الفساد في الرياضة واشكاله

  

 

اكتشف الفساد والرشوة أولا في أكبر وأهم وأغنى اتحاد في العالم، ألا هو الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، الذي ما يزال العالم حتى الآن يعيش تداعياته السلبية على مسيرة اللعبة الشعبية الأولى في العالم، ولا ندري متى تنتهي هذه الكارثة الرياضية؟.

قبل فترة وجيزة تم اكتشاف الرشوة والفساد والتلاعب بالنتائج في مسابقات العاب القوى، بالإضافة إلى قضية تعاطي المنشطات لبعض بطلاتها وأبطالها ممن حققوا نتائج وأرقاما قياسية في "أم الألعاب"، التي تعتبر من أهم ركائز الألعاب الأولمبية في التاريخ القديم أو الحديث.الفساد ... كلمة أصبحت مرادفة للعمل الرياضي الدولي، الذي كان ينظر إليه بأنه قمة النزاهة والشفافية واحترام الأنظمة والقوانين والروح الرياضية والقيم النبيلة للرياضة.

1- الفساد الرياضي : هو تلك الانحرافات والممارسات الغير قانونية التي ترافق العملية الرياضية  منذ بداية الموسم إلى نهايته، وترتبط بانتداب اللاعبيبن والمدربين ، تنظيم  ونتائج وإيرادات المنافسات الرياضية المختلفة.
2- أشكاله : هناك عدة أشكال للفساد الرياضي ، إلا أغلب أغلب الخبراء الرياضيين يقسمونها إلى ثلاث :

2-1 التلاعب في نتائج المباريات:

التلاعب في نتائج المباريات هو أحد أبرز مظاهر الفساد التي عانت منها الرياضة خلال العديد من السنوات. السبب الأول للتلاعب يعود إلى الرهان على المباريات. ومع تطور التكنولوجيا، باتت كمية الأموال أكبر والفساد أكبر. وفقاً لتقرير نشره موقع بي بي سي، تقدر قيمة المراهنات في دول آسيا بمليارات الدولارات. ويقدر التقرير وجود 30 إلى 40 سمسار يسافرون العالم وينظمون المباريات، ويشكلون التحالفات والعلاقات مع اللاعبين، الحكام والشخصيات الرسمية الفاسدة. ويعمل السماسرة في كل من آسيا، أمريكا اللاتينية، شمال أمريكا، وأوروبا. وقد استشرى الفساد في العديد من البطولات في دول أوروبية، مثل بلغاريا، بولندا، وهنغاريا، كما ارتبطت كل من تركيا، اليونان وايطاليا بقضايا فساد ضخمة في هذا الإطار، بالإضافة إلى ألمانيا، بلجيكا، سويسرا، النمسا وفنلندا على مستوى أقل.

2-2 الرشوة:

نظراً للمبالغ الضخمة التي تدخل في استضافة المباريات الدولية، فقد ارتبطت الرياضة بالسياسة والفساد. وتحولت الرياضة إلى صفقات عمل وتجارة تزيد قيمتها عن 141 مليار دولار. وفقاً لبحث يحمل عنوان “الفساد في الرياضة: من اللعب في الملاعب إلى ملاعب السياسة”، أدى هذا التطور إلى دخول الرياضة في مرحلة جديدة من التطور هي مرحلة الجريمة. وترتبط أغلب الفضائح الرياضية المرتبطة بالرشوة، بتقدم الدول بالرشاوي لاستضافة الألعاب الدولية، وتعتبر قضية بلاتر، من أشهر الأمثلة على الرشوة داخل الرياضة. وتنبع أهمية استضافة الألعاب الدولية من  الأثر الاقتصادي لاستضافتها لتعزيز النمو. حيث تعمل الدول المستضيفة على ضخ الاستثمارات في البنية التحتية التي تفتح فرص ضخمة للفساد والإختلاس، كما ظهر في قضايا الفساد المرتبطة باستضافة كأس العالم في البرازيل في العام 2014.

2-3 المنشطات:

يشير تقرير هارفرد إلى أن الحوافز التي تدفع اللاعبين للربح تتمثل في المال، الشهرة والاكتفاء الذاتي. غير أن هذه الخوافز يمكنها أن تدفع الرياضيين لتخطي الحدود القانونية، وبالتالي استخدام المنشطات. ويحدد التقرير 4 أضرار للمنشطات هي الإضرار بصحة الرياضي، الفوز غير العادل، الحد من الاهتمام الرياضي، وإلحاق الضرر بسمعة الرياضة بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، تفرض التحليلات المخبرية كلفة إضافية على القطاع بشكل عام، فوفقاً للوكالة العالمية لحظر المنشطات، تقدر كلفة هذه التحليلات ما بين 229 مليون و500 مليون دولار لتغطية 270 ألف اختبار للمنشطات.

3- أمثلة للفساد الرياضي عبر العالم :

كرة إيطاليا.. تاريخ حافل بالفساد 

ومن بين الأسماء الكبيرة التي يشتبه في تورطها في فضائح الفساد المهاجم الدولي السابق جيوسيبي سينيوري، وهو قيد الإقامة الجبرية، والمدافع السابق ستيفانو بيتاريني وقائد أتلانتا كريستيانو دوني.

وظهرت أسماء نجوم كبار مثل، فرانشيسكو توتي قائد روما وزميله دانيلي دي روسي بجانب المهاجم المعتزل كريستيان فييري، في مكالمات هاتفية فحصت بمعرفة ممثلي الادعاء.

التلاعب بنتائج المباريات ليس بالأمر الجديد على الكرة الإيطالية، حيث كشف عن أول فضيحة تلاعب بنتيجة مباراة في العام 1927، وهو ما أسفر عن تجريد تورينو من لقب الدوري الإيطالي.

