طرق وأدوات المنهج الإثنوغرافي
أدوات المنهج الإثنوغرافي:
تتمثل أدوات المنهج الإثنوغرافي بشكل خاص في الملاحظة والمقابلة، بالإضافة إلى أدوات أخرى كثيرة كالصور والمذكرات والفيديوهات، فضلا عن العديد من الطرق المستخدمة كالطريقة المورفولوجية أو الكارتوغرافية، الطريقة التصويرية الفوتوغرافية، الطريقة الفونوغرافية، الطريقة الفيلولوجية والطريقة السوسيولوجية.
أولا: الملاحظة:
الملاحظة العلمية هي التي يقوم فيها العقل بدور كبير من خلال ملاحظة الظواهر وتفسيرها، وإيجاد ما بينها من علاقات. ولهذا فهي وسيلة هامة من وسائل جمع البيانات، تسهم إسهاما كبيرا في البحوث الوصفية والكشفية والتجريبية.
وبالرغم من أن الملاحظة تتميز عن غيرها من أدوات البحث في أنها يستفاد منها في جمع البيانات والحقائق ذات الصلة بسلوك الأفراد الفعلي في بعض المواقف الواقعية في الحياة، بحيث يمكن ملاحظتها بسهولة. إلا أنها لا تستخدم في الحالات والمواقف الماضية، وكذلك المواقف التي يجد فيها الباحث صعوبة في التنبؤ بأنواع السلوك المطلوب دراستها.
يلجأ الباحث إلى استخدام الملاحظة دون غيرها من أدوات جمع البيانات في البحث الإعلامي، وذلك إذا أراد جمع بيانات مباشرة وعلى الطبيعة عن المبحوث، والمتعلقة بمشكلة البحث، فقد يخفي المبحوث بعض الانفعالات أو ردود الأفعال عن الباحث في حالة استخدام أدوات مثل الاستبيان أو المقابلة، ولكن المبحوث يخفق في حالة استخدام الباحث هذه الأداة.
وتعرف الملاحظة بأنها "المشاهدة والمراقبة الدقيقة لسلوك ما أو ظاهرة معينة في ظل ظروف وعوامل بيئية معينة بغرض الحصول على معلومات دقيقة لتشخيص هذا السلوك أو هذه الظاهرة".
كما يقصد بها الانتباه المقصود والموجه نحو سلوك فردي أو جماعي معين، بقصد متابعته ورصد تغيراته ليتمكن الباحث من وصف السلوك فقط، أو وصفه وتحليله، أو وصفه وتقويمه. فالملاحظة العلمية لا تقتصر على الحواس فقط، ولكنها تستعين بأدوات علمية دقيقة للقياس ضمانا لدقة النتائج وموضوعيتها من ناحية، وتفاديا لقصور الحواس من ناحية أخرى.
وتعتبر الملاحظة الأداة المناسبة عندما يفكر الباحث في إجراء دراسة كيفية. فالملاحظة تسمح بجمع المعلومات عن طريق ملاحظة الناس والأماكن. وعلى عكس البحوث الكمية فإن البحوث الكيفية لا تستخدم أدوات مطورة من قبل باحثين آخرين، بل يطور باحثوها أشكالا من الملاحظة لجمع البيانات.
قسمها الباحثون إلى العديد من الأنواع، وفقا لمعايير مختلفة. وتتمثل أكثر هذه التقسيمات في:
2-1- الملاحظة البسيطة والملاحظة المنظمة
2-2- الملاحظة المباشرة والملاحظة غير المباشرة:
2-3- الملاحظة بالمشاركة والملاحظة بغير مشاركة:
أ- الملاحظة بالمشاركة: أي أن الباحث يشارك في حياة المبحوثين وظروفهم. هذا النوع من الملاحظة يتطلب تحضيرا مسبقا من قبل الباحث، ويحتاج إلى وقت قد يكون طويلا. لابد أن ينتبه الباحث أن هذه الملاحظة تستحق الجهود المبذولة من أجلها، ذلك أن المعلومات والبيانات التي يحصل عليها تكون دقيقة إلى درجة عالية وعميقة، بحيث تتطرق إلى أدق التفاصيل.
