نظرة مستقبلية ونقدية لإعادة النظر في تحليل المضمون السمعي البصري

   استخدامات تحليل المضمون  الراهنة:

نظرا لإمكانية تطبيق تحليل المضمون على مجموعة واسعة من النصوص ، فإنه يمكن استخدامه في  عدّة مجالات ، بما في ذلك التسويق والدراسات الإعلامية والأنثروبولوجيا والعلوم المعرفية وعلم النفس والعديد من تخصصات العلوم الاجتماعية، التي لديها أهداف مختلفة ممكنة التحقيق عبر استخدام هذا الأسلوب، وهناك منهجين أساسيين يمكن الاستناد إليهما في تحليل المضامين وذلك بصرف النظر عن المجال أو التخصص، يتمثل الأول في التحليل التصوري أو المفهومي ( Conceptual Analysis)، ويعتمد على استقراء وتحديد المفاهيم الأساسية التي تتردد بصورة متكررة في مصدر المعلومة، والتي تعبّر عن الجوانب المختلفة للموضوع أو الموضوعات التي يتمّ التركيز عليها، ويتعلق المنهج الآخر بالتحليل العلائقي (Relational Analysis) والذي يستند في الأساس على التحليل المفهومي، ويأخذ من دراسة العلاقات بين المفاهيم والموضوعات الرئيسية في مصدر المعلومات ركيزة أساسية[i]، وعلى العموم يمكن تحديد أهم استخدامات أسلوب تحليل المضمون فيمايلي:

  • فهم نوايا فرد أو مجموعة من الأفراد أو مؤسسة ما.
  • تحديد مميزات ومجالات الدعاية ومظاهر التحيز في المضمون.
  • الكشف عن الاختلافات في التواصل في سياقاته المختلفة
  • تحليل نتائج محتوى الاتصالات، مثل تدفق المعلومات أو ردود أفعال الجمهور

تشير الحقائق العلمية إلى أن الأساليب البحثية التقليدية غير صالحة للتطبيق خلال تحليل مضامين الأنترنيت ما ارتبط بها من وسائط الإعلام الجديد المختلفة ورسائلها الاتصالية، وإزاء هذه الأزمة المنهجية يمكن ملاحظة مجموعة من التوجهات التي انتهجها الباحثون في مجال البحث العلمي في هذا الصّدد[ii]:

- التوجّه الأول: يتمثل في المزيد من الاتجاه نحو استعارة أساليب وأدوات بحثية طُبّقت في علوم أخرى، خاصة منها العلوم الإنسانية.

- التوجّه الثاني: النزوع إلى استحداث أو اصطناع أدوات بحثية جديدة تتلاءم مع الظواهر الناتجة عن الأنترنيت، وتتيح إمكانية دراستها في ضوء ما تتسم به من خصوصية.

- التوجّه الثالث: اتّجاه بعض الباحثين إلى التمسك بإمكانية توظيف ذات الأساليب البحثية التي طُبّقت في ظواهر الإعلام التقليدي، والتأكيد على صلاحية هذه الأدوات لبحث الظواهر الإعلامية الجديدة، مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة عليها كي تتلاءم مع هذا النوع من الظواهر.

§       متطلبات التّحول نحو تحليل المحتوى الآلي (Automated Content analysis ACA):

