انساق العمل


مقدمة:

التحليل النسقي

مفهوم النسق:

عند السياسيين:

مفهوم النظام أو النسق لا يعني التوافق و الانسجام التام، بل التفاعل و تبادل المواقف و المواقع بل الصراع أيضا، و في هذا يقول هربرت سبيرو Herbert spero: "إن النظام السياسي يمكن أن يوجد حينما يعيش الناس لكي يتعاونوا و يتصارعوا من أجل تسوية مشاكل مشتركة"

 و قد عرف النسق الاجتماعي بأنه "عبارة عن فاعلين أو أكثر يحتل كل منهم مركز أو مكانة متمايزة عن الآخرين و يؤدون دورا متميزا، فهو عبارة عن نمط منظم يحكم علاقات الأعضاء و يصف حقوقهم وواجباتهم تجاه بعضهم، و إطار من المعايير أو القيم المشتركة، بالإضافة إلى أنماط مختلفة من الرموز و الموضوعات الثقافية المختلفة".

الفكرة المركزية عند النسقية هي نزوعها إلى بناء نموذج من التفكير يتسم بالشمولية و قادر على دراسة التفاعلات الدينامية –وليس السببية- وإدراك الأنساق ليس باعتبارها مجموعات ساكنة، بل مجموعات متحولة، و قد استفاد هذا التوجه في التحليل من البيولوجيا، و من علم التوجيه Cybernettics، و من نظريات الاتصال Communication.

 و على هذا الأساس يمكن اعتبار أن النسقية "تمد الباحثين بالأدوات العقلية التي تتيح الاتساق مع مساهمات البنيوية أو تجاوزها، إنها تدفع إلى معاينة تعقد المبادلات و الضغوطات داخل التنظيم، و إلى النظر إلى المجموعات كأنساق منفتحة، و إلى رصد العلاقات الدينامية بين المجموعة و الوسط و إلى مواجهة سياقات القرار و تغيير القرار".

هذا و يعتبر تالكوت بارسونز أهم من وضع قواعد لهذا المنهج و قام بتطبيقه في التحليل السياسي، كما لا ننسى إسهامات ديفيد أستون David Easton و غابرييل ألموند Gabriel Almondo.

أقام بارسونز نظريته حول الفعل الاجتماعي Social Action، انطلاقا من مفهومه للنسق الاجتماعي، حيث عرف النسق الاجتماعي بالقول "النسق الاجتماعي عبارة عن فاعلين أو أكثر يحتل كل منهم مركزا أو مكانة متمايزة عن الأخرى، و يؤدون دورا متمايزا، فهو عبارة عن نمط منظم يحكم علاقات الأعضاء، و يصف حقوقهم وواجباتهم تجاه بعضهم البعض، و إطار من المعايير أو القيم المشتركة، بالإضافة إلى أنماط مختلفة من الرموز و الموضوعات الثقافية المختلفة".

 

الجدور التاريخية للأنساق:

نظرية الأنساق:

مقدمة:

    يعرِّف "موريس أنجرس" Maurice Angersالمدخل على أنه :طريقة خاصة غير تقليدية في استعمال النظرية " وعند اقترانه بالمنهج يعرّفه أنجرس بوصفه "طريقة خاصة، غير تقليدية في استعمال النظرية، بصرامة avec rigueur، وبرغبة في التنظيم avec un souci d’ordonnance

 و قد عرف العالم في منتصف القرن العشرين تحولا مهما، و كردة فعل على الماركسية التي تقول بالصراع الاجتماعي و بالثورة، و كردة فعل على الوجودية، التي تولي اهتماما بالإنسان الفرد أكثر من اهتمامها بالمحيط، أي تهتم بالتداخل أكثر من الخارج، ظهر تيار فلسفي –مع أن أصحابه يرفضون نعتهم بالفلاسفة- اكتسح ساحة التنظير و التحليل في اللغة و الآداب، و في علوم اجتماعية متعددة كالأنتربولوجيا و السسيولوجيا و علم السياسة، ثم انتقل إلى مجال العلاقات الدولية، هذا التيار هو البنيوية Structuralism التي سرعان ما تجاوزت نواقصها عندما دخل عليها التحليل الوظيفي Fonctional Analésis، لتأخذ اسم البنيوية الوظيفية، و التي و على يد مفكريها –خصوصا ميرتون- الذين مارسوا النقد الذاتي، أخلت المكان للمنهج النسقي Systématic Méthode. و يعتبر المنهج النسقي منهج علمي من أحدث المناهج نسبيا، و يعتمد على التجريد كأداة بحثية، و بناء النماذج كضرورة تتطلبها معالجة المتغيرات المتعددة في الإطار التحليلي، و برز هذا المنهج في علم الاقتصاد في تحليل الجدول الاقتصادي، و في علم الاجتماع السياسي من خلال تحليل جداول المدخلات و المخرجات.

