العقد الديداكتيكي

     يحتل العقد الديداكتيكي أهمية بالغة في مجال العلاقات القائمة بين الفاعل التعليمي والمتعلمين، خاصة في نجال اكتساب التعلمات وتحقيق الأهداف المرجة من النشاط التعليمي-التعلمي، وفي هذا الشأن يحدد كي بروسو Cuy Brousseau العقد الديداكتيكي باعتباره "مجموعة من السلوكات الصادرة من المعلم والمرتقبة من طرف المتعلم، وأيضا مجموعة من السلوكات الصادرة من المتعلم والمنتظرة من طرف المعلم، ويتمثل هذا العقد في مجموعة من القواعد التي تحدد بشكل ضمني أو صريح دور كل واحد في العلاقة الديداكتيكية التي تربطهما". كما يعتبر كورنو العقد الديداكتيكي أنه "مجموعة من التفاعلات الواعية وغير الواعية الموجودة بين الفاعل التعليمي والمتعلمين والتي ترمي إلى تحقيق المعارف". إن المتمعن لهذه العلاقة الديداكيتية بين الفاعل التعليمي والمتعلم يجد أن أنها تحكمها ضوابط وشروط لا يمكن لأي طرف الحياد عنها ومنها:

1.    أن يرتبط هذا العقد بالوضعية التعليمية-التعلمية لا غير في جميع الظروف والأحوال ويدور في كنفها.

2.    الاستجابة لخطوات العمل والإنجاز للوضعية التعليمية والتفاعل معها بصدق وجدية بالنسبة للمتعلم، والمراقبة والتوجيه والإرشاد والتصويب والحرص على أداء هذه المهمة بكل أمانة بالنسبة للمعلم.

3.    يجب أن تكون العلاقة بين المتعلمين والفاعل التعليمي علاقة حميمية يسودها الحب والود والتفاهم، وبالتالي يحصل التجاذب النفسي بين المعلم والمتعلم.

4.    العمل على تفعيل العملية التعليمية-التعلمية بين أوساط المتعلمين أنفسهم لأن المتعلم يركن إلى أقرانه فيحاورهم ويناقشهم ويمدهم برأيه، وبالتالي يشعر بأنه عنصر فعال ونشيط في هذه العملية مما يزيده إرادة وحيوية على الإقبال والتعلم.

5.    ضرورة إزالة أثناء العملية التعليمية-التعلمية كل مظاهر العنف والرعب والخوف، لأن هذه المظاهر تزيد من تعقيد خيوط العملية التعليمية-التعلمية حتى وأن هذه الأخيرة هي في حد ذاتها معقدة تتطلب المهارة والفراسة في إدارتها.

6.    أن تضع هذه العلاقة صوبها تجسيد الأهداف المسطرة والانشغال بالسيرورة التعليمية-التعلمية دون سواها بين الفاعل التعليمي والمتعلمين. (أمحمد و عابد، 2021، الصفحات 41-42)


Cette leçon n'est pas encore prête.