الاتجاهات والقيم

الاتجاهات والقيم

أولاً: الاتجاهات:

الاتجاهات تعتبر من أهم وأكثر المواضيع التي نوقشت في حقل الإدارة وذلك لتأثيرها المباشر على سلوك الأفراد وتعتبر تجارب هوثورن أولى الدراسات التي أكدت أهمية اتجاهات العاملين وتأثيرها على سلوكهم وبالتالي على انتاجيتهم كنتيجة لإجراء الدراسات داخل المصنع شعر العمال بأهميتهم ورغبة المنظمة في الاهتمام بهم هذا الشعور أحدث تغييراً إيجابياً في تفاعل هؤلاء العمال مع بعضهم البعض وانعكس على مستوى أدائهم هذه النتائج المبدئية لتجارب ألتون مايو وفريقه دفعت الباحثين إلى إجراء دراسات مستفيضة لقياس اتجاهات العمال نحو الرؤساء، المشرفين، ظروف العمل، الأساليب القيادية المتبعة، أنظمة الأجور والحوافز المتبعة ... وغيرها من الأمور التي تؤثر في سلوك العاملين التنظيمي

تعريف الاتجاهات:  بدأ الكتاب المهتمين بالجانب السلوكي في التنظيم أثناء حديثهم عن الاتجاهات بتعريفها ومن هذه المحاولات:

Œ     استعداد ذهني محدد نحو نوع محدد من الأنشطة أو التفاعل

     الاتجاه يعني الميل لأخذ موقف لصالح أو ضد شيء ما في بيئة والذي سيكون أساس لقيم إيجابية أو سلبية

Ž     الاستعداد الذهني المنظم من خلال التجارب والذي يؤثر في استجابة الفرد لكل الحالات المتعلقة بموضوع الاتجاه

     استعداد مسبق للاستجابة لموضوع ما بطريقة مفضلة أو غير مفضلة

فاستجابة الفرد مبنية على خبراته السابقة مثلاً إذا كان الفرد لا يرغب تناول نوع من أنواع الأكل أو لا يريد مقابلة شخص ما هذا الفرد سيميل إلى اجتناب لقاء الشخص الذي لا يرغبه كما سيبتعد عن تناول الفاكهة غير المرغوبة هذه الرغبة "الاتجاه" تكونت بعد احتكاك بالشخص غير المرغوب فيه وتناول الفاكهة غير المحببة هناك احتمال بوجود بعض الاستثناءات بمعنى أن سلوك الفرد قد لا يتفق مع اتجاهاته وذلك لوجود معطيات بيئية تفرض على الشخص تصرفاً معيناً فالشخص الجائع قد يتناول ما ليس بمحبب إليه والشخص قد يقابل ويحيي من يكره إذا تطلبت الظروف الاجتماعية ذلك في العصور الوسطى الشخص المملوك قد ينفذ طلبات الإقطاعيين ويضع أوامرهم موضع التنفيذ ليس لوجود اتجاه إيجابي نحوهم وإنما خوفاً من إنزال العقوبة

إذاً نستطيع القول بأن الاتجاهات تعني الاستعداد المسبق للاستجابة لبواعث معينة (مواقف، أحداث، أفراد، مواضيع، شيء ما) بطريقة محددة. فاتجاهات الفرد تتكون من جراء احتكاكه ببيئته الخارجية وما تشتمل عليها من مؤسسات اجتماعية، دينية، سياسية، اقتصادية... رسمية كانت أو غير رسمية. و خلاف القيم فالاتجاهات لا تتسم بدرجة عالية من الثبات بمعنى أنها قابلة للتحول والتعديل مجاراة لأي تغيير قد يحدث في العناصر البيئية التي تغذي هذه الاتجاهات فـ الأجهزة الإدارية والمنظمات تستطيع أن تلعب دوراً بارزاً في تنمية وتعزيز الاتجاهات الإيجابية لدى منسوبيها وإقناعهم بالإقلاع عن ما هو سلبي أو يتعارض مع أهدافها.