التحليل النسقي

الاقتراب النسقي : دافيد ايدسون :
يعود الفضل إلى عالم السياسة الأمريكي دافيد ايستون في تطوير اقتراب تحليل النظام وإدخاله إلى حقل العلوم السياسية و قد عمل ايستون على تطوير هذا الاقتراب عبر مراحل كانت بدايتها عام 1953 حينما نشر كتاب " النظام السياسي" تم كتاب تحليل النظم السياسية في عام 1965.
نظر دافيد ايستون إلى الحياة السياسية على نسق سلوك موجود في بيئة يتفاعل معها أخذا و عطاء من خلال فتحتين : المداخل و المخرجات و أن هذا النسق بمثابة كائن حي يعيش في بيئة فيزيائية مادية و بيولوجية و اجتماعية و سيكولوجية و هو نسق مفتوح على البيئة التي تنتج أحداثا و تأثيرات يتطلب من أعضاء النسق الاستجابة لها

. لقد بني ايستون إطاره التحليلي على مجموعة من الفروض التي تعتمد على مجموعة من المفاهيم الجديدة التي ادخلها إلى حقل الدراسات السياسية و منها

1-    النظام : و هو وحدة التحليل الأساسية و يعني " مجموعة من العناصر المتفاعلة و المترابطة وظيفيا مع بعضها البعض بشكل منتظم بما يعنيه ذلك من أن التغير في احد العناصر المكونة للنظام يؤثر في بقية العناصر " و أي نظام يمكن أن يشكل في ذاته نظاما كليا شاملا كما يمكن أن يكون نظاما فرعيا من نظام أخر كلي

2-     البيئة : يعيش النظام السياسي في بيئة التي تمثل أو تشمل كل ما هو خارج النظام السياسي و لا يدخل في مكوناته و لكنه يؤثر فيه أو يتأثر به و تقسم البيئة إلى نطاق المجتمع إلى :
        ا- بيئة داخلية : و تشمل الأنساق الداخلية مثل الاقتصاد ، الثقافة ، البناء الاجتماعي ، ... و تمثل مصدرا للضغوط و التأثيرات المتعددة التي تعمل على صياغة الشكل ، و هي كل شيء ماعدا المنظومة السياسية .
       ب- بيئة خارجية : و هي تشمل كل ما يقع خارج المجتمع الموجود فيه النسق السياسي و تتمثل في الأنساق الدولية السياسية و الاقتصادية ، الثقافية و تشكل النسق الدولي الكلي .

3-    الحدود : تصور ايستون أن للنظام السياسي حدودا تفصل بينه و بين بيئة و تختلف هذه الحدود من مجتمع إلى أخر و تتأثر بالقيم و الأوضاع الاجتماعية و الثقافية السائدة .

4-    المدخلات : و هو كل ما يتلقاه النظام السياسي من بيئته الداخلية و الخارجية و هي مجموع التغيرات التي تحدث في البيئة المحيطة بالنظام و التي تؤثر فيه و تعمل على تغييره و تبديله بأي صورة كانت و يقسمها إلى :
ا- مطالب : التي تمثل حاجات الأفراد و المجتمع و تفضيلا تهم المتنوعة تقوم الأبنية و التنظيمات المختلفة بجمعها و تنظيمها و صياغة على شكل برامج أو مشاريع تطرح على النظام السياسي الذي ينبغي عليه الاستجابة لها من تلك الأبنية ، نجد الأحزاب السياسية ، جماعات الضغط ، الرأي العام ...... .
ب-التأييد :أن النسق السياسي وسيلة تجند خلالها و توجه موارد المجتمع و طاقاته نحو السعي إلى تخفيف أهداف معينة و منه تم ينبغي على هذا النظام تجميع دعم أعضاءه من اجل كسب القدرة على الفعل و الحركة و النشاط و لضمان استقرار القواعد القانونية و الهياكل التي يتم من خلالها تحويل مدخلات إلى مخرجات و المحافظة على الحد الأدنى من الانسجام بين أعضاء .
و قد يكون التأييد أما موجها للمجتمع السياسي ا والى النظام السياسي و يساند القواعد العامة للعبة السياسية أخرى للحكومة مع وجود تأثير متبادل بين هذا الأصناف بحيث إذا ارتفع احدهما انخفض الأخر .. و هناك تأييد صريح و تأييد ضمني (غير مباشر).

