Annonces

أساليب الفحص والتشخيص ثالثة أٍرطوفونيا

أساليب الفحص والتشخيص ثالثة أٍرطوفونيا

بواسطة - Ahmed Zerzour
عدد الردود: 0

مقدمة

تعريف المقابلة العيادية

أنواع المقابلة العيادية

أهداف المقابلة العيادية

مراحل المقابلة العيادية

شروط المقابلة العيادية

الأسس المنهجية للمقابلة العيادية

خصائص و صفات القائم بالمقابلة العيادية

مزايا و عيوب المقابلة العيادية

نمودج مقابلة عيادية

الخاتمة

قائمة المراجع

مقدمة

توجد الكثير من التقنيات التي تؤهل الأخصائي النفسي للدخول في الميدان والعمل على المستوى النفسي للتطفل بالحالات ومن بين أهم هذه التقنيات نذكر :المقابلة : في حقيقة الأمر المقابلة لا تحوي طرقا مقننة نتعلمها ثم نطبقها ، بل يجب اتباع أسلوب أساسي " معرفة أن أكون و معرفة ماذا أفعل "

فمعرفة ماذا أفعل تعني اكتساب معارف تدل على حجم معين و معلومات أساسية حول ما أريد دراسته .و معرفة ماذا أفعل هي اكتشاف طريقة معينة يتبعها الفاحص مما يسهل عليه اكتشاف الطرق السليمة و الأدوات الملائمة للفحص الجيد ومعرفة ماذا أكون هنا لابد من سؤال جوهري من أنا و كيف يمكن أن أصل إلى جعل العميل يثق فينا و لا يكون هذا إلابمعرفة الفاحص لحدوده و حدود العميل و حدود العلاقة التي تجمعه مع العميل مع معرفة دقيقة لأبعاد العميل أثناء العلاقة بعيدا عن معرفة و طرقه في التعامل مع المواقف و كيف يستطيع الإصغاء إلى الآخر و كيف يساعد و ما هي المواقف التي تتطلب التشخيص.و من هنا نطرح الإشكالية التالية:

ما هي المقابلة؟ و ما أنواعها؟ و ماهي المراحل التي تمر بها؟ و ما هي أهدافها و شروطها؟ و ما بما تتميز و ماهي عيوبها؟و للإجابة على هذه الإشكالية و ضعنا خطة بحث لتعرف على المقابلة و أنواعها و مراحلها، و الصفات القائم بالمقابلة.وهناك صعوبات واجهتنا في البحث قلة المراجع و تزامن البحث مع البحوث الأخرى.

تمهيد:

المقابلة العيادية هي من الأدوات الأساسية للفحص النفسي، و هي من أهم الخطوات التي يستخدمها الفاحص لمعرفة مشكلات المفحوص.

1- تعريف المقابلة العيادية

هي علاقة لفظية حيث يتقابل شخصان، فينقل الواحد منهما معلوماتخاصة للآخر حول موضوع أو موضوعات معينة. فهي نقاش موجهو هو إجراء اتصالي يستعمل سيرورة اتصالية لفظية للحصول علىمعلومات على علاقة بأهداف محددة.

و يرى كورشين أن المقابلة تعتبر وسيلة مؤثرة و فعالة لتنميةالتفاعل بين المعالج النفسي و المريض من أجل مساعدته غلىالتخلص من محنته و تسهيل حل مشكلاته.(زغيدي،2013-2014،ص56)

و عرف بينجام و مور المقابلة على أنها محادثة و مواجهة لتحقيق هدف محدد بدرجة أكبر من كونها كسبا للرضا العام من المحادثة ذاتها. و تتم المقابلة بين أطرافها في صورة عملية تتميز بالتفاعل بينهم، و قد تستخدم في الحصول على معلومات أو في إعطاء معلومات أو في التأثير على سلوك أفراد بشكل معين، أو في تحقيق هذه الأهداف مجتمعة.

آلان روس عرف المقابلة العيادية على أنها علاقة دينامية بين طرفين أو أكثر بحيث يكون أحدهما الأخصائي النفساني و الطرف الأخر هو المفحوص طلبا للمساعدة الفنية المتميزة بالأمانة من جانب الأخصائي النفساني للمفحوصين في إطار علاقة إنسانية ناجحة بينهم. (محمود عمر،ب ت،ص:54)

وفي مقال آخر ذات صلة يمكنك من خلاله الحصول على تعاريف اكثر حول اداة المقابلة العيادية

2- أنواع المقابلة العيادية

تختلف أنواع المقابلات باختلاف الهدف أو الغرض الذي تجرى من أجله المقابلة، و لهذا يختلف العلماء في تحديدهم لأنواع المختلفة من المقابلة، إلا أنه يمكن تحديد ستة أنواع رئيسية من المقابلة في المجال الاكلينكي لكن نوع منها هدف رئيسي محدد، و هي:

المقابلة التشخيصية:

و هي التي تجري بغرض الفحص الطبي النفسي للمريض بحيث يمكن من خلالها و ضع المريض في فئة من فئات التشخيص الشائعة و التي يتضمنها المرشد السيكياتري، و تركز هذه المقابلة كما يوحي اسمها على تحديد الأعراض المرضية، حيث ينتهي الأخصائي منها بصورة دقيقة محددة عن أهم الأعراض و اضطرابات لدى الحالة، و متى ظهرت و كيف تطورت....الخ.

المقابلة التي تجرى بهدف التحاق بمؤسسة أو العلاج:

و تكون عادة قصيرة، و تهدف إلى تحديد حالة المريض بصفة مبدئية و إمكانية قبوله أو التحاقه بالعلاج. و يجب لهذا أن تركز على رغبات المريض، و دافعه للعلاج، و توقعاته من العلاج أو المؤسسة. كذلك يجب خلالها توعية المريض بالخدمات التي تقدمها المؤسسة أو العيادة و مدى ملاءمتها لتوقعات المريض و أهدافه العلاجية.

· المقابلة التي تجرى بهدف دراسة الحالة أو التاريخ الاجتماعي

عادة مايقوم بها الأخصائي الاجتماعي، كما هو الحال في المقابلة التشخيصية، بل تتجه للحصول على معلومات رئيسية عن حياة المريض و ظروفه الأسرية، و علاقاته بالأسرة و العمل، و تشجيع المريض على الحديث المفصل عن حياته الطفلية، و الخبرات السيئة و الناجحة التي مر بها، و علاقاته بوالديه، و زملائه، و حياته العملية، و هوايته، و علاقاته برؤسائه و زملاء العمل أو الدراسة.

· المقابلة مع أقرباء المريض و أصدقائه:

من الضروري في بعض الحالات أن يقوم الأخصائيون كل في ميدان تخصصه بمقابلة أقارب المريض أو أصدقائه بهدف الحصول على معلومات أدق أو أكثر تفصيلا عن حياة المريض و سلوكه و تطور أعراضه.

و بالرغم من أهمية هذا الهدف، فإن عل الأخصائي أن يقوم بهذا العمل بقدر كبير من اللباقة و الكياسة و أن يقدر و قع هذه المقابلة على المريض نفسه و ما قد تتركه من آثار سيئة على العلاقة بين المريض و أهله و معالجيه، و لهذا من الأحسن إجراء هذه المقابلة بعد الحصول على موافقة المريض.

و لا تجرى هذه المقابلة بهدف الوصول إلى معلومات مفيدة في عملية التقييم و التشخيص، بل تجرى لأهداف علاجية. فمن المهم أن يتعلم الأقرباء أساليب المعاملة الناجحة من الوجهة الصحيحة، و أن يدركوا أوجه الضرر التي قد يلحقوها بالمريض بسبب أساليبهم الخاطئة من التفاعل و الاتصال. (عبد الستار،عسكر،2008،ص:108-111)

و للمقابلة أنواع أخرى حسب تصنيفها:

المقابلة وفقا لشكلها:

- مقابلة مقننة أو مقيدة:

و هي مقابلة تعتمد على نموذج محدد الأسئلة يلتزم بها الباحث و يوجهها للمبحوثين حول موضوعات محددة لا يترك الحرية للباحث أو المبحوث و ممكن أن توفر الكثير من الجهد و الوقت و لكن ينقصها المرونة في إجراءها.

- المقابلة المفتوحة أو الحرة الطليقة:

و هي لا تتقيد بنموذج أو خطة أسئلة معدة مسبقا، بل يترك القائم بالمقابلة للمبحوث الفرصة لكي يتحدثكما يشاء و بما يشاء و أن يسترسل في الكلام بحرية أكبر و من مميزاتها أنها مرنة و تلقائية و أقل مقاومة في التعبير و لكن تحتاج إلى أخصائي مدرب يجيد الحوار و تأخذ وقت و جهد كبيرين.

- المقابلة المقيدة-المفتوحة(المقابلة الموجهة):

و هي تجمع بين النوعين السابقين أو هي مزيج منهما فهي وسط بين المقيد و الطليق. (التهامي،عوابدي،2017/2018،ص:81)

المقابلة نصف الموجهة:

المقابلة نصف الموجهة هي تخصص لتعميق في ميدان معين، أو للتحقق من تطور ميدان معروف مسبقا. و فيها يكون الباحث على

علم مسبق بشيء من الموضوع و يريد أن يستوضح من المبحوث. و فيها يدعى المستوجب للإجابة نحو شامل بكلماته و أسلوبه

الخاص على المبحوث حتى يتمكن المستوجب من إنتاج حديث حول هذا الجزء من الموضوع. (أبراش،2009،ص:268)

المقابلة من حيث أسلوب إجرائها و تنقسم إلى:

- المقابلة غير المباشرة:

وتسير إجراءتها تبعا لتصرف العميل أو المبحوث و لا يقرر الأخصائي أو القائم بالمقابلة خطواتها يتركه يتكلم بحرية و يساعده على الاسترسال في الحديث بحرية تامة و ينحصر دور الباحث أن يهيء جو نفسي يسمح له بالتحدث عن نفسه.