 نظرًا لخبرة علماء الكمبيوتر في التعامل مع البيانات الرقمية، وتقييمها فإن تقنياتهم يمكن أن تكون مجزية جدًا للباحثين في مجال الصحافة الرقمية، إذ يمكّن تحليل المضمون الآلي (ACA) من تحديد الأنماط في البيانات الصحفية التي يفشل في تحديدها تحليل المضمون التقليدي، ويعرف تحليل المضمون الآلي على أنه أسلوب لترميز الرسائل  بمساعدة خوارزميات الكمبيوتر، ويعتمد على الطريقة التي يكون فيها قرار الترميز الفعلي (أي تخصيص الرموز للوثائق أو العناصر النصية أو السمعية البصرية وتفيئة المضمون، وتحديد مؤشراته)  آليا، لا يتطلب حكمًا أو تدخلا بشريًا، وبالتّالي يتمّ تنفيذه تلقائيًا، نظرًا لكونه يعتمد على قدرات الحوسبة للحواسيب بدلاً من المرمّزين من البشر( الأمر له علاقة بالذكاء الاصطناعي) ، ويمكن تطبيق هذا النوع من الترميز على البيانات الكبيرة جدًا(Big Data). علاوة على ذلك، يُعد الترميز التلقائي للمضمون موثوقًا للغاية حيث يمكن إعادة إنتاج أي تحليل لنفس المواد والمضامين، أما أخطاؤه فهي قليلة وما وجد منها يرتبط بالآلة ( خطأ في تحديد حقول البحث مثلا) وليس بتحيزات البشر[iii].

يمكن فهم تاريخ وتطور تحليل المضمون الرقمي ACA من خلال ثلاث تطورات أساسية:

 (1) مفهوم تحليل المحتوى وعلاقته بالحاسوب.

(2) تطوير برمجيات للمعالجة والتحليل الآلي للبيانات،

(3) توفر كم كبير من المضامين والوثائق الرقمية أو التي يمكن قراءتها وتحليلها آليا.

§       الأساليبٌ المستحدثة لتحليل المضمون آليا في البيئة الرقمية: ندرج هنا أسلوبين أساسيين هما:

- التحليل الشبكي أو تحليل الشبكات الاجتماعية Social Networks Analysis: لقد نقل تطور الشبكات الإجتماعية الإنترنت لعالم آخر، مقارنة مع الصفحات الجامدة التي كان يتحلى بها الإنترنت قديماً، والتي كانت تقتصر على تصفح المواقع بشكل جامد دون تفاعل مع المحتوى، ومع بزوغ الوسائط الاجتماعية والشبكات الاجتماعية في مطلع القرن الواحد والعشرين، تغيرّ وجه الإنترنت بشكل كامل من فضاء جامد  إلى مكان تفاعلي، ولعلّ المثير في هذه النقطة، أن  أغلب المحتوى الذي نتفاعل معه هذه الأيام، قد تم نشره من قبل أشخاص عاديين، سواء في فيديوهات اليوتيوب أو التدوينات أو تقييمات المنتجات أو منشورات الوسائط الاجتماعية.

إن الإنترنت -اليوم -بوجود الشبكات الإجتماعية مكاناً أكثر تفاعلية بكثير، حيث يتفاعل الناس مع بعضهم البعض، فيعلقون ويتشاركون، وليس مجرد قراءتها، وبرزت إعلام جديد إسمه الإعلام الإجتماعي، وصحافة جديدة تدعى صحافة المواطن، والتي يشكل فيها المواطن مصدر الأخبار[iv].

 وازداد الاهتمام الأكاديمي بقضايا الشبكات الاجتماعية والمجتمع الافتراضي منذ أن شكل الإنترنت فضاءه المعلوماتي ونجاحه في تأسيس جماعاته الافتراضية ، وعبوره إلي الملايين بصورة ملفته للانتباه ، فلقد أصبح ا بتفاعلاته جزءا من الحياة اليومية للعديد من البشر، ولم يعد مصطلح المجتمع الافتراضي من المفاهيم التي تستوقف الانتباه عند سماعها، إذ أصبح ذو عمومية وانتشار ليس على مستوى التحليلات العلمية فحسب،  بل مفهوما متداولا عند العديد من المستخدمين لشبكة الإنترنت.

