اللسانيات التطبيقة وعلم اللغة النفسي

الأستاذ : زيتوني صالح

المستوى: أولى ماستر (لسانيات عربية)

المادة: اللسانيات التطبيقية

المحاضرة الثالثة: اللسانيات التطبيقية وعلم اللغة النفسي[1]

تمهيد:

  سبق الحديث عن اللسانيات التطبيقية وفروعها التي تربط علم اللغة بالعلوم الأخرى، وكان من بينها: علم اللغة النفسي.

فما مفهوم هذا العلم؟

وما موضوعه؟

وما قضاياه؟

وما العلاقة بينه وبين اللسانيات التطبيقية ؟

1-  مفهوم علم اللغة النفسي: "هو العلم الذي يهتم بدراسة العمليات العقلية أثناء استعمال الإنسان للغة فهما وإنتاجا، كما يهتم باكتساب اللغة نفسها".

  فهذا التعريف جعل علم اللغة النفسي مقتصرا على العمليات العقلية أثناء اكتساب اللغة أو استعمالها، ولكنّه في الواقع يتجاوزها إلى ملاحظة الجانب الحسي (السمعي والنطقي) أولا،  ثم ربطه بالجانب الوجداني والعقلي، في دورة كاملة.

     وقيل أيضا:" بأنه علم يهتم بدراسة السلوك اللغوي للإنسان، والعمليات النفسية العقلية المعرفية التي تحدث أثناء اكتساب اللغة واستعمالها".

وهذا التعريف أشمل من الأول لأنّه استوفى المواضع التي يهتم بها هذا العلم.

 

2-  موضوعه:

    من خلال التعريفين السابقين يتضح أن موضوع علم اللغة النفسي الجانب العقلي والنفسي للإنسان أثناء محاولة اكتساب اللغة أو استعمالها نطقا أو كتابة أو استماعا أو قراءة.

 لكنّه مع هذا لا يهمل وصف اللغة وتحليلها عبر مستوياتها ومقامات تواصلها، وكيفية تعلمها وتعليمها، فيكون بذلك محيطا باللغة من كل جوانبها.

    فنجد اللسانيين النفسانيين يوظفون نتائج عدة علوم (اللسانيات، الطب، علم النفس، علم الاتصال...) أثناء التنظير والتطبيق لعلم اللغة النفسي.

3-  قضاياه:

    من أهم القضايا التي يهتم بها علم اللغة النفسي: اكتساب اللغة ونظرياته، البنية السطحية والعميقة، لغة الإشارة، أمراض الكلام... وغير ذلك ممّا له علاقة بالجانب النفسي والعقلي أثناء العملية اللغوية.

     فالطفل الذي يبدأ بتعلم الكلام يتحلى بقدرات عقلية وحاجة نفسية مع جهاز سمعي ونطقي  تدفعه إلى التعبير عمّا في نفسه، وهنا يسعى علم اللغة النفسي إلى البحث عن أفضل الطرق ليكتسب الطفل اللغة، ولمعالجة أي مشكلة أو عائق يحول دون ذلك، خاصة حين يلجأ إلى لغة الإشارة للتعبير عما يريد بدل الأصوات اللغوية، وهذا الجانب يصطلح عليه بأمراض الكلام سواء على المستوى السمعي والنطقي (وهي ذات طبيعة حسية أو سطحية)، أو على مستوى الاستعدادات النفسية والقدرات العقلية ( وهي ذات طبيعة معنوية عميقة).

4-  علاقة اللسانيات التطبيقية بعلم اللغة النفسي:

     تسعى اللسانيات التطبيقية إلى استثمار نتائج العلوم الإنسانية والتجريبية في تعلم اللغة وتعليمها في كل مراحلها، وهي بذلك تستعين بتلك العلوم في حل مشاكل اكتساب اللغة سواء أكانت اللغة الأم أم اللغة الأجنبية. ومن بين تلك العلوم: اللسانيات وعلم النفس. ولشدة الحاجة إليهما دمجهما اللسانيون التطبيقيون في مصطلح :"علم اللغة النفسي"، أو اللسانيات النفسية.

    فنستنتج من ذلك أنّ علم اللغة النفسي فرع من اللسانيات التطبيقية وهو نتاج اجتماع علمي اللسانيات وعلم النفس.

المراجع


[1] - جاك ريتشارد وآخرون: قاموس اللغة والتعليم واللسانيات التطبيقية ؛ والعصيلي عبد العزيز، علم اللغة النفسي.


Modifié le: mercredi 8 avril 2020, 17:02