- المقابلة المباشرة:

و هي تكون العبء الأكبر في أجرائها على القائم بالمقابلة و تتحصر المقابلة في موضوع معين و تسير و فق خطوات مقننة معدة مسبقا. (متولي،2016،ص:76)

في نفس السياق يمكنك الإطلاع على المحاضرة الخاصة بأبرز أداة لجمع البيانات و هي المقابلة اطلع عليها من هنا

3- أهداف المقابلة العيادية

- اقامة علاقة مهنية بين الاخصائي النفسي والمريض .

- جمع البيانات والمعلومات .

- مساعدة المريض على ان يعبر عن نفسه ومشكلته.

- نقل المعلومات التي تساعد المريض على حل مشكلته.

- مساعدة المريض على الكشف عن الحلول الممكنة لمشكلته وعلاجها .

ان المقابلة تهيئ الفرصة امام الاخصائي للقيام بدراسة متكاملة عن طريق المحادثة المباشرة لفهم العميل والتاكد من صدق بعض الانطباعات والفروض التي يصل اليها عن طريق ادوات التشخيص .(محمود عمر,1987,ص60)

4- مراحل المقابلة العيادية

و من الأفضل النظر إلى المقابلة بصفتها عملية اتصال، و كأي عملية اتصال تتكون من بداية ووسط و نهاية، و هكذا هي المقابلة الإكلينكية أيضا لها مراحل تمر بهم و لكل مرحلة شروطها و في السطور التالية سنتعرف على مراحل المقابلة و هي:

مراحل المقابلة العيادية

المرحلة الأولى: مرحلة الافتتاح:

يطلق على هذه المرحلة مسمى المرحلة الأولى، أو مرحلة البدء أومرحلة الألفة. و يمكن التعرف على خصائص هذه المرحلة بسهولة من المسميات التي أطلقت عليها.فهي تعتبر نقطة البداية التي يبدأعندها الأخصائي سواء أكانت تشخيصية أو علاجية.

يرى زنين و زنين بقولهما بأن الوظيفة الأساسية لمرحلة الافتتاحتمكن في تحريك الدوافع عند العميل للمشاركة الايجابية و بحرية،والاتصال الجيد مع الأخصائي.(ماهر،1988،ص:285)

و فيها يجب على الباحث أن يستثير الدافع للاستجابة في الفرد الذي يقابله و يعمل على تكوين جو من الألفة و العلاقة الإنسانية معه و ذلك على النحو التالي:

- استثارة الدافع للاستجابة:

يجب على الباحث أو الأخصائي النفسي استثارة الشخص الذي يجري معه المقابلة و حثه على الاستجابة و الحديث عن المشكلات التي تؤرقه بحرية لمساعدته في حل مشكلة. كما ينبغي أن يبدأ الباحث أول مقابلة بالترحيب و التعارف، و التعريف بالهدف المقابلة و التعريف بإمكاناته، و ما يمكن أن يقدمه في جلسات المقابلة.

- تكوين الألفة:

كلما كانت العلاقة بين الباحث و الفرد الذي يجرى معه المقابلة طيبة تقوم على الألفة و العلاقات الإنسانية، كلما كان ذلك أفضل في موضوع المقابلة و الاهتمام بالمشاركة الانفعالية و الثقة المتبادلة و التشجيع و تخلق جو خالي من التهديد يستطيع أن يقول فيه المبحوث أي شيء و يستطيع أن يتكلم بحرية و يقول أي شيء. و لا يحسس أنه المقابلة تأخذ طابع الاستجواب بنسبة له.(متولي،2016،ص:74)

المرحلة الثانية: مرحلة البناء:

يطلق على هذه المرحلة مسمى مرحلة الارتياد أو الاكتشاف، مسمىمرحلة الإنماء أو الارتقاء، أو جسم المقابلة، و يفضل تسميتهابمرحلة البناء حيث يحاول الأخصائي فيها مساعدة العميل على ازالةالصعوبات التي تواجهه في بيئته، عبور أزماته التي تنتابه إعادة بناء شخصيته و تعديل سلوكه نحو الأفضل.(زغيدي،2013-2014،ص58)

و تتضمن هذه المرحلة الإجراء الفعلي و تشمل توجيه الأسئلة و استدراج المستجيب للكلام و الإصغاء و التسجيل:

- توجيه الأسئلة:

تعتبر الأسئلة التي يطرحها القائم بالمقابلة هي أهم جزء في المقابلة و لذلك ينبغي أن يراعي عدة أمور في الأسئلة الخاصة بالمقابلة، و هي أن تصاغ هذه الأسئلة صياغة واضحة و مختصرة يسهل فهمها، و أن يطرح الباحث سؤالا واحد في كل مرة، و إن يعطي المستجيب فرصة كافية للإجابة.

- استدراج المستجيب للكلام:

و من طرق استدراج المستجيب للكلام(الإصغاء الجيد، إعادة أقوال المستجيب، معالجة فترات الصمت، التلخيص، تسجيل المقابلة)، من المرغوب أن يقوم الباحث بتسجيل جميع المعلومات التي حصل عليها أثناء إجراء المقابلة مباشرة إذا أمكنه ذلك أو تسجيل وقائعها في أول فرصة تسنح له بعد انتهاء المقابلة.(متولي،2016،ص:75)

الأخطاء الشائعة في المرحلة بناء المقابلة العيادية :

توحي البحوث جونسون أن الأخطاء التي يرتكبها الممارس في هذه المرحلة من اللقاء تمتد لتشمل كثيرا من الجوانب منها:

- الإسراف في الحديث و كثرة الكلام: فالممارس الجيد هو من يقل في كلامه و يختصر من أسئلته و لايكثر من مقاطعة

مريضه.

- خطأ محاولة العلاج أو تقديم المساعدة: المقابلة الأولى ليست للعلاج النفسي بل لغرض الفهم المتعمق للمريض. فلهذا

يحسن بالممارس الجيد أن يكثر من الإصغاء و الاهتمام بالمعلومات التي يحصل عليها و ليس بالاندفاع نحو تقديم النصائح

العلاجية.

- خطأ إعطاء أكثر من سؤال في وقت واحد: يجنح الأخصائيون المبتدئون بسبب ما يتملكهم من إحساس بالقلق إلى سؤال

المريض عن بعض الظروف المحيطة به كالأسرة، و لنه ما إن ينتهي من سؤاله حتى يحاول أن يضيف له أسئلة أخرى

كمحاولة منه لتوضيح السؤال، مثلا قل لي شيئا عن أسرتك؟ مثلا، كيف تشعر نحو حياتك الزوجية؟ هل تتعارك مع زوجتك كثيرا؟

- خطأ توجيه الأسئلة المغلقة: يعرف الاكلنيكيون المتمرسون بالعلاج و إجراء المقابلات أن الأسئلة المفتوحة التي تثير النقاش و تساعد على تبادل الحوار و الاتصال أفضل من الأسئلة التي يجاب عنها بنعم أو لا. فالسؤال ما هي الأشياء التي تذكرها عن فترة المراهقة؟ أفضل من السؤال هل كانت مرحلة المراهقة لديك مرحلة صعبة؟

- التعاطف: يختلف عن العطف و الشفقة. و هو نوع من المشاركة الوجدانية الضرورية لنجاح العلاقة الإكلينيكية و يتضمن التفهم و ليس بالضرورة الموافقة على ما يقوله المريض.

- معالجة فترات الصمت: عادة ما يكون شعور المريض بالقلق في موقف الصمت أشد من الشعور الأخصائي، و لهذا فهو قد يقطع الصمت باستئناف المحادثة. و يحدث أن يعتقد الأخصائي خطأ أن صمت المريض معناه أنه قد انتهى من الموضوع و لهذا فهو يقفز إلى لقاء أسئلة أخرى.

لكن في المواقف التي يكون فيها صمت المريض علامة على الانسحاب و الإغراء في الذات و أحلام اليقظة، فإن من الضروري أن يقوم المعالج بمعالجة الموقف بأسئلة من هذا النوع:"أراك ساكنا بعد أن أخذت بالتحدث عن موضوع كذا.."

(عبد الستار،عسكر،2008،ص:119 -124)

المرحلة الثالثة: مرحلة الإقفال:

تسمى مرحلة الاقفال أحيانا مرحلة النهاية،أو المرحلة الأخيرة، ويمكن أن يصل الطرفان الى قرار مشترك بإنهاء المقابلة دون الالتزامبالمرور على مراحلها التلقائية السالفة الذكر، لكل مقابلة ظروفهاالخاصة بها و بإقفاله، ولكل حالة ظروفها الخاصة بها.(زغيدي،2013-2014،ص59)

5 - شروط المقابلة العيادية

المقابلة تساؤل و ليس استجوابا.

إثارة المشاعر، و ليس قمعها أو تغيير مسارها.

ملاحظة التغيرات الانفعالية و التعامل معها بحذر.

التعاطف

معالجة فترات الصمت.

معالجة القلق و الاستثارة.

الانتباه للجوانب غير اللفظية(التواصل البصري، تعبيرات الوجه، الحركات اللاإدراية، الإرشارات..)

التعامل مع الحالات الصعبة.

إنهاء المقابلة دون إحباط أو آثار سلبية.

إظهار التفهم.

التلخيص و التفسير.

التخطيط للجلسات التشخيصية أو العلاجية المقبلة، بما في ذلك عدد الجلسات التشخيصية أو العلاجية المقبلة، بما في ذلك عدة جلسات و تكاليف مادية إن وجدت، و ماهي التوقعات العلاجية.

تفهم كل الظروف المحيطة بالمريض و بتكوين المشكلة، بما في ذلك العوامل التي صاحبت ظهور المشكلة و العوامل تقوى منها، و متغيرات البيئية السابقة لظهور السلوك الخاطئ. (عبد الستار،عسكر،2008،ص:112 -113)

6 - الأسس المنهجية للمقابلة العيادية

- الإنصات الدقيق:

من المهم جدًا أن نضيف إلى كلمة الإنصات كلمة الدقيق!

