تقديم عام
مجموعة من المحاضرات في مادة القانون الإداري المعمق
موجهة لطلبة الماستر1 تخصص: قانون عام
الموسم الجامعي 2024/2023
مقدمة من طرف الأستاذ: أ.د/ دريد كمال
التعريف بالمادة و أهميتها
يتسم القانون الإداري بخاصية الاستجابة للتطورات و التغيرات المتسارعة التي يشهدها نشاط الإدارة العامة، فالمرونة تعد عاملا مهما من عوامل عدم التقنين فهما في علاقة تبادلية مع بعضهما البعض.
و مادام القانون الإداري يهتم أساسا بالإدارة العامة تنظيما و نشاطا و ما ينجر عن ذلك النشاط من منازعات، فإنه وجب أن يكون متطورا لا يعرف استقرار لأن ما صلح للإدارة العامة اليوم قد لا يكون كذلك في وقت لاحق، و تأسيسا على ذلك وجب أن يتكيف هذا القانون مع متطلبات الإدارة العامة التي هي دوما في حركة دؤوبة الأمر الذي سينعكس على أحكام القانون الإداري فيجعلها قابلة للتطور و التغيير.
زيادة على ذلك فإن مبدأ قابلية المرفق العمومي للتكيف كمبدأ من المبادئ الكلاسيكية المتفق حولها قضاءا و فقها و تشريعا يشكل إلى جانب خاصية المرونة و التطور مبررين أساسيين كافيين للبحث في تطورات القانون الإداري و التحولات العميقة التي يشهدها تحت تأثير المستجدات الحاصلة للدولة – الإدارة العمومية -على جميع الأصعدة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الدولية.
لذلك كان لزاما أن يتضمن القانون الإداري على موضوعات متعمقة مناسبة لنطاقه و تواكب لهذه التطورات و المستجدات، ليس فقط ليشمل موضوعات حديثة و لكن ليتضمن ذلك على مسائل مستحدثة نتيجة لما قد يطرأ من إشكاليات متجددة ناتجة عن خاصية التطور، و قد تجسد ذلك التطور بشكل لم يسبق له مثيل في القوانين و العلوم الأخرى الأخرى، مما أثار جدل كبير لدى كل من الفقه و القضاء و المشرع لاسيما في الدول التي تبنت النظرية الكلاسيكية الإدارية الفرنسية، و إن كان ذلك الجدل قد شمل و مس حتى دول النظام الانجلوسكسوني.
و تأسيسا على ما تقدم ينبغي لتحديد أهم موضوعات القانون الإداري المعمق، التأصيل النظري لأهم المبادئ التي قامت عليها فكرة التطور كفلسفة متأصلة في نظرية القانون الإداري (المحور الأول)، ثم نبحث معالجة أسباب التطور (المحور الثاني) و أخيرا نتطرق لأهم مجالات التطور و نطاقه (المحور الثالث).
على أن يتم معالجة الاشكال الرئيس للموضوع و المتمثل في:
مدى إمكانية التأصيل لمقاربة نظرية القانون الإداري المعمق في ظل الاتجاهات الحديثة التي أثرت على النظرية الكلاسيكية للقانون الإداري بالمفهوم الفني ؟.
و لن يتأتى ذلك إلا من خلال تبني منهج مركب يعتمد على المزج بين المنج الوصفي و التحليلي أساسا وفقا لما ينسجم و طبيعة هذه الدراسة
و من هنا تظهر أهمية و محورية هذه المادة في التكوين المعمق لطالب القانون العام في مرحلة الطور الثاني
مفردات المادة
لذلك ستكون خطة الدراسة وفقا للآتي:
المحور الأول: أهم المبادئ الأساسية لفكرة تطور القانون الإداري
1- مبدأ الفصل بين السلطتين الإدارية و القضائية
2- مبدأ النظام الخاص بالأعمال الإدارية ( فكرة الامتيازات و القيود )
3- مبدأ الشرعية ( خضوع الإدارة العمومية للقانون )
4- مبدأ مسؤولية الإدارة العمومية.
المحور الثاني: أسباب التطور ( المظاهر )
1- فكرة تطور وظائف الدولة
2- فكرة الظروف الاستثنائية
المحور الثالث: مجالات التطور ( النطاق )
1- التحول من فكرة التسيير الإداري المنفرد إلى التسيير التشاركي
2- تطور فكرة النظام و أهداف الضبط الإداري الخاص
3- المبادئ الحديثة التي تحكم المرفق العمومي
4- تطور النظام الخاص بالأعمال الإدارية ( القرار الإداري، العقد الإداري )
5- تطور النظام القانوني للوظيفة العمومية
6- تطور النظام القانوني لفكرة مسؤولية الإدارة العمومية.
أهداف المادة
تهدف هذه المادة إلى تعميق المعارف المكتسبة لدة طلبة الماستر قانون عام و القدرة على التحليل و الاستنباط و النقد
- تحضيرا لمرحة الطور الثالث - الدكتوراه و كذا تحضيرا لمختلف المسابقات الوظيفية و مسابقات التكوين المتخصص كالمدرسة الوطنية للإدارة و غيرها
المعارف المسبقة
تستند هذه المادة إلى مجكوعة من المعارف المسبقة تتمثل في المواد التي اكتسبها الطالب في مرحلة الطور الأول - جذع مشترك -
و تخصص القانون العام
المدخل للقانون الإداري و التنظيم الإداري
النشاط الإداري
القرارات الإدارية و العقود الإدارية
المنازعات الإدارية