إن جذور تحليل الشبكات الاجتماعية كنظرية في حد ذاتها تعود إلى سيمل (Simmel 1917) الذي يرى بأن تحليل الشبكات هو الأساس لعلم الاجتماع بوصفه علم هياكل وبنى العلاقات الاجتماعية، وقد طوّر فاندانبورك Vandenbergh هذا التحليل بحديثه عن علم الاجتماع الشكلي، (التركيز على شكل العلاقات وليس على محتواها) الثنائي، (الذي يقارب الظواهر الاجتماعية على أنها ناجمة عن التفاعلات الفردية ولكن هذه الظواهر تتأثر وتتكيف مع طبيعة هذه التفاعلات)، كما أن تحليل الشبكات الاجتماعية قد تأثر وأخذ عن النظريات الرياضية وهي تلك التي تعتمد على الرسوم البيانية والتمثيل ومصفوفات السلطة الحسابية التي كانت غائبة من قبل، ويشير ماركلي إلى أنّ "تحليل الشبكات الاجتماعية هو مزيج متطور من القضايا  والإشكاليات والأساليب المختلفة والمستوحاة من ثلاثة مجالات : قياس العلاقات الاجتماعية وبشكل أوسع علم النفس الاجتماعي وعلم الإنسان ( والأنثروبولوجيا )  والرياضيات التطبيقية[v]

 يرجع مفهوم تحليل الشبكات الاجتماعية في الفضاء الافتراضي إلى هاوارد رينجولد Rhngold (1993) الذي كتب الكتاب الأول والرائد في هذا السياق بعنوان المجتمع الافتراضي Virtual Community  وقد عرّف المجتمع الافتراضي على أنه تجمعات اجتماعية تشكلت  في أماكن متفرقة في أنحاء العالم، يتقارب أفرادها  ويتواصلون فيما بينهم عبر شاشات الكمبيوتر والبريد الإلكتروني يتبادلون المعارف فيما بينهم، ويكونون صداقات، يجمع بين هؤلاء الأفراد اهتمام مشترك ، ويحدث بينهم ما يحدث في عالم الواقع  من تفاعلات ولكن ليس عن قرب، وتتم هذه التفاعلات عن طريق آلية اتصالية هي الإنترنت الذي بدوره يساهم في حركات التشكل الافتراضية[vi].

بدأت مجموعة من الشبكات الاجتماعية في الظهور في أواخر التسعينيات مثل Classmates.com عام 1995 للربط بين زملاء الدراسة وموقع SixDegrees.com عام 1997  وركز ذلك الموقع على الروابط المباشرة بين الأشخاص، وظهرت في تلك المواقع الملفات الشخصية للمستخدمين وخدمة إرسال الرسائل الخاصة لمجموعة من الأصدقاء، وبالرغم من توفير تلك المواقع لخدمات مشابهة لما توجد في الشبكات الاجتماعية الحالية إلا أن تلك المواقع لم تستطع أن تدرّ ربحاً لمالكيها وتم إغلاقها، وبعد ذلك ظهرت مجموعة من الشبكات الاجتماعية التي لم تستطع أن تحقق النجاح الكبير بين الأعوام 1999 و2001.[vii]

ومع بداية عام 2005  ظهر موقع يبلغ عدد مشاهدات صفحاته أكثر من جوجل وهو موقع ماي سبيس الأميركي الشهير ويعتبر من أوائل وأكبر الشبكات الاجتماعية على مستوى العالم ومعه منافسه الشهير فيس بوك والذي بدأ أيضاً في الانتشار المتوازي مع ماي سبيس حتى قام فيس بوك في عام 2007 بإتاحة تكوين التطبيقات للمطورين وهذا ما أدى إلى زيادة أعداد مستخدمي فيس بوك بشكل كبير ويعتقد أن عددهم حالياً يتجاوز 400 مليون مستخدم على مستوى العالم.