يعني أصغ لكل التفاصيل بنفس الأهمية ،وهي تتعدى حدود الاستماع(لأننا نستمع بدون قصد، و قد نسمع أشياء لا نريدها، بعكس البصرو الرؤية، فحاسة السمع تعمل شئنا أم لم نشأ)أما الاستماع معالإنصات فيكون بالانتباه الدقيق.

- الأسئلة الهادفة:

تخيلوا مثلا واحدة قريبة لك تلجأ إليك في مشكلة تخص زوجها،وتشتكي وتنفجر من كثرة الشكوى. فماهي الأسئلة التي يمكن أن

تطرحيها عليها هنا؟ ماذا تعني كلمة هادفة؟ الأسئلة الهادفة لا يمكنأن تنتقى إلا من خلال الإنصات الدقيق، فبواسطته نعرف ما هو

السؤال الذي يكمل معلومة أو نقص معلومة؟ أو ما هو السؤال الذييمكن من خلاله التحقق من فرض! و من الضروري أن يتسق

السؤال مع المشكلة المطروحة، فلا أسألها مثلا ما نوع العطر الذيتستخدميه؟!! وهي تحكي عن مشكلة زوجها! أو مثلا مقاسالحذاء

كم؟! هنا أبدو و كأنني في وادي و هي في وادي آخر، فهي تتكلم عنمجموعة وقائع! و ليس بالضرورة أن تكون ما تحكيه حقائق!

فكيف يمكن أن أنقل المعلومة من الوقائع إلى الحقائق؟؟ السؤال الهادف هو الذي يوجه الموقف للحصول على المعلومة الكاملةالتي

تعينني للإرشاد و العلاج و فهم الموقف.

الأسئلة الهادفة تلقي الضوء على أشياء قد يظن العميل أنها عابرة....

إدراك الدوافع اللاشعورية:

لأن الشعور هو الذي يتكلم، فأين اللاشعور؟ فبالشعور جاءت الحالةوطرقت الباب وجلست وبدأت تحكي المشكلة، ما الدافع الذي دفعهالذلك؟ يجب أن يكون المبرر واضحاً لدى المرشد ،وإذا لم يكنواضحاً فعليه أن يسأل العميل! وغالبا ما يكون هذا السؤال صدمةللعميل!! فالفرق بين الأمراض النفسية والعقلية يكمن في الوعي! هلأنت تعي أن إحساسك بالمشكلة قد يضعك في قائمة المرضى النفسيينأو المضطربين سلوكيا؟!

لماذا عندما تأتي حالة للمعهد تأتي الأم وليس الأب؟! لا بد أنأسأل، لأن الجواب يرسم خريطة عن الحالة وربما أسبابها، فإدراكالدوافع اللاشعورية أمر مهم جدًا، ما وراءه لكي يأتي ليطرق الباب؟

* اسأل بشكل مباشر أو غير مباشر ألم تمر عليك في حياتك فيالسابق شيء أكثر أهمية من هذا الأمر؟ فما الذي أتى بك الآن ،وماذاسيحدث إذا لم تأت؟!

*قد تحدث لنا الكثير من المشكلات، ولكن لا ألجأ إلى الشكوى؛ فلماذاأتيت الآن في هذه للشكوى ؟ ومن هذه المشكلة بالذات؟؟!

كشف و ملاحظة التناقضات الوجدانية:

أريد متطوعة أطرح عليها بعض الأسئلة:

-ما اسمك كاملا؟

-هل دخلتي القسم برغبتك أم برغبة الآخرين؟

- هل أنت متوافقة مع دراستك بالقسم؟

- إذا عبرت عن القسم ماذا ستعبرين إيجابي أم سلبي؟

- لماذا اخترت علم النفس العيادي ؟؟

لا بد أن ألاحظ التناقضات الوجدانية في كل كلام العميل أوأجوبته،لو اسأل واحد مثلا: ماذا تعمل؟ معلم تربية خاصة

-هل أنت راضِ عن العمل؟ سعيد جدًا..

- هل أنت متوافق مع العمل؟ سعيد جدًا..

- ماذا يحقق لك العمل؟.. يتغزل به..

وعندما أقترب من الواقع، وأنزل إلى ساحة العمل، و أقابل زملائهاكتشف أن كل كلمة تخرج منه

في العمل تعبر عن الغضب، وعدم التوافق والمشاكل، وأنه طرفأساسي في المشاكل التي تحصل هناك!

إن الإصغاء الدقيق هو الذي يوجهنا للدوافع اللاشعورية، وكشفالتناقضات التي يقع فيها العميل. تخيلوا مثلا لو أن زوجين اختلفاخلافاً حادًا جدًا، وتدخلت الوسائط والأهل، ويريدون الطلاق ،ولكنعند الطلاق يرتدون إلى نقطة الصفر؛ الزوج مثلاً يقول أنا أحبك،كيف أطلقك؟ اكتشف الحب لحظة الطلاق، أو مثلا يطلقها ،وحينماتسأله لم؟ يقول طلقتها لأني أحبها، أو لست جديرًا بها! كل هذه تشكلتناقضات وجدانية.

التقبل أساس منهجي للمقابلة

لا أن أنتقي من أقوم بمقابلته؛ لأنني أقدم خدمة، تخيلوا مثلاً لو أنطبيباً اتصلوا عليه و قالوا هناك (20) حالة تنتظرك! فيرد قائلا: لاأريدهم كلهم!! ثم يأتي ليختار من بينهم من يشاء و يترك البقية!! منالمفترض أن المقابلة تكون غير مشروطة.. التقبل ليس للشخص، بلللمشكلة بشكل كامل! فيه مشكلة لو كنت أنا فيها واعظاً تصبح كارثة! استشهاد لحالة صعبة ، لو فتاة تطلب لقاء مباشر وجهاً لوجه وتخبرالقائم بالمقابلة أا تعرضت للاغتصاب من أخيها؟! وإذا بالأخ يعتادالفعل، يعني بعدما حدث أول مرة أصبح اعتياديافيها، وسيطر عليها؛بحيث أصبح يقدمها كهدية لبعض أصدقائه!!

بعد إصغاء دقيق قد تتفجر في أذهانكم بعض الاستنكارات والأسئلة! ماذا لو أن هذه الشكوى لم يتقبلها المقابل وقام أعطاها كف وراء كفواتصل على الأب وأخبره!! هل أنا سأحل المشكلة أو قدمت خدمة أومساعدة ، هل تقبلت المشكلة؟ هل تحققت من صدق كل حرف قالتهالفتاة؟ ما الدافع بأن تأتي بشكل مباشر غير مسبوق بالاتصال أوالتمهيد وإعطاء خبر للمرشد.. من أجل ذلك دائماً نقول يمكن التأثر و انفعل، وبسبب تأثري بالمشكلة أفقد إدارة الموقف.

تخيلوا لو أن امرأتين جالستين، والاثنتين متفاعلتان فأيهما المرشد وأيهما المسترشد؟ كلاهما يحتاج إلى إرشاد! وقد يحتاج إلى علاج!! فقد ذابت الفوارق حتى لو تأثرت يجب أن أحتفظ بتأثري في داخليلكي أستطيع إدارة الموقف.. وأصغي وأسأل أسئلة مفيدة!! فإذا تأثرتلا أرى الهدف!

العلاقة الحميمة المسئولة:

علاقة حميمة لا تعني أننا ندخل من أول جلسة، و نتبادل الجوالات و الماسنجر، وما إلى ذلك! لا العلاقة الحميمة لا تذيب الفوارقوالحدود، لا ترفع مهارات التواصل.. نعم الإصغاء.. الانتباه.. الحوار.. الاتفاق.. الترحيب كل عناصر تكوين العلاقة الحميمة.

المسئولة: تعطيني الحق لإدارة الموقف الإرشادي أو العلاجي، ممكنأم تقابلك في المعهد ولا تتركك إلا وأنت تبكين.. وتكون قد أتت عليكوتتركك في حالة انهيار، تفقدي كل أدواتك وتصبحين لا حول لك ولاقوة وخاصة أمهات المعاقين تمشي و تستدر عطف الآخرين، ويسعد من شدة تفاعل الآخرين معه وتأثره! لذلك اسمع وأدرك واكتشفالتناقضات و أتقبل كل شيء لكي لا أفقد إدارة الموقف، فالتأثر قديجعلك تخضعين للموقف ويفقدك القدرة للحكم على بقية المتغيرات وقد يكون هناك عنصر حاضر فتتعاملين معه بصفة الغياب!

المسئولة: ليس معنى أن تقام علاقة ودودة نرفع الحواجز بل الأدوارمحددة الملامح.. ولا يحدث تنازل يفقد هيبة ومقام الدور.

تفسير البيانات والنتائج:

-ما الهدف من المقابلة؟ فهم وتفسير ما جاء في المقابلة وكل ما جاءفيها.

-ما الهدف من دراسة الحالة: الفهم والتفسير.

معلومة مهمة: ليس كل البيانات التي وردت في الاستمارة مطالبينبملئها بل الفهم والتفسير للحالة.. فالعناصر غير ملزمة بل صممتلكي تحتوي كل الحالات.كل عناصر دراسة الحالة في المذكرةعناصر إرشادية موجهة. (النجار،2008ص:60 -62 )

وفي نفس السياق يمكنك الإطلاع على أكثر على المقابلة العيادية من خلال تحميل المحاضرة الخاصة بتقنيات الفحص العيادي من إعداد دليلة سمعي حدادي رابط تحميلها من هنا

7 - خصائص و صفات القائم بالمقابلة

هناك صفات على القائم بالمقابلة يجب أن يتصف بها لإنجاح المقابلة و هذه الصفات تتمثل فيما يلي:

· الموضوعية:

يجب أن يتصف القائم بالمقابلة بالصدق و الأمانة.

· اهتمام الباحث بموضوع البحث و تشوقه إلى التعرف على الحقائق و المعلومات المتعلقة بالموضوع.