ب- الملاحظة بغير مشاركة: وتعني النظر في الموقف الاجتماعي دون المشاركة الفعلية فيه، ويكتفي الباحث بسماع أحاديث الناس وانطباعاتهم وانفعالاتهم، دون أن يظهر في موقف معين. وعلى عكس الملاحظة بالمشاركة، يقوم الباحث بدور المراقب أو المتفرج سواء كان عن بعد أو عن قرب، وسواء أكان بشكل مباشر أو غير مباشر من وراء الستار، بحيث لا يتفاعل مع الظاهرة. وهذا النوع من الملاحظة لا تكون شاملة لكل متطلبات الملاحظة العلمية، بسبب عدم تغطيتها في كثير من الأحيان لكافة الأسئلة المطلوب الإجابة عنها، والتي تكون في عقل الباحث بحيث لا يستطيع التدخل في مجريات الظاهرة لإدراك ما يود إدراكه.
2-4- الملاحظة المقننة والملاحظة غير المقننة:
ثانيا: المقابلة
إن مقابلة البحث هي تقنية مباشرة، تستعمل من أجل مساءلة الأفراد بكيفية منعزلة، لكن أيضا وفي بعض الحالات مساءلة جماعات بطريقة نصف موجهة تسمح بأخذ معلومات كيفية بهدف التعرف العميق على الأشخاص المبحوثين.
وفي المقابلة يقوم الباحث بطرح التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات من قبل المبحوث من خلال حوار لفظي، وعلى شكل استبانة لفظية. وقد يكون بين شخصين أو أكثر، إما وجها لوجه أو من خلال وسائل الإعلام المرئية والبث المباشر عبر استخدام الأقمار الصناعية، ذلك أن التطور التكنولوجي قد انعكس على هذه الأدوات، وجعل هناك يسرا وسهولة في إجراء المقابلات عبر المحطات المرئية والمسموعة دون وجود عناء كبير، وأيضا قصر المسافة واختصر الزمن.
فالمقابلة هي أفضل التقنيات لكل من يريد استكشاف الحوافز العميقة للأفراد واكتشاف الأسباب المشتركة لسلوكهم من خلال خصوصية كل حالة، ونتيجة لهذه الأسباب تستعمل المقابلة عادة إما للتطرق إلى ميادين مجهولة كثيرا أو للتعود على الأشخاص المعنيين بالبحث قبل اجراء اللقاءات مع عدد أكبر باستعمال تقنيات أخرى، وإما للتعرف على العناصر المكونة لموضوع ما والتفكير فيها قبل التحديد النهائي لمشكلة البحث. كما أننا نهدف من خلال استعمالنا لهذه الوسيلة ليس فقط إلى حصر الوقائع، بل وإلى التعرف أيضا على المعاني التي يمنحها الأشخاص للأوضاع التي يعيشونها.
من خلال ما سبق يمكن أن نحدد خصائص المقابلة في الدراسات كالآتي:
- المقابلة هي مواجهة بين الباحث والمبحوث.
- لا تقتصر المواجهة على التبادل اللفظي بين الباحث والمبحوث فقط، بل تستخدم تعبيرات الوجه ونظرات العيون والإيماءات والسلوك العام.
- تختلف المقابلة عن الحديث العادي، وذلك لأنها توجه نحو هدف واضح ومحدد.
- يقوم الباحث بتسجيل الاستجابات التي يحصل عليها، في نموذج سبق إعداده وتقنينه؛ ذلك أن المقابلة تعتبر استفتاء شفويا، ذلك أنه لابد من كتابة الإجابات.
2- أنواع المقابلة ومعايير تصنيفها:
هناك عدة معايير لتصنيف أنواع المقابلة، فمنها ما يصنف وفقا لنوع الأسئلة المستعملة، ومنها ما يصنف وفقا لأسلوب إدارتها أو إجرائها، كما يمكن أن تستخدم معايير أخرى لتصنيفها. وكل نوع يستخدم حسب نوع البحث وطبيعة الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها. وعلى هذا يمكن أن تشمل المقابلة الأنواع التالية:
2-1-وفقا للأسلوب المستخدم: تقسم المقابلة إلى:
أ-المقابلة وجها لوجه
ب- المقابلة عبر الهاتف
ج- المقابلة من خلال الأقمار الصناعية
2-2-وفقا لنوع الأسئلة: يمكن تقسيم المقابلة إلى:
أ- المقابلة المقننة
ب- المقابلة شبه المقننة
ج-المقابلة غير المقننة ( المفتوحة
أما أهم طرق المنهج الإثنوغرافي فتتمثل في :
-طريقة الاختبارات النفسية
- الطريقة المورفولوجية والكارتوغرافية
-الطريقة التصويرية (الفوتوغرافية
-الطريقة الفونوغرافية
- الطريقة الفيلولوجية
-الطريقة السوسيولوجية