1-     وتحولت الأمور من سيئ إلى أسوأ في العام 1980، عقب إدانة ميلان ولاتسيو وبولونيا وأفيلينو وبيروجيا بالتلاعب بنتائج مباريات ومراهنات غير شرعية.

وتقرر هبوط ميلان ولاتسيو إلى دوري الدرجة الثانية وإيقاف العديد من المدربين و21 لاعبا، من بينهم المهاجم الشهير باولو روسي.

2-     وحدثت فضيحة أخرى على نطاق أصغر في العام 1981 تتعلق بمباراة أتالانتا مع بيستويسي في كأس إيطاليا.

وبعد أسابيع قليلة ساعد روسي المنتخب الإيطالي على الفوز بلقب كأس العالم 1982 في إسبانيا بعد تسجيله ستة أهداف.

3-     وبعد مرور ثلاثة أعوام على هذه الواقعة، حدثت فضيحة أخرى تورطت فيها أندية مودينا وسامبدوريا وسيينا، مما أسفر عن إيقاف بيتاريني لاعب سامبدوريا خمسة أشهر.

4-     وجاءت آخر فضائح الفساد الكبرى في 2006 دون جوانب مالية، حيث بحث المدربون عن تحقيق الفوز في المباريات عن طريق إجبار وترهيب الحكام

5-     وعوقب يوفنتوس بشكل صارم، حيث تقرر هبوطه لدوري الدرجة الثانية وتجريده من لقبين للدوري الإيطالي، فيما خصمت نقاط من ميلان وفيورنتينا ولاتسيو وريجينا.

ومن الممكن أن تحقق الفضيحة الحالية للتلاعب بنتائج المباريات نفس الصدى للفضائح السابقة، مع إدراك إيطاليا أن أفضل رياضة في العالم انجرفت إلى الوحل مرة أخرى.http://www.aljazeera.net/NEWS/KEngine/imgs/top-page.gif

25.07.2016

4- الآثار : هناك أثار كبيرة للفساد الرياضي تنعكس مباشرة على الرياضة من حيث التنظيم والمنافسة على حد سواء ، ومن بينها ما يلي :

-         ويعود الفساد إلى الاهتمام الذي تجذبه الرياضات من المستوى الأول (حيث يقدر عدد اللاعبين النشطين في العالم بحوالي 800 مليون إلى 1.2 مليار شخص، وفقاً لدراسة صادرة عن جامعة هارفرد في العام 2014)، ولكن السبب الأبرز للفساد هو ارتباط الرياضات بالمبالغ المالية الضخمة.

-         ويقول التقرير الذي أعده مركز الأخلاقيات في جامعة هارفرد، أن للرياضة تأثيراً اقتصادياً ضخماً على الدول، وفي الحالات القصوى يمكنها أن تشكل 2.5 إلى 3.5 من إجمالي الناتج المحل للدول. ومع ارتباط الفساد بالمال بشكل كبير، فهو الدافع الرئيسي للفساد.

-         الآثار الوخيمة للمنشطات المتمثلة في الإضرار بصحة الرياضي، الفوز غير العادل، الحد من الاهتمام الرياضي، وإلحاق الضرر بسمعة الرياضة بشكل عام.

"صرفت" ثلاثة آلاف مليار دولار في الرشوة وتبييض الاموال في المجال الرياضي خلال السنة الماضية عبر العالم, حسب ما كشفه يوم الخميس بالجزائر العاصمة, رئيس الاتحاد الدولي لمكافحة الفساد الرياضي, مراد مازار وأوضح مازار, خلال ندوة إعلامية حول "دور الامن الوطني في تربية الاجيال ضد العنف بكل أشكاله" بالمدرسة العليا للشرطة -علي تونسي[1]- :

-          "ثلاثة آلاف مليار دولار راحت في الرشوة وتبييض الاموال في الرياضة عبر العالم خلال السنة الماضية".

-          "هذا الرقم الكبير تم اكتشافه من قبل منظمات حكومية وأخرى غير حكومية وكذا خبراء ومختصين". ومنذ أن تم تأسيس هذه الهيئة قبل 15 سنة من قبل أوروبيين, وهي تتحرى في قضايا الفساد الرياضي.

-           "خلال الثلاث سنوات الماضية, تم القبض على 465 شخص شارك في عمليات الرشوة في الرياضة على المستوى الأوروبي فقط".

-          من اكبر قضايا الرشوة التي تم اكتشافها منذ تأسيس الاتحاد الدولي لمكافحة الفساد الرياضي هي التي مست الألعاب الاولمبية الشتوية بسالت لايك سيتي الامريكية في 2002, حيث كانت المدينة  مهددة بفقدان التنظيم بسبب اعتداءات 11 سبتمبر 2001, لكن بعد تقديم رشاوي كبيرة وأموال ضخمة تم السماح لها باستقبال هذا الحدث الكبير".

-          "اكتشاف قضايا اخرى في عدة رياضات بتقديم ملايين الدولارات كرشوة وهدايا وامتيازات اخرى".

1-      آليات الوقاية

-          "يجب البحث عنها وتوقيفها للرقي بالرياضة عبر العالم". ويعد مازار أول عربي وافريقي يترأس الاتحاد الدولي لمكافحة الفساد الرياضي, حيث انتخب عليه في نوفمبر 2015. وتتمحور مهمة هذه الاتحادية في محاربة التلاعب باللقاءات والرشاوي وتبييض الاموال في الوسط الرياضي, ومحاربة كل آفة تمس الرياضة.[2]



[2]  وكالة الانباء الجزائرية : نشر يوم 21 / 01/2016


Modifié le: lundi 4 mai 2020, 14:15