· أن يتصف القائم بالمقابلة بالصبر.

· أن يبدي احترام و تقدير بالمفحوصين.

· القدرة على التكيف مع الظروف و الأشخاص. و هي الخاصية يمكن اكتسابها من خلال التدريب.

· اتصاف القائم بشخصية جذابة و بهدوء الأعصاب.

الذكاء و الثقافة بالمستوى الذي يساعده على فهم طبيعة الناس و الناس سيكولوجيتهم. (متولي،2016،ص:70)

8 - مزايا و عيوب المقابلة العيادية

تتميز المقابلة العيادية بما يلي:

- تزودنا بمعلومات تكمل طرفا آخر لجمع المعلومات.

- إنها أفضل الطرق الملائمة لتقويم صفات الشخصية.

- المرونة و قابلية توضيح الأسئلة للمسئول .

- وسيلة لجمع البيانات عن ظواهر أو انفعالات لا يمكنالحصول عليها بأسلوب آخر.

- يمكن استخدامها مع طريقة الملاحظة للتحقق من المعلوماتالتي يتم الحصول عليها.

أما عيوبها فهي :

- تحتاج الى وقت وجهد كبيرين. ·

- صعوبة الوصل إلى بعض الأشخاص ذوي المركز أو بسببالتعرض للخطر.

- تأثر المقابلة أحيانًا بالحالة النفسية للباحث و المبحوث. ·

- عدم مصداقية المبحوث أحيانًا بهدف الظهور بشكل لائق أمامالباحث . ·

- نجاحها يعتمد على رغبة المستجوب بالحديث. (الساعاتي، 1982 ،ص: 183)

و في موضوع ذات صلة يمكنك تحميل مطبوعة من إعداد حوراء عباس كرماش بعنوان المقابلة النفسية تعريفها أنواعها شروطها مراحلها أسسها

9 - نموذج مقابلة عيادية

نمودج مقابلة عيادية

في هذا الجانب حاولنا أن نجرية مقابلة مع حالة تعاني من إدمان المخدرات

المقابلة كما أجريت:

س: السلام عليكم

ج: و عليكم السلام

س: كيف حالك؟!

ج: الحمد لله

س: ماهو السبب الذي قادك إلى هذه الطريق؟

ج: الظلم ، أحببت فتاة ثم تركتني و ذهبت مع شخص أفضل مني ماديا

س: ماهي المشاكل التي زادت عليك طين بلة؟

ج: مشاكل إجتماعية و دراسية و التي بسببها توقفت عن الدراسة و ضيعت مستقبلي بالرغم من أن تحصيلي الدراسي كان جيد

س: هل لديك رغبة في إقامة علاقة جديدة و تكون جدية؟

ج: نعم عندي الرغبة في ذلك ، لكن لا أعتقد أنني سأجد فتاة تستحق أن أكون صادقا معها

س: هل لديك أصدقاء؟

ج: نعم لدي صديق واحد يشاركني نفس الحي

س: ماهي المصلحة التي تجمعك بهؤلاء الأصدقاء؟

ج: أنت تعرفين الوضعية ، أحيانا نحتاج بعضنا البعض في اقراض المال أو السجائر و غيرها

س: ما هي أكبر مشكلة تورطت بها؟

ج: ....عندما اعتديت على فتاة ...تمنيت أنني لم اصادفها ابدا ، خاصة انني لم أكن في كامل وعيي

س: هل تحس بتأنيب الضمير اتجاهها؟

ج: لا أستطيع أن اقول لك انه تأنيب ضمير ، لكن كلما أتذكرها يتعكر مزاجي و وتزداد حاجتي الى تعاطي شيء ما يهدئني

س: ماهي السلوكات السيئة التي قمت بها كذلك؟

ج: إرتكبت الكثير كالسرقة و الإعتداءات بالضرب ، و هذا يحدث معي عندما اكون بحاجة ملحة إلى المهدئات و المال

س: بماذا تحس عندما تشرب المادة المخدرة ماهو شعورك؟

ج: أحس نفسي كالملك أتحكم في جميع الناس و يخافون مني ، كما انني احيانا استعين بالموسيقى لأستمتع بوقتي بشكل جيد

الخاتمة

المقابلة هي موقف مواجهة بين اثنين أو أكثر يدور فيها حوار أو محادثة موجهة للحصول على معلومات من المريض،أو للتعديل في سلوكه وعلاجه،و المقابلة تتكون من أنواع متعددة منها المقابلة التشخيصية و المقابلة التي تسبق الالتحاق بالعلاج ،و المقابلة التي تجري بهدف دراسة الحالة ،والمقابلة التي تجري مع أقرباء المريض ، ومقابلات الفرز والتشخيص والمقابلات الممهدة للعلاج النفسي و تطبيق الاختبارات والمقابلة السلوكية ، و تتكون المقابلة في كل نوع منها من ثلاثة مراحل : بداية ووسط وخاتمة ، ولكي تكون المقابلة ناجحة يجب توافر بعض الشروط الضرورية في كل مرحلة من هذه المراحل الثلاث ، ولكل مقابلة هدف معين و يجب على القائم بالمقابلة أن يتصف بصفات و مزايا لإنجاح المقابلة و تكون فعالة كما للمقابلة مزايا تتميز بها مثل أنها أفضل الطرق الملائمة لتقويم صفات الشخصية و كما لها مميزات لها عيوب تكمن في أنها مكلفة جدا .و في الختام نقول أن المقابلة العيادية تساعد الأخصائي كثيرا في التعامل مع العميل و لمعرفة معلومات أكثر وجمعها و تفسيرها ،لهذا هي من الأدوات و الاتقنيات الفعالة و المستخدمة كثيرا في علم النفس الاكلينيكي.

 

 

قائمة المصادر و المراجع

1-أيراش.إبراهيم خليل(2009)،المنهج العلمي و تطبيقاته في العلوم الإجتماعية،ط(1)، مكتبة الراشد للنشر و التوزيع، عمان،

الأردن.

2-الساعاتي.حسن(1988)، تصميم البحوث الاجتماعية،ط(1)، دار النهظة العربية للطباعة و النشر و التوزيع.

3-النجار.خالد عبد الرزاق(2008)،دراسة حالة،مركز التنمية الأسرية، جامعة الملك فيصل،السعودية.

4-تهامي.فاطمة،عوابدي.شهرزاد(2017-2018)،الإدمان على المخدرات و علاقته بالسلوك الإجرامي، رسالة ليسانس غير منشورة، معهد الأداب و اللغات، المركز الجامعي بلحاج بوشعيب عين تموشنت، الجزائر.

5-زغيدي.إدريس(2013-2014)،تقدير الذات لدى الراشدالمصاب بالعقم، رسالة ماستر منشورة، كلية العلوم الإجتماعية و الإنسانية، جامعة محمد خيضر، بسكرة، الجزائر.

6-عبد الستار.إبراهيم،عسكر.عبد الله(2008)، علم النفس الإكلنيكي في ميدان الطب النفسي، ط(4)، مكتبة الأنجلو المصرية لنشر و . التوزيع، القاهرة، مصر.

7-ماهر.محمود عمر(1988)، المقابلة في الإرشاد النفسي و العلاج النفسي،ط(2)، دار المعرفة لنشر و التوزيع، الإسكندرية، مصر.

8- ماهر.محمود عمر(ب ت)، المقابلة في الإرشاد النفسي و العلاج النفسي،ط(3)، دار المعرفة لنشر و التوزيع، الإسكندرية، مصر.

9-متولي.فكري لطيف(2016)، دراسة حالة في علم النفس،ط(1)، مكتبة الرشد للنشر و التوزيع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الملاحظة

مقدمة

1.            تعريف الملاحظة

2.            أنواع الملاحظة

3.            خطوات وإجراءات الملاحظة

4.            مراحل الملاحظة

5.            أساليب الملاحظة

6.            مشكلات الملاحظة

7.            مزايا وعيوب الملاحظة

8.            بعض الإرشادات لتحسين عملية الملاحظة

خاتمة

قائمة المراجع

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة

 
 

 

 

 

 


تعتبر الملاحظة وسيلة هامة من وسائل جمع البيانات ونظراً لأهميتها لازالت تستخدم في وقتنا الحاضر في مجال البحث والدراسة لجمع المعلومات عن الأشياء و المواقف المحيطة بهم والتعرف على ظواهر الحياة ومشكلاتها فما هي الملاحظة ؟ وما هي مراحلها وأساليبها ؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1-    تعريف الملاحظة observation Definition of :

   هي عبارة عن عملية مراقبة أو مشاهدة لسلوك الظاهرة ومكوناتها المادية والبيئية والإنسانية ، ومتتابعة سيرها وإتجاهاتها وعلاقتها بأسلوب علمي منظم وهادف ، بقصد تفسير وتحديد العلاقة بين المتغيرات والتنبؤ بسلوك الظاهرة وتوجيهها لخدمة الإنسان وتلبية حاجته .

لغة : تعني النظر إلى الشيء ، كما يقال لاحظه أي رعاه ، :

أي بمعنى نظر إلى الأمر إلى أين يسير ، أو مراقبة الشيء ، فرعى النجوم يعني مراقبتها .

وتعرف الملاحظة بأنها مراقبة مقصودة تستهدف رصد أية تغيرات تحدث على موضوع الملاحظة سواء أكان الملاحظ ظاهرة طبيعية وإنسانية أو حيوانية أو مناخية .

وتعد الملاحظة إحدى أهم أدوات البحث العلمي المميزة لمناهج البحث العلمي (الوصف والتجريبي والتاريخي )

فالملاحظة لا تقتصر على جوانب السلوك الإنساني بل تتعداها إلى جوانب أخرى نادية وطبيعة والملاحظة تعد أدق وسيلة يتم من خلالها رصد سلوك الظاهرة بقصد تفسيرها وتحديد العلاقة بين متغيراتها والتنبؤ بسلوكها في المستقبل .