تكوين الاتجاهات:

مما سبق يتضح لنا أن الاتجاهات عبارة عن استعداد نفسي يوجه سلوك الفرد لذلك ففهم اتجاهات الفرد تسهل:

1.      تحديد الأسباب التي تدفع الشخص إلى سلوك ما

2.      التنبؤ بسلوك الفرد إذا عرفت اتجاهاته

3.      محاولة التحكم في هذا السلوك (سلوك الفرد) عن طريق إحداث التغيير الممكن في ميوله بتعزيز ما هو مستهدف مثلاً من خلال تطبيق نظام فعال للحوافز والدوافع والتقليل من أهمية الميول غير المرغوب فيها

دراسة وتحليل الاتجاهات الفرد وأثرها على سلوكه تتطلب معرفة الكثير عن بيئته. تلك البيئة التي مدته بالخبرات والتجارب والتي نظم اتجاهاته عليها فالاتجاهات يبدأ تكوينها منذ اللحظات الأولى في حياة الإنسان من جراء احتكاكه بأفراد أسرته، بزملاء المدرسة، رفاق العمل، الرؤساء، المرؤوسين، أعضاء الأندية، ...الخ تلقي الفرد لمعلومات ومعارف من مصادر مختلفة عن شيء ما، حدث، موقف أو موضوع معين صحة هذه المعلومات وثقة مصادرها تساهم في مدى إمكانية تكوين اتجاه سليم عن هذه الأشياء من عدمه

خصائص الاتجاهات:

تتميز الاتجاهات لدى الأفراد بمجموعة من الخصائص منها:

1.      تعتبر الاتجاهات أمر مكتسب من جراء احتكاك الفرد ببيئته الخارجية

2.      اتجاهات الفرد تعتبر حصيلة لخبراته السابقة    خبرات سابقة ـــــــــ> اتجاهات ـــــــــ> سلوك

3.      كما تبنى اتجاهات الفرد على خبراته السابقة فهي أيضاً قابلة للتغيير باكتساب خبرات جديدة

العوامل المؤثرة في الاتجاهات: 

هناك العديد من العوامل التي تؤثر في اتجاهات الفرد منها ما هو متعلق بالفرد نفسه وأخرى بالوسط الاجتماعي الذي يتفاعل معه:

1.      عوامل بيئية: البيئة الثقافية التي يتفاعل معها الفرد على مستوى الأسرة، المدرسة،الوسط الإعلامي، العادات والتقاليد السائدة،... تحدد اتجاهاته

2.      عوامل خاصة بالفرد ذاته: تجارب الفرد، خبراته، مستواه الثقافي والتعليمي، مستوى إدراكه، قدرته على التحليل والاستنباط، مدى استقلاليته، ...الخ تحدد الإطار العام الذي تتكون ضمنه اتجاهاته.

3.      عوامل لها علاقة بالحدث أو الموقف موضوع الاتجاه: الفرد بطبيعته مدفوع لإشباع حاجاته وذلك للتخفيف من حدة التوتر الناتج عن هذه الحاجات. الفرد يتكون لديه اتجاه ايجابي نحو كل المواقف والأحداث والأشخاص المساهمين إيجابياً في سبيل إشباع رغباته بينما يتخذ موقف مضاد من الأشياء التي أعاقت تحقيق هذا الهدف. هذا الاتجاه السلبي قد يدفع الفرد إلى أنماط سلوكية متعددة قد تأخذ شكلاً عشوائياً إعادة المحاولة أو الانسحاب.

