تعتبر العصور الوسطى من أهم فترات التاريخ الأوروبي، بل هي الأساس الذي نستطيع من خلاله أن نفهم التاريخ الحديث، وذلك بدراسة أهم مظاهر العصور الوسطى في أوروبا.يظن بعض الناس أن العصور الوسطى عصور تأخر وانحطاط وهو وصف لايمثل الحقيقة تمثيلا صحيحا، ولعل هذه الفكرة ترجع إلى الأثر الذي أحدثه انبثاق العصر الحديث بما حمل من نهضة وتقدم في أذهان الناس، فقد كان هذا الأثر قويا إلى الحد الذي حجب الماضي عن أعينهم؛ فكان في نظرهم ظلاما كله. وواقع الأمر أن العصور الوسطى رغم ما ارتبط بها من سيطرة للكنيسة ورجال الدين وسيادة للإقطاع وما صاحبه من تخلف علمي- تعتبر من أهم فترات التاريخ الأوروبي، بل هي الأساس الذي نستطيع من خلاله أن نفهم ا التاريخ الحديث؛ وذلك بدراسة أهم مظاهر العصور الوسطى في أوروبا. وقد بدأت تظهر في أوروبا تغيرات ومعالم جديدة، ولكنها لم تبدأ ببداية عام بعينه، ولم تشرق على أوروبا دفعة واحدة، ولكن بذورها بدأت تنبت في أواخر العصر الوسيط ثم تطورت ونمت واتت ثمارها في العصر الحديث. وتجلت معالم الانتقال مع سقوط الإمبراطورية الرومانية عام476م وما أعقبها من سلام نسبي، وبداية الصراع بين السلطة الزمنية والدينية مع أواخر القرن 11م وزوال فكرة الشمولية التي تتغنى بها الكنيسة، وتصدع النظام الإقطاعي، وظهر الجامعات وما تبع ذلك من انتشار العلم وتعميق الثقافة، فضلا عن الحروب الصليبية التي أتاحت الاتصال بين الشرق والغرب، دون أن ننسى حركة ظهور المدن وما ترتب عنها...إلخ.
- Enseignant: Hamza Bougadoum