5-    التحويل : هي مجموعة النشاطات و التفاعلات التي يقوم بها النظام و يحول عن طريقها مدخلاته المتمثلة في المطالب و المساندة و الموارد إلى مخرجاته و تتم هذه العملية داخل أبنية لنظام السياسي و تتولاها أجهزته المختلفة حيث تقوم بعملية التصفية و الترتيب و التقديم و التأخير للمطالب حسب الأهمية و الحساسية .

6-     المخرجات : و تتمثل في مجموعة الأفعال و القرارات الملزمة و السياسات العامة و الدعاية التي يخرجها النظام السياسي فهي ردود أفعال النظام و استجاباته للمطالب الفعلية أو المتوقعة التي يرد إليه من بيئته و تمثل المخرجات النقطة الختامية في العمليات المعقدة التي تتحول عبرها المطالب و التأييد و الموارد إلى قرارات و أفعال . و تتضمن المخرجات القرارات الملزمة و غير الملزمة و التصريحات الأفعال الاقتصادية و الاجتماعية و القوانين و المراسيم .....الخ .

7-    التغذية الإسترجاعية : و يقصد بها مجموعة ردود الأفعال البيئة على مخرجات النظام السياسي و ذلك في شكل طلبات تأييد و موارد جديدة توجهها البيئة إلى نظام السياسي عبر فتحة المدخلات . الفروض التي بني ايستون إطاره التحليلي عليها .

ü النظام السياسي نظام مفتوح يؤثر و يتأثر بالأنظمة الأخرى و يمتلك مقدرة على التكيف مع الضغوط المختلفة

ü يسعى النظام إلى تحيق التوازن و الاستقرار و ذلك من خلال الخصائص التي يمتلكها و تعينه إلى مواجهة متطلبات البيئة . ü للنظام مجموعة من الوظائف لا بد له منها لاستقرار
ü النظام السياسي في حالة حركة دائمة يأخذ من البيئة و يعطيها  عمل النظام السياسي في شكله المبسط: تأتي الطلبات و التأييد إلى النظام السياسي من البيئة الداخلية و الخارجية و ذلك من خلال فتحة المدخلات فتقوم أجهزته الداخلية بمعالجتها و دراستها و تصفيتها تم بعد ذلك تحولها إلى مخرجات في شكل أجوبة تتخذ صفة القرارات و السياسات و الأقوال و الأفعال ، تنتج ردود أفعال تتخذ صفة الطلبات او التأييد توجه مرة أخرى للنظام السياسي عبر فتحة المدخلات في حركة دورية مستمرة .


أنساق العمل: الأنواع والمكونات والخصائص

في عالم اليوم سريع الخطى ، اتخذ العمل العديد من الأشكال والأشكال المختلفة ، من الوظائف المكتبية التقليدية إلى العمل عن بعد والوظائف الاقتصادية المؤقتة. كل نوع من أشكال العمل له خصائصه ومكوناته وتحدياته الفريدة التي تؤثر على كيفية أداء العمل وكيفية تفاعل العمال مع بعضهم البعض ومع التكنولوجيا. في هذه المقالة ، سوف نستكشف ثلاثة أنواع رئيسية من تنسيقات العمل: التنسيق بين الإنسان والإنسان ، والتنسيق بين الإنسان والآلة ، والأنظمة المعقدة.

نسق الإنسان-الإنسان

نسق الإنسان والإنسان هو أكثر أنواع تنسيق العمل تقليدية ، حيث يعمل الأشخاص معا في موقع مادي. يتضمن هذا التنسيق أماكن العمل مثل المكاتب والمصانع ومتاجر البيع بالتجزئة. في هذا النسق ، يعد التواصل والتعاون عنصرين مهمين ، والعمل الجماعي ذو قيمة عالية. يتفاعل العمال مع بعضهم البعض وجها لوجه وغالبا ما يعتمدون على التواصل اللفظي ولغة الجسد لنقل المعلومات والأفكار.