عناصر الاتجاهات:

ثلاثة عناصر رئيسية يتألف منها مفهوم الاتجاه لدى الأشخاص:

1.      يتمثل العنصر الأول من عناصر الاتجاهات في فهم واستيعاب وإدراك الموضوع، الموقف أو الحدث من قبل الشخص

2.      شعور الفرد الإيجابي أو السلبي نحو هذا الهدف

3.      سلوك الفرد المترتب على استعداده المسبق تجاه هذا الموضوع 

درجة الفهم والاستيعاب للموقف   --------> درجة إحساس الفرد تجاه هذا الوقف ----->   سلوك الشخص المترتب على ذلك

لذا نستطيع القول بأن هناك علاقة وثيقة بين هذه العناصر فمدى الاستيعاب الذهني لموضوع الاتجاه تؤثر على إحساس الفرد تجاه الموضوع نفسه وسلوك هذا الفرد يترتب على ذلك

تغيير الاتجاهات:

1.      ارتقاء المستوى التعليمي والثقافي لدى الفرد قد يحدث عملية تحول في ميول ونوعية استجابة الشخص لحدث ما

2.      (تطور شخصية الفرد) شخصية الفرد تمر بمراحل تكوين معينة قد يصاحب بنوع من التجديد والتحديث لاتجاهاته لتعكس نضج شخصيته

3.      اكتساب الفرد لخبرات وتجارب جديدة قد تؤثر على فهمه وإدراكه للأحداث والمواقف وبالتالي قد تدفعه إلى إدخال بعض التغيير على طريقة استجابته لهذه المواقف أو الأحداث

4.      (تأثير الجهاز الإداري الجهاز) الإداري قد ينجح في إحداث بعض التغيير في اتجاهات منسوبيه خاصة التي لا تتفق مع الأهداف العامة لتلك المنشأة

5.      (تأثير التنظيم غير الرسمي) الشخص راغب العضوية في تنظيم غير رسمي قد يضطر إلى تغيير اتجاهاته التي لا تنسجم مع ميول بقية الأعضاء

6.      (تغيير الحقائق والمعلومات حول موضوع الاتجاه) الفرد قد يتكون لديه استعداد مسبق للاستجابة لحدث أو موضوع ما هذا الاستعداد مبني على معلومات وحقائق معينة أي تغيير في هذه المعلومات أو الحقائق سيصاحب بتغير في اتجاهات هذا الشخص نحو هذا الموضوع أو الحدث

7.      التطور السريع في التقنية وسهولة وصول البث الإعلامي إلى كل أجزاء المعمورة قد يلعب دوراً جوهرياً في تغيير ميول ورغبات واستجابات الفرد المستقبلين سواء فيما يتعلق بمواقف سياسية أو أحداث عالمية أو سلوكيات استهلالية ...الخ

8.      تغير الظروف قد يدفع الفرد إلى إعادة النظر في موقفه نحو أشخاص أو أشياء معينة سببت له في الماضي عقبات في سبيل إشباع حاجاته لكن رغبة الفرد في تحقيق وإشباع رغبات جديدة في ظل ظروف جديدة قد تجعل عدو الأمس صديق اليوم بمعنى اتجاه إيجابي محل آخر سلبي

قياس الاتجاهات:

نستطيع بواسطة قياس الاتجاهات التعرف على العوامل التي ساعدت على تكوين هذه الاتجاهات. بالإضافة إلى إمكانية التنبؤ بسلوك الفرد لنبني على هذه الاتجاهات موضع القياس وإمكانية التحكم والتأثير فيه. لذا نجد أساليب عديدة للقياس تختلف باختلاف الأهداف المنشودة فهناك قياس اتجاه الرأي العام للمجتمع. أفراد المجتمع يشتركون فيما بينهم في بعض الآراء والمعتقدات والأفكار التي تعبر عن اتجاهاتهم حيال موضوعات أو أحداث أو مواقف معينة هناك أيضاً قياس اتجاهات العاملين حيث يتم تحليل اتجاهاتهم نحو سياسة المنظمة، النمط القيادي المتبع، المناخ السائد في المنظمة، العلاقات بين المستويات الإدارية المختلفة، نظام الحوافز والأجور، ساعات العمل وغير ذلك من الأمور التي تؤثر على اتجاهات الفرد نحو منظمته ومنسوبيها هناك أيضاً قياس اتجاهات المستهلكين ودراسة اتجاهاتهم حول بعض السلع التي يستخدمونها

