افادة.
إن فكرة تحليل وثيقة سياسية تهدف عموما إلى الغوص في باطن تلك الوثيقة السياسية، ومحاولة فهم خفايا الأفكار التي يسعى مؤلف تلك الوثيقة لايصالها بطرق مباشرة أو غير مباشرة للمتلقى، وعليه فإن عملية تحليل وثيقة سياسية كانت رسمية أو غير رسمية، تحتاج إلى عدة اجراءات، أولا نحدد الوثيقة السياسية، ثانيا نحدد الأداة التي سنقوم من خلالها بتفكيك تلك الوثيقة، وأخيرا لابد من أن يكون هناك قالب أكاديمي يضع من خلاله الباحث أو المحلل النتائج التي توصل إليه، قد تكون مقالة، أو كتاب، أو تقرير، أو ربما تحليل سياسي على قناة تليفزيونية في موضوع معين، وبالتالي فإن التوقف عند استخدام التقنية في تحليل الوثائق السياسية دون وضعها في قالب أكاديمي منهجي له خطوات علمية متفق عليه، سيجعل من التحليل غير مفهوم خاصة لعامة الناس، كما أن الاكتفاء بأخذ تحليلات من محللين سياسين آخرين لموضوع معين سينقص من أهمية العمل ككل وبالتالي يصبح المحلل مجرد وسيلة ينقل من خلالها آراء الآخرين فقط دون تدخل منه في تحليل تلك الوثيقة، وهذا ما يتنافي تماما مع الدور الحقيقي للمحلل السياسي.
الدكتورة: عدوم حميدة