تلك الشبكات الاجتماعية أصبحت محل الدراسة للكثير من الدارسين في مجال المجتمعات والباحثين في عدد من المواضيع مثل الخصوصية والهوية ورأس مال المجتمعات واستخدامات المراهقين.[viii]

ويتلخص علم تحليل الشبكة الاجتماعية (SNA) في مفهوم مركزي واحد (علاقاتنا مجتمعة عبر النت)،والتي  تحدّد من نحن وكيف نتصرف؟ شخصيتنا (التعليم، الخلفية، العرق...)و كلها تتفاعل مع نمط علاقاتنا وتترك علامات لا تمحى عليها. وهكذا، من خلال مراقبة ودراسة هذه الأنماط يمكننا الإجابة على العديد من الأسئلة حول مدى اجتماعيتنا( أي كوننا أشخاص اجتماعيون)[ix].

إنّ تحليل الشبكة الاجتماعية" (SNA) هو تطبيق نظرية الشبكة (وهو مجال يجمع بين التخصصات الاجتماعية والرياضية) لتحليل بنية الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت، وهدفها هو تحليل المجتمعات ذات الاهتمام من حيث طبيعة الروابط الاجتماعية داخل ذلك المجتمع، والفرضية الأساسية لتحليل المحتوى الشبكي هي أن العلاقات داخل المجتمعات المحلية مهمة في التأثير على معتقدات وسلوكيات وتجارب الأفراد داخل ذلك المجتمع.

يمكن تنفيذ أسلوب تحليل الشبكة الاجتماعية بطريقتين رئيسيتين هماالتصور ، والتحليل الرياضي.

فالتصور يجعل العلاقات بين الجهات الفاعلة في الشبكات الاجتماعية من خلال الرسوم البيانية المعروفة باسم " السوسيوغرامز" sociograms؛ إذ يصور العلاقات الاجتماعية بين الجهات الفاعلة (العُقد ) كنقاط، والعلاقات (الحواف) والسهام الناشئة عن مصدر التفاعل في اتّجاه هدف التفاعل[x] ، قد يساعد تحليل الشبكات الاجتماعية في تصور التفاعلات بين المشاركين كما يكشف عن الجهات الفاعلة الهامة في هذه التفاعلات ومن هي الجهات الفاعلة المعزولة، وما هي المجموعات التي تظهر تفاعلات كثيفة أو تفاعلات متناثرة قد تحتاج إلى دعم،كما قد يكشف عن المشرفين النشطين الذين يشاركون ويتفاعلون مع بعضهم، ومدى تفاعلهم.

أما التحليل الرياضي فيستخدم مفاهيم نظرية الرسم البياني لحساب المقاييس التي تمثل العقد أو الارتباطات أو الشبكة، مثل المسافة إلى الجهات الفاعلة الأخرى في الشبكة، وعدد التفاعلات مع الجهات الفاعلة الأخرى، أو عدد المرات التي سدت فيها التفاعلات بين المجتمعات. هذه المقاييس مهمة في تحديد التفاعلات أو عقد الترتيب أو العلاقات، وتسمى المعلمات المحسوبة على مستوى الممثل درجات المركزية ، وهذه الدرجات هي مقاييس لموقف العقدة أو أهميتها في الشبكة الاجتماعية. وبما أن هناك سياقات مختلفة وربما طرق مختلفة للنظر في أهمية الدور، فهناك درجات مركزية مختلفة.

§       تحليل المشاعرSentiment Analysis:

تحليل المشاعر، ويسمى أيضًا التنقيب عن الرأي( Data mining)، هو مجال الدراسة الذي يُعنى بتحليل آراء الناس ومشاعرهم ، وتقييماتهم لمضامين معيّنة، ومواقفهم، والعواطف التي يبدونها اتجاه الأشخاص والأفكار والمنتجات والخدمات والمؤسسات ، والموضوعات بكل ما تحمله هاته الكيانات من صفات،  وهناك أيضًا العديد من الأسماء المختلفة قليلاً  لتحليل المشاعر، على سبيل المثال: استخلاص الرأي ، التنقيب عن المشاعر، تحليل الذاتية ، تحليل التأثير ، تحليل العاطفة ، مراجعة التنقيب... إلخ ومع ذلك تُجمع كل هذه المصطلحات اليوم تحت مسمّى تحليل المشاعر أو التنقيب عن الرأي.، خاصة في مجال الأكاديمي والبحث العلمي لأنها تمثل نفس مجال الدراسة[xi].