نجاح قياس اتجاهات الأفراد سواء باستخدام المقابلة الشخصية أو عن طريق توزيع قوائم استقصاء أو بالملاحظات الشخصية للسلوك الفعلي للفرد موضع الدراسة وإيجاد العلاقة بين هذا السلوك وميل الفرد واستعداداته يعتمد على دقة تصميم هذه القوائم والموضوعية في إجراء المقابلات الشخصية والملاحظات للحصول على إجابات محددة وبيانات ومعلومات كافية للتحليل والاستنباط وبالتالي دقة القياس

ومن أساليب قياس اتجاهات الفرد ما يلي:

1.      مقياس التوافق الاجتماعي: مبتكر هذا القياس هو بوقاردس ويتكون من سبع درجات تتدرج من الرفض المطلب لأفراد شعب ما "العنصرية" إلى القبول المطلق لها. ويعكس كل منهما درجة التوافق الاجتماعي بين الأفراد، الجماعات أو الشعوب

2.      مقياس ثرستون: يتكون هذا المقياس من مجموعة من العبارات لقياس اتجاه الأفراد نحو موضوع ما ويتدرج من الإيجابية المطلقة إلى السلبية المطلقة فإذا كان هدف الباحث مثلاً هو قياس اتجاهات العاملين نحو النمط القيادي المتبع فلا بد من القيام بالخطوات التالية:

أ‌.         تصميم مجموعة من العبارات لجمع آراء العاملين تجاه الأسلوب القيادي للمنظمة

ب‌.     عرض هذه لعبارات على مجموعة من الخبراء في هذا المجال للتأكد من وضوحها وسهولتها وخلوها من أي تأويلات أو تفسيرات غير مقصودة

ت‌.     إعطاء كل عبارة القيمة التي تناسبها على المقياس وفقاً لحالة الاتجاه من حيث الإيجابية أو السلبية ثم يحسب متوسط القيم المعطاة لكل عبارة

3.      مقياس ليكرت: يقوم هذا المقياس على أساس وضع مجموعة من العبارات التي تتعلق بآراء الفئة موضع الدراسة حيال موضوع معين ويعتبر مقياس ليكرت من أكثر المقاييس استخداماً حيث يعطي الشخص في هذه الحالة حرية الاختيار في التعبير عن رأيه باختيار الإجابات التي تتفق مع ميوله أو رأيه والتي تتراوح غالباً من موافق بشدة وموافق ولا أدري وغير موافق وغير موافق بشدة

ثانياً: القيـم

قيم الفرد والجماعة من الممكن أن تصنف إلى مستوين قيم ليس لها علاقة أو قليلة التأثير على سلوك الفرد و قيم تترجم من مجرد إحساس وشعور إلى تصرف. فهي تحدد نوعية سلوك الفرد والجماعة لكي يفهم تأثير القيم على سلوك الشخص لابد أن تؤخذ المؤثرات البيئية وما توفر من فرص وما تضع من عوائق في الاعتبار فمع الإيمان بتأثير القيم على سلوك الأشخاص إلا أن المؤثرات البيئية قد تحد من تأثير هذه القيم على تصرفات الأفراد

تعريف القيم 

سابقاً لم يكن هناك اتفاق بين الكتاب على تعريف محدد لمفهوم القيم إلا أنه مع بداية لعقد الماضي ظهر شبه إجماع بين المهتمين بهذا الموضوع على المقصود بالقيم

q     بوسنر ومونسن 1979م أوضحا أن القيم تعني تصديق الفرد بما هو صح أو خطأ، مقبول أو غير مقبول، عدل أو غير عدل، مرغوب فيه أو غير مرغوب فيه. فالقيم تستخدم أثناء عملية المقارنة عندما يضع الناس معايير للحكم على الأشياء، نقاش وتحليل خيارات، تخطيط أنشطة، اتخاذ قرارات، حل خلافات، تغير وضع قائم وإحداث تغيير

q     عرف روكيتش 1973م القيم على أنها المعيار الذي يوجه ويحكم تصرفات واتجاهات الأفراد نحو مواضيع، مواقف، معتقدات، تقويمات، أحكام، تبريرات، مقارنة النفس بالغير ومحاولة التأثير في التغير أيضاً. فالقيم تختلف عن مفهوم الاتجاهات الذي يراد به الميل والاستعداد المسبق للاستجابة لبواعث معينة. ومن الجدير بالملاحظة أيضاً أن الاتجاهات والسلوكيات النابعة من قيم راسخة ستكون أكثر مقاومة للتغيير من تلك المبنية على قيم أقل رسوخاً.

