا الذي أدى إلى ظهور التعبيرات الرمزية في
أعمالهم ،مثل رواية " الشحاذ" ل"نجيب محفوظ" و رواية "
الزمن الموحش" ل "حيدر حيدر"....
و الذي ساعد
على انتشار هذه المدرسة الروائية هي الروايات المترجمة المكتوبة بهذا الأسلوب ،ثم
ترجمة مفاهيم علم النفس...
-
الروّاية الطلّيعيةّ :
هذا هو
الاتجاه الآخر الذي انتشر بعد السبعينيات و هو الاتجاه الطليعي أو الرواية
الطليعية ، و هي تعني استخدام تقنيات فنية جديدة تتجاوز الأساليب و الجماليات
السائدة و المعروفة بهدوء و بطء.
و قد تميزت
الرواية الطليعية باستخدام تقنيات السينما و تقطيع الصور و لوحات مستقلة تعطي
مجتمعة انطباعا وإحساسا واحدا.
كما تميزت
باستخدام المونولوج الداخلي ،والفلاش باك في التصوير و كذلك من مميزاتها الأخرى
أسلوبها الشعري ، والنظر إلى الحادثة الواحدة من زوايا متعددة ومختلفة.
من الروائي ين
الذين تجل ت هذه العناصر في أعمالهم ،"جمال الغيطاني" و "صنع الله
إبراهيم" و "إميل حبيبي" و "جبرا إبراهيم جبرا"
"عبد الرحمان منيف" و "إلياس خوري"...
3- الرواية التجّريبيةّ :
هذا
الاتجاه أحدث اتجاه ظهر في عالم الرواية و
اعتمده المعاصرون بوصفه تقنية جديدة من أجل تجاوز واقعهم الفني المستهلك.
قامت الرواية
التجريبية على توظيف البناءات و الأحلام ،و استغلال تقنيات الشعر و اللا شعور و
الاعتماد على الوعي واللاوعي و إلغاء عنصري الزمان والمكان. وقد ظهر هذا الاتجاه
لبناء أدب مضاد للإبداع المتعارف عليه عن طريق تدمير البنيات الشكلية للرواية و
عناصرها الفني ة و تفجير اللغة و الخروج عن الأنماط الروائية السائدة و السير نحو
الابتكار. و الدخول إلى عالم مجهول منقطع عن الماضي و الحاضر متفائل بالمستقبل ،و
من أشهر هؤلاء الروائيين "أحمد المديني" حيث يرى الرواية فيض لغوي و
ثراء لفظي يتجاوز العادي و المألوف خارجا عن البناء الروائي السابق ...