المحاضرة الأولى
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه لا يستطيع أن يعيش بمفرده ،
ولا بد من انتسابه إلى مجتمع يتعاون مع أفراده لتحقيق متطلبات الاجتماع (الروابط
العائلية ، والروابط الاقتصادية والروابط السياسية... )؛ ومقتضى متطلبات الاجتماع
أن يكون هناك ناظم يرتب علاقة الفرد بغيره من الأفراد؛ وما هذا الناظم إلا القانون
بإحدى صوره المتعددة ؛ فقد يكون شرعا إلاهيا أو عرفا مستقرا أو تقاليد معتبرة أو
مثلا عليا أو قانونا مسطرا من قبل سلطة عليا في ذلك المجتمع.ومهما اختلفت صور
القانون ، فإن له في المجتمع ضرورة تجعل الاستغناء عنه ضربا من المحال ؛ فغريزة
الاجتماع ليست هي الغريزة الوحيدة التي تحكم وجود الإنسان ، بل إن هناك غرائزَ
أخرى يمكن أن يؤدي وجودها إلى أن تتعارض مصالح الأشخاص ، وأن يؤدي ذلك إلى
الاحتكام إلى القوة وقيام النزاعات والخصومات ؛ وقد توصل العقل البشري إلى أن هذه
الوسيلة تؤدي إلى فساد المجتمع ، فاستعاض عنها بقواعد محددة تنتهي بها الخصومات ،
ويُتوصل بها إلى هدوء المجتمع