أهمية القيم:

حديثاً أدرك السلوكيون أهمية القيم لفهم السلوك الإنساني. أشار كل من قوث وتاجيري 1965م إلى تأثير القيم الشخصية على عملية اختيار سياسة أو استراتيجيه معينة من بين مجموعة من البدائل. فأي جهاز إداري لا يعمل في فراغ بل يحصل على منسوبيه من مجتمعه الخارجي هؤلاء الأشخاص يحضرون معهم إلى العمل توقعات وقيم مختلفة تحدد نوعية الدور الذي يقومون به وطريقة تفاعلهم مع الغير.

لذا فأهمية دراسة القيم الشخصية تنبع من الاعتبارات التالية:

1.      تؤثر القيم الشخصية على الطريقة التي ينظر بها المدير إلى الأفراد والجماعات لذا فالعلاقة الشخصية تتأثر بقيم الفرد.

2.      تؤثر قيم الفرد على إدراكه للمواقف والمشاكل التي يواجهها.

3.       تؤثر قيم المدير على قراراته والحلول التي يقترحها لحل المشاكل التي تواجهه. بمعنى آخر يختار البديل أو الحل الذي يتفق مع قيمه.

4.      تحدد القيم الشخصية أخلاقيات العمل. فقيم المدير تحد ما هو مقبول وما هو مرفوض من سلوكيات العمل

5.      تحدد قيم الشخص المقبول والمرفوض من المعايير والأنماط السلوكية التي تضعها المنظمة أو الجماعات غير الرسمية التي ينتمي إليها الفرد

6.      تلعب قيم الشخص دوراً في تحديد مستوى الإنجاز المرضي وغير المرضي

7.      تمثل قيم الإنسان الأساس الذي يبنى عليه قراره فيما يتعلق بالانضمام إلى هذه المجموعة أو تلك

مما سبق يتضح أن القيم الشخصية للفرد تمثل الإطار العام لسلوكه فهي تتصف بالثبات النسبي خلافاً لاتجاهات الفرد. والتي هي أكثر تحديداً من حيث ارتباطها بموضوع أو حدث ما

القيم وسلوك لفرد:

سلوك الفرد وتعامله مع بيئته الخارجية يخضع لنوعية القيم التي يؤمن بها فنجد أن:

1.      الشخص الموكل إليه اتخاذ قرار لحل مشكلة ما سيختار من البدائل المتاحة ما يتفق مع قيمه

2.      القيم توجه الشخص إلى كيفية التعامل مع الغير

3.      التزام الجماعة بقيم معينة يزيد من تماسكها

4.      الالتزام بالقيم يسهل مهمة الجماعة أو المنظمة الرسمية في التعامل مع الأحداث الصعبة وغير المتوقعة

5.      معرفة قيم الأفراد يساعد المنظمة على أن تتنبأ بسلوكهم حسب اختلاف الظروف والمواقف

6.      القول بوجود قيم تنظيمية قد يختلف عن التطبيق الفعلي لهذه القيم فقد نجد على سبيل المثال منظمة ما تدعي أن من قيمها التنظيمية إعطاء منسوبيها حقهم من الأهمية لكن بمراجعة تاريخ هذه المنظمة وواقعها الفعلي نجد أن هذا العنصر الإنتاجي (العنصر البشري) لا يحظى بمثل هذا الاهتمام

7.      تنبه الفرد عند تعارض فعله مع قوله

8.      وجود قيم مشتركة تمثل الدوافع التي توجه سلوك الأفراد لتحقيق الأهداف الأكثر انسجاماً مع هذه القيم

9.      قيم الأفراد تؤثر في إدراكهم وطريقة أفكارهم وشعورهم تجاه الأحداث والمواقف التي يواجهونها

