المبحث الاول / أنواع الأنظمة القضائية
تعرف التشريعات
المقارنة نوعين من الأنظمة القضائية ، هما نظام القضاء الموحد و نظام القضاء
المزدوج ، نتعرف عليهما فيما يلي :
المطلب الأول / نظام وحدة القضاء
هو نظام قضائي يقوم على جعل السلطة القضائية موحدة ، لها
اختصاص شامل ، بحيث تفصل في جميع المنازعات سواء كانت مدنية أو إدارية ، و يطبق
امامها قانون واحد على الجميع ، فهو نظام يتبنى المباديء التالية : مبدأ الفصل بين
السلطات ، مبدأ سيادة القانون ، و مبدأ المساواة أمام القانون، يسود في الدول
الانجلوساكسونية كالمملكة المتحدة و الولايات المتحدة الامريكية و بعض الدول العربية
كالاردن و العراق . له مزايا عديدة الا
انه لم يسلم مع ذلك من انتقادات وجهت اليه نلخصها فيما يلي :
الفرع الأول
/ مزايا نظام وحدة القضاء
-
يتميز بالبساطة و الوضوح في الاجراءات ، حيث
توجد هيئة قضائية واحدة تفصل في جميع المنازعات دون تعقيدات ، فلا مجال لحدوث أي تنازع
في الاختصاص القضائي او تعارض في الاحكام
القضائية .
-
يعترف بوجود نزاع واحد فقط اذ لا وجود للنزاع
الإداري ، لذلك فالسلطة القضائية تفصل في المنازعات بغض النظر عن طبيعتها او أطرافها
.
-
لا يكلف المتقاضي عناء البحث عن جهة الاختصاص
.
-
يحقق العدل و الانصاف لأنه يساوي بين اطراف
الدعوى ، دون ان يهمه طبيعة نشاط الإدارة المرتبط بالمصلحة العامة .
الفرع الثاني
/ عيوب نظام وحدة القضاء
-
عدم مراعاته لخصوصية المنازعات الإدارية و
اختلافها عن المنازعات العادية لكون احد أطرافها و هو الإدارة يقدم منفعة عامة، و
من ثم فهو يتميز عن ما يبتغيه اطراف المنازعة الاخرون من تحقيق للمصلحة الخاصة .
-
أن لجوئه الى إيجاد غرف او لجان داخل النظام
القضائي الموحد تختص بالفصل في المسائل الإدارية ، انما هو اكبر دليل على عجزه في
مواجهة مستجدات الحياة القانونية في الدولة
المطلب الثاني / نظام ازدواجية القضاء
هو نظام قضائي يقسم الوظيفة القضائية في الدولة الى
جهتين مستقلتين : القضاء العادي و يفصل في المنازعات بين الافراد ، و القضاء الإداري
الذي ينظر في المنازعات التي تكون الإدارة طرفا فيها كسلطة عامة ، كما يتميز بوجود
هيئة قضائية مستقلة تسمى محكمة التنازع تتولى الفصل في حالات تنازع الاختصاص بين
القضاء العادي و الإداري . هذا النظام نشأ و تطور في فرنسا ، ويتسم بعدة خصائص
كالازدواجية القانونية ، و استقلالية الجهتين القضائيتين ، و الاختصاصات المحددة
لكل جهة . و كسابقه يتسم بعدة مزايا ، كما انه لم يسلم من الانتقادات أيضا ، و هو
ما سنلخصه فيما يلي :
الفرع الأول /
مزايا نظام ازدواجية القضاء
-
يقوم على فكرة تخصيص قواعد قانونية متميزة
لتنظيم العلاقات التي تكون الإدارة طرفا فيها
-
يتطلب التخصص الدقيق للقضاة للفصل في
المنازعات الإدارية لما لها من تعقيدات تتطلب معرفة و خبرة كبيرة .
-
يضمن هذا النظام استقلالية الإدارة لكونه يسمح
لها بممارسة سلطتها التقديرية في تلبية الاحتياجات العامة دون تدخل مباشر من
القضاء العادي .
الفرع الثاني
/ عيوب نظام ازدواجية القضاء
-
يؤدي الى صعوبات في تحديد معيار الاختصاص
القضائي بين القضاء العادي و القضاء الإداري .
-
يرى البعض ان نظام القضاء المزدوج اكثر
تعقيدا و صعوبة على الافراد بسبب وجود نوعين من القوانين و الإجراءات القضائية .
-
ان وجود قضاء متخصص يمنح الإدارة امتيازات إجرائية
في بعض الحالات يتعارض و مبدا المساواة بين اطراف النزاع .
Modifié le: dimanche 23 novembre 2025, 21:47