وقد استخدمت الملاحظة كوسيلة مهمة للارتقاء بمستوى لاعبي الفرق الرياضية ، فمن خلال الملاحظة سلوك اللاعبين أو من خلال تسجيل حركات اللاعبين على أشرطة الفيديو ثم ملاحظتها وتحليلها وتفسيرها للوقوف على جوانب القوة والضعف لدى اللاعبين.(يوسف لازم كماش،2016،ص281،282)

 

2-     أنواع الملاحظة :

      يمكن تقسيم أنواع الملاحظة حسب ما يلي :

      أ-حسب درجة الضبط :

 أولا- ملاحظة بسيطة simple observation وهي ملاحظة عرضية لا تهدف إلى الكشف عن حقائق محددة وهي تأتي دون ضبط علمي أو اتخاذ إجراءات معينة أو استخدام أجهزة أو أدوات قياس دقيقة لتحديد أبعاد أو سمات الظاهرة المدروسة وتتضمن صوراً مبسطة من المشاهدة والاستماع ، ويقوم الباحث فيها بملاحظة الظواهر والأحداث كما تحدث تلقائياً في ظروفها الطبيعية دون إخضاعها للضبط العلمي ، وهذا النوع من الملاحظة مفيد في الدراسات الاستطلاعية التي تهدف إلى جمع بيانات أولية عن الظواهر والأحداث تمهيداً لدراستها دراسة متعمقة ومضبوطة في المستقبل .

ثانيا - الملاحظة المنظمة systematic observation ويحدد فيها الباحث الحوادث والمشاهدات والسلوكات التي يريد أن يجمع عنها المعلومات ، وهي نوع المضبوط من الملاحظة العلمية ، حيث تخضع لدرجة عالية من الضبط العلمي بالنسبة للملاحظ ومادة الملاحظة ويحدد فيها ظروف الملاحظة كالزمان والمكان ، وغالباً ما يستعان فيها بالوسائل الميكانيكية كمسجلات الصوت وآلات التصوير ، والبيانات التي نحصل عليها عن طريق هذه الملاحظة دقيقة وتساعد في اختيار الفروض ، ويستخدم هذا النوع من الملاحظة في الدراسات الوصفية والسببية ، وتتم الملاحظة المنظمة إما في المواقف الطبيعية مثل ملاحظة الطلبة في المواقف الصفية أو ملاحظة العمال في مصانع أو الأماكن المعدة لهذه الغاية بعد تجهيزها بالأدوات والمقاييس اللازمة ، ومما يجدر ذكره أنه كلما كان الموقف طبيعيا كانت النتائج أدق لأن كثيراً من الظواهر أو السلوكات تتغير في المواقف الصناعية. (جودت عزت عطوي،2011،ص121)

  ب-تقسيم الملاحظة وفقاً لدور الباحث :

أولا- ملاحظة المشاركة  participant observation : هي الملاحظة التي يقوم فيها الباحث بدور العضو المشارك في حياة الجماعة التي ينوي ملاحظتها ، ويعيش معهم ويشاركهم في كافة نشاطاتهم ومشاعرهم ويأكل ما يأكلون ويعمل كما يعملون ويمر في نفس الظروف التي يمرون فيها ومن ضروريات نجاح هذا النوع من الملاحظة أن لا يكتشف الباحث عن نفسه حتى يظل سلوك عينة الدراسة طبيعياً وعفوياً وبدون تكلف أو ارتياب ، ومن الأمثلة على ذلك الدراسات التي يقوم بها بعض علماء الاجتماع للقبائل البدائية أو عصابات الإجرام أو الأحزاب السياسية أو السجون أو المستشفيات التي تتضمن دخول الباحث إلى هذه الجماعات و إنتماءه إليها كعضو فعال دون أن تعلم الجماعة حقيقة هويته .

ومن مميزات هذا النوع من الملاحظة أنها تسمح للباحث بملاحظة السلوك بصورة أكثر عفوية وبدرجة أبعد ما تكون عن التكلف أو التصنع ، وأن يتفهم سلوك الأفراد بشكل أدق وأن يقرأ المعاني التي ترتسم على وجوه أفرادها ، وأن يناقش موضوعات حساسة لا يجرؤ الباحث الغريب عن الجماعة أن يطرحها ويوجه إلى هذا النوع من الملاحظة بعض الانتقادات من أهمها احتمال التحيز في البيانات المجموعة نتيجة إندماج أو عدم اندماج الباحث فيها ، وكذلك تعرض الباحث الى مخاطر عديدة إذا انكشف امره من قبل الجماعة بالإضافة الى المهارات التي تتطلبها كالقدرة على الدخول في الجماعة دون إثارة شكوك أو مخاوف .

ثانياً- ملاحظة غير مشاركة  non-participant observation : وهي التي يلعب فيها الباحث دور المتفرج أو المشاهد بالنسبة للظاهرة أو الحدث موضوع الدراسة فالباحث يكون بعيداً عن الظاهرة موضوع البحث قدر الإمكان كأن يقوم الباحث بمشاهدة نشاط جماعة من الأفراد باستخدام الفيديو أو يستمع إلى أحاديثهم من وراء ستار .

وتمتاز هذه الملاحظة بالموضوعية لعدم تأثر الباحث بالظاهرة الملاحظة ولكن يؤخذ عليها أنها تجعل من الصعب على الباحث أن يتفهم حقيقة الموقف أو أن يدرك الموضوع من كافة جوانبه ، لأنه لا يستطيع أن يقرأ المعاني التي تتضمنها تصرفاتهم وحركاتهم وتعابير وجوههم.(جودت عزت عطوي،2011،ص122)

ج-الملاحظة المباشرة والملاحظة غير المباشرة :

أولا-الملاحظة المباشرة : وتتم حين يقوم الباحث بملاحظة سلوك معين من خلال إتصاله مباشرة بالأشخاص أو الأشياء التي يدرسها مثل ملاحظة الطلبة في المواقف الصفية أو ساحة المدرسة.

ثانيا- الملاحظة غير المباشرة : وتتم حين يتصل الباحث بالسجلات والتقارير والمذكرات التي أعدها الأخرون مثل الإطلاع على سجلات الطلبة والتراكمية وما تحويه من بيانات تحصيلية و اجتماعية .

د-الملاحظة المفتوحة والملاحظة المقيدة :

أولا-الملاحظة المفتوحة : وتعني بجمع المعلومات والبيانات الخاصة بموضوع معين .

ثانيا-الملاحظة المقيدة : وتكون مقيدة بمجال أوموقف معين ، ومقيدة ببنود أو فقرات معينة تخص هذا المجال أو الموقف مثل ملاحظة الأطفال في مواقف اللعب أو أثناء تفاعلهم الاجتماعي .

ه- الملاحظة الداخلية والملاحظة الخارجية :

أولا- الملاحظة الداخلية : وهي ملاحظة الشخص نفسه بنفسه وهي ذاتية وليست موضوعية ولايستطيع الأطفال الصغار القيام بها .

ثانيا- الملاحظة الخارجية : ويكون هدفها تتبع سلوك شخص معين من قبل أشخاص أخرين ( أي غير الشخص الذي تجري ملاحظته).(جودت عزت عطوي،2011،ص123)

3-خطوات وإجراءات الملاحظة :

تتطلب الملاحظة الناجحة إتخاذ الإجراءات التالية :

أ-تحديد مجال الملاحظة وبيان مكانها وزمانها وفقاً لأهداف الدراسة فإذا كان الباحث يريد دراسة التفاعل اللفظي بين المعلم وطلابه فإنه يختار غرفة الصف مكاناً للملاحظة ، ويختار موعد الحصة زماناً لها ، أما إذا أراد أن يدرس سلوك الطلاب في أثناء اللعب فإنه يختار ساحة المدرسة مكاناً ويختار فترة الإستراحة زماناً للملاحظة .

ب-أن يعد بطاقة الملاحظة ليسجل عليها المعلومات التي يلاحظها، وتشمل بطاقة الملاحظة عادة أنماط السلوك المتوقع ملاحظته فإذا أراد الباحث أن يلاحظ تفاعل الطلاب مع المعلم فإنه يعد بطاقة ملاحظة تحوي البنود التي يريد أن يلاحظها الباحث مثل :

مدة الكلام المعلم بالدقائق ، مدة كلام الطلاب بالدقائق ، التوجيهات التي يصدرها المعلم ، أنماط المدح والعقوبة التي يستخدمها ...الخ أي أن الباحث يضع قائمة مفصلة بأنماط السلوك الذي يريد ملاحظتها ليكون قادراً على تسجيل ما يلاحظه دون أن يكلفه ذلك وقتاً طويلاً ، وبذلك يختصر الباحث وقت التسجيل إلى أقصر فترة ممكنة ليفرغ نفسه إلى متابعة الملاحظة .

أما الباحث الذي لا يعد بطاقة الملاحظة أو لا يستخدمها فإنه لن يتمكن من تسجيل كل ما يلاحظه ، ولن يتمكن من متابعة الملاحظة لأنه لا يستطيع التوفيق بين مهمة ملاحظة السلوك وبين مهمة تسجيل ما يلاحظه .

ج-أن يتأكد الباحث من صدق ملاحظاته ، وذلك عن طريق إعادة الملاحظة أكثر من مرة وعلى فترات متباعدة أو عن طريق مقارنة ما يلاحظه مع ما يلاحظه باحث أخر في نفس المجال .