10.  عندما يصبح الفرد عضواً في المنظمة سيكون محكوماً بمجموعة من القيم والمفاهيم التي نمت معه منذ الصغر

هذه القيم تكون الإطار العام لسلوك وأدراك الشخص داخل التنظيم. فهي تحدد كما أشرنا سابقاً الأنماط السلوكية المقبولة والمرفوضة سواء على مستوى الفرد أو المنظمة:

أ‌.         على مستوى الفرد: القيم الشخصية لكل فرد من أعضاء التنظيم توجه سلوكه وذلك من خلال التأثير على إدراكه للأشياء وتفسيره للظواهر وتحديد ما هو صح أم خطأ

ب‌.     على مستوى المنظمة: كل منظمة تضع معايير أو أنماط سلوكية يلتزم بها أعضاؤها المناط بهم تحقيق أهداف هذه المنظمة. هذه المعايير تكون في شكل أنظمة وقوانين وتتأثر بقيم من وضعها

تكوين القيم:

ينمو الشخص ويتعلم ويمر بتجارب مختلفة وهذا الاختلاف يؤدي إلى تباين في القيم. بالإضافة إلى أن قيم الفرد قد يعتريها نوع من التحول كلما زادت خبراته أو تغيرت. بمعنى أن الفرد قد يمر بتجربة جديدة فيما يتعلق بموضوع ما هذه التجربة الجديدة قد تدفع الفرد إلى إحداث نوع جديد من التغيير في القيم التي يؤمن بها تجاه هذا الموضوع. إذاً فقيم الفرد مرطبة بخبراته وتجاربه التي يمر بها. فالتجارب الجيدة المرغوب فيها والتي يعتقد الفرد بصحتها تمثل القاعدة التي تبنى عليها قيمه

نبوغ القيم من هذه التجارب يتطلب توافر عدة شروط منها:

1.      عند مرور الشخص بتجربة ما لابد أن يكون له مطلق الحرية في اختيار الموقف الذي يراه مناسباً فيما يتعلق بهذه التجربة. فالشخص إذا ما أكره على هذا الموقف فقد لا يعطيه أي قيمة

2.      لابد أن يكون هناك أكثر من خيار ليختار الشخص من بينها الموقف الذي يراه مناسباً. وبالتالي يعطي الفرد قيمة لهذا الموقف مقارنة بالخيارات الأخرى

3.      اتخاذ موقف معين غير مبني على تحليل وتفكير عميق فيما يتعلق بهذه التجربة لن يؤدي إلى قيم راسخة فيما يتعلق بهذا الموضوع

4.      الراحة النفسية والقناعة بقيم الفرد أحد دعائم بقائها ورسوخها والعمل بموجبها

5.      التأكيد على أهمية هذه القيم والدفاع عنها والدعوة إلى تبنيها تعتبر من السمات التي لابد أن يتحلى بها الشخص المعتز بقيمه

6.      قيم الشخص لابد أن تنعكس في سلوكه وتصرفاته وتفاعله مع الأفراد والجماعات (الانعكاس على السلوك والتأثير فيه)

7.      قيم الفرد لابد أن تكون ملازمة له في كل زمان ومكان ويكون تعامله مع الغير مبنياً عليها وفي إطارها

بتوافر هذه الشروط السابقة الذكر نستطيع القول:

أ‌.         تتكون القيم لدى الفرد من خلال التجارب التي يخوضها في حياته

ب‌.     تتغير القيم بنفس الطريقة التي تكونت بها أي من جراء تفاعل الفرد مع بيئته الخارجية

ت‌.     تتكون القيم نتيجة للتفاعل بين الأفراد الناتج عن إعطاء معاني متباينة للظواهر البيئية

ث‌.     تفاعل أفراد المجتمع يؤدي إلى رسوخ القيم الدينية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية

هذه القيم تمثل الإطار العام لسلوك الفرد داخل التنظيم. هذه القيم أيضاً تؤثر في إدراك الموظفين لمدى كفاءة الأسلوب الإداري المتبع والأنماط القيادية للتنظيم وواجبات ومسؤوليات الأفراد والجماعات وبالتالي تحديد نمط السلوك المتبع