وهو نسث تكون العلاقات غير الرسمية و العواطف هي الرابط الاساسي بين الأفراد ، و هي تخضع للمشاعر و العاطفة في تنظيمها ، و جودها و انفصالها .

نسق الإنسان-الإنسان له العديد من المزايا. إنه يعزز الشعور بالمجتمع والانتماء بين العمال ويسمح بالتغذية الراجعة الفورية وحل المشكلات. كما يوفر فرصة للتوجيه ونقل المعرفة من العمال ذوي الخبرة إلى التعيينات الجديدة. ومع ذلك ، فإنه يواجه أيضا تحدياته ، مثل النزاعات بين زملاء العمل ، والافتقار إلى الخصوصية ، والمشتتات.

نسق الإنسان والآلة

تنسيق الإنسان والآلة هو نوع من تنسيق العمل يعمل فيه الأشخاص مع الآلات والتكنولوجيا. يتضمن هذا التنسيق وظائف مثل البرمجة وتحليل البيانات وتشغيل الماكينة. في هذا النسق ، تعد التكنولوجيا مكونا مهما ، ويجب أن يمتلك العمال مهارات تقنية للتفاعل مع الآلات بشكل فعال.

يتميز تنسيق الإنسان والآلة بالعديد من المزايا. إنه ذو كفاءة عالية ويسمح بأتمتة المهام المتكررة ، مما يوفر الوقت ويزيد الإنتاجية. كما أنه يوفر نتائج دقيقة ومتسقة ، حيث لا ترتكب الآلات أخطاء أو تتعب. ومع ذلك ، فإنه يواجه أيضا تحدياته ، مثل خطر فشل الماكينة والحاجة إلى التدريب المستمر ورفع مستوى المهارات التقنية.

حيث يتواصل الفرد مع الألة من خلال أجهزة العرض و التي هي بالنسبة له الحواس و بالنسبة للألة الأضواء و الأصوات و الألوان أو الكتابة و الرموز ، كما يتحكم الانسان في الألة من خلال أدوات التحكم و التي هي بالنسبة له الأيدي و الارجل و قد تكون حتا الحواس ، و بالنسبة للألة في انطلاقا من الجسم ، ومرورا لأي أداة تعتمد على حواس الانسان في تشغيلها  .

الأنظمة المعقدة

تشير الأنظمة المعقدة إلى تنسيقات العمل التي تتضمن مكونات تفاعلية متعددة ، مثل الأشخاص والآلات والبرامج. تشمل أمثلة الأنظمة المعقدة أنظمة الطيران وأنظمة الرعاية الصحية وأنظمة النقل. في هذه الأنظمة ، يعد التعاون والتواصل بين المكونات المختلفة عنصرين حاسمين ، وصنع القرار معقد ويتطلب التنسيق والتخطيط.

الأنظمة المعقدة لها العديد من المزايا. إنها تسمح بالتعامل الفعال والفعال مع المهام والمواقف المعقدة. كما أنها توفر فرصة للتخصص والخبرة في مختلف المجالات. ومع ذلك ، فإنها تواجه أيضا تحدياتها ، مثل خطر فشل النظام ، والحاجة إلى التدريب المستمر ورفع مستوى المهارات التقنية ، والحاجة إلى التواصل والتنسيق الفعالين بين المكونات المختلفة.

أهم ميزة للأنظمة المعقدة أن الألة تقوم بمجموعة كبيرة من أدوار الانسان أهمها دراسة الاحتمالات  و المساعدة على اتخاد القرار و حتى اتخاذه تلقائيا .

خاتمة

في الختام ، تطورت تنسيقات العمل بمرور الوقت ، ولكل نوع خصائصه ومكوناته وتحدياته الفريدة. يؤكد التنسيق بين الإنسان والإنسان على التواصل والعمل الجماعي ، بينما يركز التنسيق بين الإنسان والآلة على المهارات التقنية والأتمتة. تتضمن الأنظمة المعقدة مكونات متعددة وتتطلب التعاون والتنسيق. يمكن أن يساعد فهم تنسيقات العمل هذه وخصائصها العمال وأصحاب العمل على اختيار الشكل الأنسب لاحتياجاتهم وضمان أداء العمل الفعال والكفء.


Modifié le: samedi 18 février 2023, 15:13