إن الباحث يكون عرضة للوقوع في أخطاء عديدة مثل تحيزه أو اهتمامه بجزء من السلوك و إهماله جزءاً أخر وبذلك تكون ملاحظته غير صادقة فلا بد من أن يعيد الملاحظة ويكررها حتى يضمن سلامة وصحة ما يلاحظه ، ويعمد بعض الباحثين إلى تدريب مساعدين لهم على القيام بالملاحظة ، ثم يقارن الباحث بين ما لاحظه المساعد وما يلاحظه هو وذلك زيادة في الاطمئنان على صحة الملاحظة .(محمد فتحي الكرداني،2015،ص238 و239)

د-يتم تسجيل ما يلاحظه الباحث في أثناء الملاحظة ، ولا يحرز أن يؤجل الباحث تسجيل ما يلاحظه إلى ما بعد انتهاء الملاحظة وذلك لأنه قد يسيء تسجيل بعض المظاهر الهامة ، ويقوم بعض الباحثين باستخدام أدوات تسجيل كاستخدام الكاميرات أو الأشرطة وتسجيلات ، إلا أن ذلك يجب أن يتم بعناية وبموافقة الأشخاص الذين سنلاحظهم لأنهم قد يرفضون ذلك أو قد يغيرون من سلوكهم إذا شعروا بوجود آلات التصوير أو التسجيل ، فإذا أراد باحث ما أن يلاحظ أماكن سكن العمال فإنه لا يستطيع تصوير هذه المنازل إلا إذا وافق العمال على ذلك ، ومع ذلك سيشعر بأن الكاميرا ستدخل منزله قد يعيد ترتيب المنزل ويظهره بمظهر مختلف عن حقيقته .

إن استخدام أدوات التسجيل يمكن الباحث دون شك من الحصول على صورة واقعية للسلوك ويقلل إمكان الوقوع في أخطاء الملاحظة أو النسيان ، ولكن بشرط أن يتم استخدام هذه الأدوات في ظروف طبيعية وبموافقة الأشخاص الذين نلاحظهم.(محمد فتحي الكرداني،2015،ص240)

4- مراحل الملاحظة :

نظراً لأن عملية الدخول إلى الميدان (الموقع ) تكاد تكون أهم المراحل في عملية الملاحظة ، فقد يؤدي عدم التحضير المادي والذهني الجيدين لعملية الدخول إلى فشل الباحث الملاحظ في النجاح في مهمته ، ومن الضروري أن يحصل الباحث على إذن دخول رسمي إلى الموقع ، وعن طريق الطلب من المسؤولين وإخبارهم المسؤول عن حقيقة وواقع الدراسة ، وتقديم التعهد المطلوب بالكتمان ، اذا تطلب الأمر ذلك .وكذلك إيضاح الفترة والمدى اللازم للملاحظة والبحث:

وتمر عملية الملاحظة ، وخاصة الملاحظة في البحث النوعي ، بأربعة مراحل هي : الدخول الى الموقع ، وجمع البيانات ، وتسجيل الميدانية ، ومن ثم إنهاء عملية الملاحظة .

أولا : مرحلة الدخول إلى الموقع :

ترتبط عملية الدخول إلى الميدان في البحث النوعي بأهداف وأغراض الدراسة وطبيعتها ، وطبيعة المجتمع المراد دراسته ، ومهارات الباحث ، فإذا كان هدف الدراسة تقييمي فإن الدخول إلى العمل الميداني يتضمن جزأين الاول مناقشة صانعي القرار ومستخدمي المعلومات حول طبيعة العمل الميداني ، والثاني الدخول المادي للموقع من أجل جمع البيانات المطلوبة ، أما إذا كانت الدراسة أكاديمية أو أثنوجرافية فيكون الباحث حراً في الكيفية التي يقدم فيها نفسه لمجتمع الدراسة أو عينته .

ومن الضروري أن تكون لدى الباحث عند دخوله العمل الميداني توجهات نظرية كافية تساعده في التركيز على ما يجب ملاحظته ، وليبدأ من خلالها في عملية الملاحظة وينبغي أن تشتمل على إستراتيجية البحث ، والأساليب التي يحتاج إليها لتنفيذ الاستراتيجية ، والخطوط العامة للأسئلة المبدئية التي يحاول الحصول على أجوبة لها ، لأن بدء الباحث للعمل الميداني وهو خالي الذهن عما يريد تحقيقه قد يعرضه إلى مخاطر فقدان الثقة في المشاركين ، نتيجة لتعثره ووقوعه في أخطاء غير متعمدة ، أو قيامه بسلوك قد لا يتفق مع قيم ومعايير المشاركين وإن إحدى الطرق التي يحاول فيها الباحث أن يكون متألقاَ مع موقع البحث هو حصوله على وثائق مكتوبة من المنظمة المعينة وصادرة عنها .

ومن الضروري بناء علاقة تبادلية جيدة بين الباحث الملاحظ والمشاركين في هذه المرحلة ، فالحصول على المعلومات اللازمة تأتي من خلال تطوير الثقة متبادلة وتعاون مع المشاركين ، كذلك لابد من التأكيد على تقديم الباحث لنفسه وتوضيح أهمية البحث إلى المجموعة موضوع الدراسة ، وقد يكون من الضروري إقامة علاقة وثيقة مع شخص يكون موضع ثقة مجموعة المشاركين ، لكي يكسب ثقة هؤلاء.(عامر إبراهيم قنديلجي ،2014،ص191و192)

 

 

ثانياً : مرحلة جمع البيانات والمعلومات:

يبدأ الباحث بجمع المعلومات وصفية هدفها وصف الموقع والأفراد والأحداث التي تجري في الموقع ، وهنالك عدة أبعاد تنبغي التركيز عليها من أجل فهم الموقف ، لأنها تعتبر أساسية لجمع البيانات هي :

·    المكان : أي الموقع المادي ، من حيث عدد الغرف أو أجنحة ومرفقاتها والفضاءات وكذلك الأشياء والموجودات المادية        وما شابهها .

·    الأفراد والنشاطات التي يقومون بها : أي الأسماء والمعلومات الأساسية عن الأفراد المشاركين ، والنشاطات التي يقوم بها الأفراد المشاركين ، والسلوكيات والأفعال : للأفراد المشاركين ، وكذلك أحداث معينة مثل الإجتماعات واللقاءات .

·       الزمن: أي التسلسل الزمني للأحداث

·       الأهداف : ما يحاول المشاركين تحقيقه من أهداف

·    المشاعر : والإنفعالات في اطار موقف أو مواقف معينة ، ويؤكد بعض الكتاب البحث العلمي وخاصة البحث النوعي منه ، على المحاولات الواعية والمنظمة للباحث الملاحظ في تعلم لغة منظمة أوالطريقة التي يتخاطبون بها ، حيث أن الكلمات التي يزود بها الباحث في الموقع قد تكون لها مفاتيح وأدلة عما يعبر ويعرف به كل مشارك لموقف من المواقف ومن الأمور المساعدة للباحث أن يقوم بعمل معجم للمصطلحات الجديدة ، ويحاولان تعريفها كما وردت على ألسنة أصحابها ، كما وينبغي على الباحث الملاحظ المشارك أن يكون مهتماً في الحصول على المعلومات التي تنبثق من الموقع ، بدلاً من أن يحشرها هو في المواقف أو يلزمها .

·    وأخيراَ من الضروري أن يكون الباحث الملاحظ ماهراَ و مؤدباً في الملاحظة وفي إستراق السمع إذا تطلب الأمر ذلك ( عامر ابراهيم قنديلجي ، 2014 ، ص 193)

ثالثاً : تسجيل الملاحظات الميدانية:

من الضروري تسجيل الملاحظات بالطريقة المناسبة وأن تكون مجموعة المشاركين على علم ذلك وهنالك بعض الإعتبارات التي يجب مراعاتها في عملية تسجيل الملاحظات من قبل الباحث وهي :

·    أن يكون لدى الملاحظ نظام تسمح له بالحصول على أكبر قدر من المعلومات ، بالوضوح والأمانة المطلوبة وأن يقوم بتسجيل الملاحظات فوراَ وفي مكان الحدث ، وقد تكون الملاحظات على شكل رموز أو مختصرات بغرض تذكير الباحث بما جرى عند كتابته للملاحظات التفصيلية.

·    أن يعود الباحث وفي وقت متقارب جداَ لغرض إضافة تفاصيل للملاحظات التي جمعها ، والتأكد من أن المعلومات التي جمعها مفهومة ، وتعتبر فعلاً عما قصده الباحث.

·    يستمر الباحث بتسجيل الملاحظات من دون حاجة للإستنتاجات ، وأن يتذكر الموارد المنسية ، والتي يتم إدراكها لاحقاً ، والموارد التفسيرية لمواقف محددة وأَيَة معلومات إضافية قد تكون ضرورية.

·    قد يلجأ الباحث إلى الاستعانة بحاسوب لإدخال البيانات والملاحظات أولا بأول سواء عن طريق برنامج معالج الكلمات أو أحد البرامج المتخصصة الأخرى ، حيث بالإمكان إجراء التعديلات المطلوبة وحتى تحليلات المطلوبة لاحقاَ ، وكذلك تأمين أكثر من نسخة واحدة.

·    إذا كان تسجيل الملاحظات الفوري يتداخل ويؤثر على الملاحظة التي يقوم بها الباحث فما عليه إلا أن يسجل الملاحظات في أقرب فرصة ممكنة لاحقاً ، وينبغي على الباحث عدم الانتقال و الانخراط في جلسة عمل ميدانية أخرى قبل التأكد من قيامه بتثبيت وتنظيم الملاحظات العائدة للجلسة السابقة ، وعموماً على الباحث أن يعد كل الملاحظات التفصيلية في غضون يوم واحد (24 ساعة) من إنتهاء العمل الميداني ( عامر ابراهيم قنديلجي ، 2014، ص 194)

رابعاً : مرحلة إنهاء عملية الملاحظة :

لابد للملاحظة من أن تنتهي في موعد ، وإن تحديد فترة بقاء الباحث الملاحظ يتحدد بمدى إحتياجاته للمعلومات ، والكمية التي تمكن من جمعها منها ، ومدى اهتمامه ، ومصادر التمويل التي يحصل عليها ، كذلك فإنه بالنسبة للملاحظة التقويمية ، فإن عقد العمل بين الباحث وممولي المشروع والميزانية المرصودة ، وحاجة صانعي القرار من المعلومات هي التي تحدد ذلك .