مصادر القيم: تتعدد مصادر القيم لدى الفرد حسب الوسط الاجتماعي والحقبة الزمنية التي يحيا فيها. وبوجه عام من أهم هذه المصادر:

1.      القيم مردها إلى الإطار الثقافي الذي يعيش فيه الأفراد فهي من صنع المجتمع وحاجات الأفراد

2.      القيم أساسها العادات والخبرة الهادفة

3.      الممارسة هي ينبوع بناء القيم

4.      اختلاف متطلبات الحياة وحاجات الأفراد صحبها اهتزاز في القيم والاتجاهات القديمة واستبدلت بمفاهيم وقيم جديدة فما كان خطأ في الماضي أصبح مقبولاً الآن وما كان غير مرغوب فيه أو غير معقول في زمن ما أصبح متقبلاً الآن ...وهكذا

5.      التغيرات الثقافية المتلاحقة التي تميز بها عالم اليوم والتي تعتبر نتيجة حتمية للثورة الإعلامية ووسائلها ذات التطور المذهل من بث مباشرة وكمبيوتر وصحف ومجلات وصوت مذياع عبر القارات وإعلانات تجارية ...الخ أدت إلى تحول في القيم والاتجاهات والأنماط السلوكية

6.      الدين: أغلب المجتمعات تنظر إلى القيم الروحية النابعة من الدين على أنها نبراس الهداية وأساس سعادة البشرية لذلك لابد أن يتم سلوك الشخص سواء بمفرده أو عضو في جماعة أو تنظيم رسمي 

7.      المجتمع: لكل مجتمع خصائص وملامح ومكونات تميزه عن غيره من المجتمعات. تمثل هذه السمات أحد مصادر القيم الرئيسية

8.      الأسرة: تمثل الأسرة اللبنة الأولى في بناء قيم الفرد. فالشخص ينمو داخل إطار أسرته ومنها يتعلم الصح والخطأ والمقبول والمرفوض وما يجب عمله وما ينبغي اجتنابه إلى غير ذلك من الأمور التي تمثل حجر الأساس في قيم الفرد

خصائص القيم: تمثل القيم لدى الفرد سواء كانت دينية أو اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية الأساس لأي تصرف أو سلوك فردي أو تنظيمي.

فللقيم مجموعة من الخصائص منها:

1.      القيم ليست هدفاً في حد ذاتها إنما تستخدم كمعيار للمفاضلة بين عدة خيارات فالشخص يكافح من أجل تحقيق الأشياء التي تتفق مع قيمه

2.      للقيم من القوة والتأثير على الفرد والجماعة ما يوصلها إلى درجة الإلزام. وأي خروج عليها قد يعتبر انحرافاً سلوكياً. لكن الإنسان ينمو ويتغير كما هو الحال بالنسبة لبيئته. هذه القدرة على التطور تعني ضرورة المراجعة المستمرة من قبل الإنسان لقيمة ومدى ملاءمتها لظروف وأحوال بيئته الخارجية وإحداث أي تغيير قد يراه حتمياً لإيجاد نوع من التوافق بين مقاصده وأهداف الجماعات الأخرى الرسمية أو غير الرسمية والتي هو في حالة تفاعل مستمر معها

3.      عل الرغم مما تتصف به القيم من الرسوخ والتأصيل إلا أن ذلك يبقى ضمن إطار من النسبية. بمعنى أن البعد القيمي للإنسان ليس جامداً في جميع مكوناته. خاصة وأن الأجيال الجديدة التي تلتحق سنوياً بالأجهزة الإدارية تحمل معها قيمها الجديدة التي قد لا تتفق مع قيم من سبقهم بالعمل. لذا لابد لقيادة هذه الأجهزة من تفهم هذه القيم والتفاعل معها إيجابياً إذا ما رغبت استثمار هذه الطاقات البشرية بما يخدم ويحقق أهداف المنظمة.

 


This lesson is not ready to be taken.