إن تحليل المشاعر واستخراج الرأي من شبكات التواصل الاجتماعي إذن هو مجال الدراسة التي تحلل آراء الناس ومشاعرهم وتقييماتهم ومواقفهم وعواطفهم من خلال اللغة المكتوبة،  وهو واحد من أكثر مجالات البحث نشاطا في معالجة اللغة الطبيعية، كما أنه يدرس على نطاق واسع في مجال استخراج البيانات، والتنقيب عنها على شبكة الإنترنت، أو تعدين(Mining) النصوص في الواقع، انتشر هذا البحث خارج علوم الكمبيوتر إلى علوم الإدارة والعلوم الاجتماعية وعلوم الإعلام والاتصال، نظرا لأهميته بالنسبة للمجتمع ككل، وتتزامن الأهمية المتزايدة لهذا الأسلوب البحثي مع نمو وسائل التواصل الاجتماعي مثل المراجعات ومناقشات المنتديات  والمدونات والمدونات الصغيرة وتويتر والشبكات الاجتماعية، ولأول مرة في تاريخ البشرية، لدينا الآن كمية هائلة من البيانات ذات الرأي المسجلة في شكل رقمي لتحليلها.



 

[i] - أحمد فرج أحمد، التوجهات الجارية في تحليل المحتوى ودورها في تعزيز الوصل إلى المصادر الرقمية، منضور ضمن السجل العلمي لمؤتمر المحتوى العربي على الأنترنيت، التحديات والطموحات، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض، المملكة العربية السعودية، من 3 إلى 5 أكتوبر 2011، متاح على الرابط: التوجهات الجارية في تحليل المحتوى الرقمي على الشبكة العالمية (slideshare.net)، 22 ماي 2021، 14H

[ii] - حسن إلهامي وآخرون، مناهج البحث في الإعلام الجديد، دار الوابل الصيب للنشر والتوزيع، القاهرة، 2014، ص-ص 111، 112.

[iii] - MICHAEL SCHARKOW, Content Analysis Automatic, he International Encyclopedia of Communication Research Methods, DOI: 10.1002/9781118901731.iecrm0043

[iv] - فادي عمروش، مقدمة في علم تحليل شبكات التواصل الإجتماعية، وكيفية الإستفادة من المعلومات التي يتم جمعها عبر تلك الشبكات، وتحليلها، متاح على الرابط: fadyamr.com/blog/archives/791 

[v] - حبيب بن بلقاسم، تحليل الشبكات الاجتماعية: المنهج المهمًش في البحوث العربية، متاح على الرابط:   //diraset.com/node/108

 

[vi] - وليد رشاد زكي،  الشبكات الاجتماعية من الإيديولوجيا إلى الميتودولوجيا، سلسلة قضايا إستراتيجية، المركز العربي لأبحاث الفضاء الالكتروني،  متاح على الرابط: /www.academia.edu/16702551، 23/05/2021، 17سا

[vii] - الشبكة الاجتماعية متاح على الرابط: https://www.marefa.org/، (22/ 05/2021).

[viii] - المرجع السابق.

[ix] - Vigendra Singh, Computational Methods and Data Engeneering,  Springer Nature,Singaphore, 2021, p18

[x]-  Borgatti SP, Mehra A, Brass DJ, Labianca G. Network analysis in the social sciences. science. 2009;323(5916):892–5.

[xi] - Bing Liu. Sentiment Analysis and Opinion Mining, Morgan & Claypool Publishers, May 2012, p 7


Cette leçon n'est pas encore prête.