وهنا لابد من التأكيد على أن عملية تحليل البيانات والمعلومات في البحث النوعي خاصة ، تسير جنباَ إلى جنب مع عملية جمعها ، فمع تقدم الباحث في عملية تسجيل الملاحظات وتحليلها يصبح أكثر معرفة بالموقف .

و على الباحث وقبل أن ينهي جمع ملاحظاته ومغادرة الموقع أن يتأكد من صحة ما توصل إليه من تحليلات ، بمقارنته بين المعلومات التي حصل عليها في مختلف الأوقات التي قضاها في الموقع ، وعموماً فإن إتخاذ قرار إنهاء عملية الملاحظة مرتبط بوصول الباحث إلى ما يسمى بمرحلة الإشباع ، أي أن أيَةَ معلومات في المواقف جديدة لن تضيف شيئا إلى ما توصل إليه . ( عامر ابراهيم قنديلجي ، 2014 ، ص195)

5-أساليب الملاحظة :

إن الدافع وراء إستخدام الملاحظة هو توفير بيانات عن ظاهرة المعنية للإجابة عن أسئلة الدراسة ، وهذه الأسئلة هي التي تحدد طبيعة البيانات التي يجب جمعها وعموماً فالبيانات التي يتم جمعها في البحوث النوعية هي سردية ، وقد تدعم هذه البيانات رقمية أحياناً تتمثل في تكرار فعل أو نشاط ما عدة مرات خلال فترة زمنية محدودة .

أما البيانات الناتجة عن الملاحظة وتكون على شكل قائمة أو جدول فهي الأكثر إستخداماً عند معظم علماء النفس ، ويمكن إستخدام البيانات السردية في مراحل أولية لتطوير قوائم الملاحظة ذات البناء المحكم.

ويمكن تصنيف طرق الملاحظة على أبعاد مختلفة أهمها :

·       درجة البناء في موقف الملاحظة

·       دور الملاحظ في عملية جمع البيانات

·    وبالنسبة لدرجة البناء فالملاحظة قد تكون رسمية أو غير رسمية بمعنى أن تكون محكمة البناء (معيارية)، او أن تكون إنتقائية بدون بنية مسبقة .

إن طرق جمع المعلومات غير الرسمية يكون أقل تنظيماً ، وتعطي الملاحظ حرية كبيرة في إختيار ما يجمعه من بيانات والكيفية التي يسجلها بها ، والأشخاص الذين تجمع منهم البيانات وهذا النوع من البيانات يجمع من مواقف ليست مبنية بناءاً محكماً ، وتتطلب من الملاحظ جهدا كبيرا ومعقدا في تحليلها وتركيبها وتنظيمها و إستخلاص مضامينها الرئيسة .(فريد كامل أبو زينة،2005،ص168)

أما الملاحظة الرسمية فتتمتع بقدر أكبر من البناء ، حيث تحدد معالمها مسبقاً من مثل ما إذا الباحث أن يلاحظ وكيف يسجل ما يلاحظ وعلى الباحث التقيد بها عند جمع البيانات ، وعادة ما تسمح الملاحظة الرسمية الحصول على بيانات أكثر صدقاً وثباتا من بيانات الملاحظات غير الرسمية ، ويكون ذلك على حساب عمق وثراء واكتمال المعلومات ، ويتلخص دور الملاحظ في مدى مشاركة الملاحظ في نشاطات المجموعة قيد الملاحظة ، وقطبا هذا البعد هما المشاركة الكاملة أو ملاحظ غير مشارك.

إن لهذين النموذجين منهجيات وفلسفات مختلفة ، خصوصا فيما يتعلق بطبيعة وغرض الملاحظة ، فالملاحظ المشارك يعمل على الجمع بين المشاهدة من ناحية ومشاركة المجموعة نشاطاتها من ناحية أخرى ، بينما الملاحظ بالكامل أو الملاحظ غير المشارك فيكون فقط مشاهدا لنشاطات المجموعة دون أن يشارك في أي من هذه الأنشطة إن دور الباحث في الموقف الذي يلاحظه يمكن أن يختلف من دراسته لأخرى ، ومن موقف لأخر ، وبناءاً على درجة مشاركة الفرد ، وإنغماسه مع الجماعة التي يلاحظها ، وفي ضوء ذلك يمكن تقسيم الأدوار التي يمكن أن يأخذها الباحث إلى أربعة أدوار وهي :

·       المشارك بالكامل

·       المشاهد المشارك

·       المشارك الهامشي

·       المشاهد بالكامل

وفي مايلي توضيح لهذه الأدوار :

·       المشارك بالكامل :

إن الملاحظة بالمشاركة الكاملة تكون أقرب ما يكون إلى دور الجاسوسية ، إذ أن على الملاحظ أن يكتم أو يخفي أمره أثناء قيامه بالملاحظة ، وعليه أن يتصرف بشكل طبيعي قدر الإمكان ، وفي نفس الوقت يحاول أن يكون عضوا فاعلاً في الجماعة يلاحظهم ويسجل ملاحظاته .

ومن الأسباب الرئيسية التي قد تكون وراء إخفاء المشارك لدوره كملاحظ هو رفض أفراد المجموعة التعاون معه إذا كشف عن أغراضه ، بالإضافة إلى إحتمال تغيير أفراد المجموعة لسلوكهم في حالة وجوده معهم خصوصاً إذا كان هذا السلوك غير مرغوب فيه . (فريد كمال أبو زينة ، 2005،ص169)

إن بقاء أمر الملاحظ مجهولاً عند أفراد الجماعة يعني أنها ستحافظ على تصرفها الطبيعي وقد يترتب على إفتضاح أمر الملاحظ تغيير الجماعة لسلوكها ، وبالتالي يكون السلوك الذي يلاحظه ليس نفس السلوك الطبيعي الذي تقوم به الجماعة في المواقف الطبيعية .

والملاحظة بالمشاركة الكاملة تتطلب من الباحث أن يدخل الموقف بطريقة مدروسة ، وخطة مسبقة ، فيها قدر من الإخفاء لحقيقة طبيعة المهمة التي يقوم بها ويلاحظ أن الدراسات التي تعتمد على المشارك بالكامل تتزايد في ندرتها نتيجة للعديد من الأمور الأخلاقية والمنهجية التي تعاني منها ، وهي تختص بالدراسات التي تتناول الجماعات بشكل خاص .

إن بقاء أمر الملاحظ مجهولا للجماعة التي يراقبها يعد سلوكا غير مقبول أخلاقيا ويخل بأخلاقيات البحث العلمي ، كما أن حصوله على معلومات من المجتمع الذي دخل إليه متخفياً ومتجسسا قد يسبب له شعوراً بالضيق أو بالندم لإخفائه حقيقة أمره عن الجماعة ، إن خشية الملاحظ من إفتضاح أمره قد تملي عليه عدم تسجيل أي معلومة يحصل عليها إلى حين يصبح وحيدا وبأمان ، ومثل هذا الإجراء يزيد من إحتمال أن تكون المعلومات التي يسجلها غير كاملة وإنتقائية وغير دقيقة ، مما يجعل من البيانات التي يجمعها متحيزة إلى درجة ما .

ومن المشكلات المنهجية التي تواجه الملاحظ في مثل هذه الحالات هي نزعته أن يكون واحداً من أفراد الجماعة ، وهذا يتطلب منه القيام بدور كامل كأحد أفراد المجموعة ، وقد يكون قيامه بهذا الدور على حساب دقة البيانات وتفصيلاتها ، وعملية تسجيل ما يشاهده وبشكل عام فإن إستخدام هذا النوع من الملاحظة أصبح نادر الإستخدام من قبل الباحثين النوعيين. (فريد كمال أبو زينة ، 2005،ص170)

·       المشاهد المشارك :

إن البديل المناسب والمقبول للمشارك الكامل الذي تحدثنا عنه هو أن يتولى الباحث القيام بالمشاهدة والمشاركة في أنشطة الجماعة بنفس الوقت ، وفي هذا النوع من الملاحظة تعرف الجماعة ومنذ البداية ، ان هذا الشخص يشاهدها ويجمع عنها بيانات مما يسهل مهمته ، وخصوصا عندما يطلب من افراد المجموعة أن يشرحوا ويفسروا له المظاهر المختلفة لما يحدث ، إن بناء علاقات قوية مع أفراد الجماعة يسمح للباحث بالحصول على معلومات التي يريدها ، إذ أن كسب ثقة الجماعة أمر المبالغ الاهمية ، كونه ليس أصلاً من أفراد الجماعة لغرض الحصول على المعلومات التي يريدها بسهولة ويسر

إن قبول الجماعة للمشاهد في هذا الدور يعتمد على طبيعة الجماعة ، وطبيعة العلاقة والتفاعل بين المشاهد و أعضاء الجماعة ، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل العمر ، والحالة الاجتماعية والاقتصادية والعرق وغيرها .

ومن القضايا المنهجية التي لابد من التنويه إليها ، والمتعلقة بهذا الدور هو أن معرفة الجماعة لقيام الفرد بملاحظة سلوكها قد تغير من سلوكها وتخرجه عن نمطه المعتاد.

إن قيام الملاحظ المشارك باستدعاء او استشارة موقف ما من المجموعة يترتب عليه قيام المجموعة بسلوكات القصد منها إرضاءه أو الانتهاء بمواقف مصطنعة وغير إعتيادية ومع ذلك يعتبر هذا الدور من الأدوار الرئيسية لجمع البيانات النوعية في الدراسات الأثنوغرافية والظاهراتية.(فريد كمال ابو زينة،2005،ص171)

·       المشارك الهامشي :

يأخذ المشارك هنا دوراً تكون فيها مستويات مشاركته أقل مما هي عليه في الدورين السابقين ، ويمكن القيام بذلك بتقمصه دوراً مجهولا إلى حد كبير ، وفي نفس الوقت يكون مقبولا ، كالمشارك راكب القطار أو الباص أو المشارك لمباراة رياضية ، أي يكون مشاركاَ ملاحظاً في نشاطات اجتماعية مفتوحة للجمهور ولا تدخل ضمن الأنشطة الموجهة

إن الألفة بالدور تساعد المشارك الهامشي على القيام بمهمته ، إلا أنها قد تتعارض مع دوره كمشاهد ، خصوصاً عندما لا يتمكن المشاهد القيام بالدور الذي يقوم به أفراد المجموعة ، إن بعض الأدوار الهامشية للمشاهد لا يمكن تمييزها عن أدوار الملاحظ الكامل الذي لا يشترك بالنشاط ، ووضعه كباحث غير معروف لدى المشاركين . (فريد كمال أبو زينة ، 2005،ص171)

 

·       المشاهد بالكامل :

إن المشاهد بالكامل هو الشخص الذي يقوم بدور الملاحظة فقط ، ويعرف ذلك عنه المشاركون ، ومثل هذه الحالة يطمح إليها العديد من الباحثين الذين يستخدمون الملاحظة المنظمة ، وتستخدم بشكل واسع في البحوث الكمية عندما تكون الملاحظة أحد وسائل جمع البيانات في هذه البحوث ، إذ يستخدم في هذه الحالات دليل للمشاهدة يتم بناء عليه رصد السلوكات والحركات مثل نموذج ملاحظة أداء المعلم الصفي أو نماذج ملاحظة أداء مهارات حركية أو استخدام أدوات قياسات طبية. (فريد كمال أبو زينة ، 2005، ص 172)

6-مشكلات الملاحظة :

إن أهم الانتقادات التي توجه إلى البحوث المعتمدة على الملاحظة ،وخاصة في البحوث النوعية منها ، وهو مدى مصداقيتها ، خاصة وإن التحليلات والتفسيرات التي يتوصل إليها الباحث تعتمد بالدرجة الأساس على فهمه وإدراكه ، ومن هنا فإن التفسيرات التي يقدمها الباحث قد تتأثر بذاتية ، وقد يكون لهذه الإنتقادات ما يبررها، إذا ما أضفنا إليها أم انتباه الإنسان لما يجري في الملاحظة ،وكذلك ترميزاته للبيانات المجمعة ، وذاكرته للمواقف ستكون انتقائية ، مما يؤثر على صدق الدراسة ، ويترك أثر على نوع ملاحظاته ، وتفسيراته استنتاجاته ، وبالتالي صدق الدراسة .

أ‌-       الإنتباه الإنتقائي selective attention :

نظرا لأن الإنسان الباحث يستقبل معلومات الملاحظة من خلال حواسه ، لذا فإن انتباهه للمثيرات في المرحلة الأولى لبناء المعلومات والمعارف يرتبط باهتمامه وقدراته وتوقعاته، اضافة إلى خصائص الموقف المثير نفسه، ومن المعروف أن الملاحظ ينتبه بشكل أكثر إلى ما يتلاءم مع توقعاته و اهتمامته ، وبالتالي فإن هذه العملية هي انتقائية بحد ذاتها ،وكل ما يؤثر فيما يلاحظه الملاحظ .

ب-التسجيل والترميز الانتقائي selective encoding :                                                          التوقعات المسبقة عن الأحداث تؤثر على كيفية تسجيلها وترميزها ، مما يؤدي إلى أن يكون التسجيل والترميز المسبق مغايراً إلى حد ما عما يراه ، وبالتالي لا تعطي الصورة حقيقة الحدث أو الشئ الملاحظ .

ج-الذاكرة الانتقائية selective memory :

ترتبط هذه الذاكرة بانتقائية الانتباه وانتقائية الترميزات ، وهذا يعني أن المواقف والأشياء التي لا ينتبه إليها الفرد ولا يرمزها ، سوف لا يتذكرها ، كما أن تذكر المواقف والأحداث ، مع مرور الزمن ، تتأثر سلباً ، ولا يصبح الفرد الملاحظ قادراً على تذكر كل الأشياء ، بل جزءاً منها ، وذلك إما لأنها ارتبطت بحدث مميز أو غير ذلك من الأسباب .

د-العوامل المتعلقة بالعلاقات بين الأشخاص :

 إن اختلاط الملاحظ وتفاعله ، في المرحلة المبكرة من الملاحظة ، يكون مع عدد محدود من أفراد الجماعة المشاركة التي يقوم بدراستها، هؤلاء قد يقودونه إلى التحيز ، خصوصاً إذا ما أصبح يرى الأحداث من زاوية وجهات نظرهم هم ، والتي قد لا تكون تحدث في الجماعة ، ويصبح التحيز أكثر حدة ووضوحاً إذا كان هؤلاء الأفراد هم هامشيين داخل الجماعة ، أو أن علاقاتهم غير جيدة مع الأفراد الأخرين.

وهناك طرق عدة يمكن ان تجنب الباحث العوامل التي تؤثر على صدق معلومات الملاحظة ، مثل انتباه الباحث للموقف وما يحيط به يخلصه من انتقائية الانتباه ، وأن يبدأ بعقل مفتوح ، ويبقيه مفتوح ، حتى يكون ترميزه حقيقياً وصادقاً وثابتاً

وعلى الباحث التقليل من انتقائية الذاكرة من خلال الكتابة المباشرة أثناء حدوث الحدث ، وتجنب العوامل الشخصية المتداخلة في الملاحظة ، من خلال تطوير علاقات مع جميع أفراد المجموعة ، حتى لا ينظر الباحث للأحداث من خلال وجهة نظر واحدة.

 ويستطيع الباحث تضمين تقرير البحث بعض الاستشهادات ، مما قاله      أفراد الجماعة ، وتعطي القارئ احساساً بصدق ما يقدم له .(عامرابراهيم قنديلجي،2014،ص195و196)

 

 

 

 

7-مزايا وعيوب الملاحظة :

أ-مزايا الملاحظة :

تستأثر الملاحظة العلمية المنظمة بمزايا أهمها ما يلي :

·    يمكن عن طريقها الحصول على المعلومات لا يمكن الحصول عليها عن طريق غيرها من الوسائل مثل الكثير من جوانب التصرفات الإنسانية .

·    يستطيع الباحث أن يطلع على ما يريد في ظروف طبيعية تماماً مما يزيد في دقة المعلومات التي يحصل عليها عن طريق الملاحظة .

·       يتم تسجيل السلوك الذي نلاحظه وهذا يزيد من دقة المعلومات .

·    يمكن إجراء الملاحظة على عدد قليل من المفحوصين ، وليس من الضروري أن تكون العينة التي يلاحظها الباحث كبيرة الحجم .

·    أنها لا تتطلب جهوداً كبيرة تبذل من قبل المجموعة التي يجري ملاحظتها بالمقارنة مع طرق بديلة .

·       انها تمكن الباحث من جمع الحقائق عن السلوك في نفس وقت حصولها .

·       انها تسمح بالحصول على بيانات ومعلومات إضافية غير المعلومات التي يريدها الباحث .

·       إمكانية إستخدامها في مواقف مختلفة ولمراحل عمرية متباينة.

·    توفر قدرة تنبؤية عالية نسبياً وذلك للتشابه النسبي لظروف السلوك الملاحظ مع السلوك المنتظر أو المتوقع .

·       توفر الملاحظة بيانات أو معلومات كمية ونوعية.(جودت عزت عطوي،2011،ص127و128)

ب-عيوب الملاحظة :

·    إن بعض المفحوصين حين يشعرون بأنهم ملاحظون قد يغيرون من سلوكهم ولا يظهرون سلوكاً حقيقياً كما أن بعض الأفراد والجماعات لا يحبوا أن يكونوا موضع ملاحظة كالمراهقين والمراهقات والأزواج والأسر .

·    تتطلب الملاحظة وقتاً طويلا ، فقد ينتظر الباحث فترة طويلة حتى يبرز السلوك الذي يلاحظه .

·    تدخل الذاتية ورجوع الملاحظ في ملاحظته ، إلى إطاره المرجعي الشخصي وإلى خبراته الشخصية ، ويظهر ذلك في الانحياز اللاشعوري أو إسقاط بعض ما لدى الملاحظ على المفحوص .

·    قد تعيق في بعض الحالات عوامل غير منظورة عملية القيام بالملاحظة كالتقلبات في الطقس أو وقوع أحداث أخرى بديلة.

·    هناك بعض الأحداث لا يمكن ملاحظتها مباشرة مثل الأحداث المتعلقة بالحياة الخاصة للأفراد

·    قد يتعرض الباحث للخطر في بعض الأحيان كما هو الحال في ملاحظة بعض الظواهر الطبيعية أو القبائل البدائية أو الأفراد العدوانيين وغير ذلك. (جودت عزت عطوي،2011،ص128)

8-بعض الإرشادات لتحسين عملية الملاحظة :

·    إن التدريب العالي للملاحظ يعد مطلباً لنجاح الملاحظة ، فالدربة العالية تمكن الملاحظ من المعرفة الجيدة بكيفية الملاحظة والوصول إلى المعلومات التي يريدها .

·    إضافة للتدريب العالي للملاحظ ، يتطلب من المشاهد أن يكون ذا خبرة عملية واسعة في المجالات التطبيقية مثل التربية وعلم الاجتماع وغيرها .

·    إن استخدام الباحث لقوائم ملاحظة يعني توفيراً لبعض الوقت، إلا أنه يحتاج في المقابل إلى مهارة وخبرة في استخدام هذه القوائم ، بالإضافة إلى أن بناء وتطوير أدوات ملاحظة صادقة تحتاج إلى وقت طويل .

·    رغم أن الملاحظة هي وسيلة هامة في جمع البيانات إلا أنها تعرفنا فقط بظاهر السلوك الخارجي ، ولا تتطرق إلى تفسير دوافع السلوك الملاحظ ، لذا فإن عملية التفسير تتوقف على الملاحظ . إدراكه ووعيه وحالته النفسية.(فريد كمال أبو زينة،2005،ص182)