مخطط الموضوع

  • التعريف بمقياس القانون الدولي الانساني

    مقياس القانون الدولي الانساني هو مقياس استكشافي سداسي مقدم لطلبة السنة الثالثة -قانون عام

    الهدف منه هو :اثراء المعلومات القانونية للطلبة في مجال القانون الدولي ،من خلال دراسة هذا الفرع من فروع القانون الدولي.


    فبوصف الحروب ظاهرة ملازمة لحياة البشرية منذ القدم فقد أصبحت سمة من سمات التاريخ الإنساني، ولقد اتخذت هذه الحروب عددا من الأشكال والصور المتعددة عبر العصور، واستعملت خلالها أبشع الأساليب الوحشية والهمجية، بالإضافة إلى المغالاة في سفك الدماء والتخريب، وكان الهدف من تلك الحروب والنزاعات المسلحة هو المحافظة أو خدمة المصالح الخاصة دون أدنى احترام لقدسية الفرد وآدميته ، ونظرا لما شهدته البشرية من معانات وويلات ومآسي جراء تلك الحروب والنزاعات المسلحة  كان لا بد من السعي لإيجاد قواعد قانونية التي تحول دون وقوع الحروب أو التخفيف من نتائجها بقدر الإمكان .

    نتيجة لهذا بدأ التفكير في وضع قواعد إنسانية لحماية الأفراد من الآثار المروعة للحروب والنزاعات المستمرة ، ومن أجل التقليل من آثارها و الحد من قسوة هذه الآثار ومرارتها والأضرار والمآسي التي خلفتها تلك الحروب على هؤلاء الأفراد ومنع إهدار كل القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية.

    وكللت كل تلك الجهود بقواعد قانونية دورها تنظيم العلاقات الدولية إبان الحروب والنزاعات المسلحة، وقد أطلق على هذه القواعد قانون الحرب أو ما أصطلح عليه في الوقت الراهن بقواعد القانون الدولي الإنساني، وهو القانون الذي يحكم العلاقات بين أفراد المجتمع الدولي خلال الفترات التي تسودها الحروب والنزاعات المسلحة .

    فكانت البداية الأولى لظهور بوادر ما يسمى بالقانون الدولي الإنساني للحفاظ على هذه القيم والمبادئ الإنسانية والذي استمد قواعده من مجموعة من المصادر الاتفاقية والعرفية، وتأكيده على مجموعة من المبادئ والقيم المشتركة التي تدعوا إلى ضرورة حماية حقوق الإنسان ومصالحه ، وتأكيد أمنه وسلامته .

    ونركز في دراستنا هذه على أهم موضوعات هذا الفرع المتمثلة في مفهومه، نشأته وتطوره، مبادئه وأحكامه، ونطاق تطبيقه، وهذا من خلال الخطة التالية:

    المحور الأول: التطور التاريخي للقانون الدولي الإنساني: ويشمل نشأة القانون الدولي الإنساني بدءا من الحضارات القديمة، إضافة إلى مرحلة الأديان السماوية، والعصر الحديث.

    المحور الثاني:مفهوم القانون الدولي الإنساني: ندرس من خلال هذا المحور تعريف القانون الدولي الإنساني ، مبادؤه و خصائصه ،و علاقته بفروع القانون الدولي الأخرى.

    المحور الثالث:مصادر القانون الدولي الإنساني:نتناول فيه المصادر الرئيسية و الاحتياطية للقانون الدولي الإنساني.

    المحور الرابع: نطاق تطبيق القانون الدولي الإنساني: نتناول فيه النطاق المادي والشخصي لتطبيق أحكام القانون الدولي الإنساني.


    • المحور الأول: التطور التاريخي لقواعد القانون الدولي الإنساني

      إذا كان تعبير القانون الدولي الإنساني تعبير حديثا جدا ، إذ يرجعه البعض للسبعينيات من القرن العشرين ، فإن ولادة قواعده قديمة بلا شك ، و إذ نحن قلنا بقدم قواعد هذا القانون الذي غدا واحدا من أهم فروع القانون الدولي العام ، فلأننا خلافا للرأي السائد نعتقد أنها في أصولها على الأقل أقدم بكثير من كتابات مفكري عصر النهضة أمثال -جون جاك روسو- و –فاتيل- و الجهود الأخرى التي ظهرت في القرن 19 منذ ظهور اللجنة الدولية للصليب الأحمر و قواعد الحرب البرية عام 1864.

      فقد عرفت قواعده تطورا، فبعد أن كان قانونا للحرب يقتصر على تنظيم العمليات القتالية في ظل أحكام القانون الدولي العام التقليدي ، أصبح قانونا للمنازعات المسلحة في ظل أحكام القانون الدولي العام المعاصر التي تحرم اللجوء إلى الحرب من أجل تسوية المنازعات الدولية.

      وفي ضوء ما تقدم يبدو لنا من الدراسة ضرورة الوقوف على الجذور التاريخية للقانون الدولي الإنساني، في الحضارات القديمة و الأديان السماوية و من ثم القانون الدولي الإنساني في العصر الحديث.


    • المحور الثاني: مفهوم القانون الدولي الإنساني

      نتيجة لكل هذه المآسي كان لابد من السعي لإيجاد قواعد قانونية توفر الحماية للأفراد زمن النزاعات المسلحة ومحاولة إضفاء طابع إنساني لهذه النزاعات، من هنا كانت البدايات الأولى لظهور ما سمي بالقانون الدولي الإنساني.

      و سنحاول من خلال هذا المحور التطرق للتعريف بالقانون الدولي الإنساني، ثم إيراد مبادئه و خصائصه، وصولا لعلاقته بفروع القانون الدولي الأخرى.


    • المحور الثالث: مصادر القانون الدولي الإنساني:

      يقصد بالمصدر المنبع و المرجع الذي يستمد منه القانون قواعده و أحكامه، و باعتبار القانون الدولي الإنساني هو أحد فروع القانون الدولي العام، وبالتالي فمصادر القانون الدولي الإنساني هي نفسها مصادر القانون الدولي العام.

      و تعتبر المعاهدات الدولية والعرف الدولي و مبادئ القانون الدولي المصادر الرئيسية للقانون الدولي الإنساني، فقد كان العرف هو السابق في تكوين القاعدة القانونية الدولية وقد جاءت المعاهدات لتغطية الثغرات التي خلفها العرف الدولي، ناهيك للدور الذي لعبته مبادئ القانون الدولي والتي أصبح لها دور في النظام القانوني الدولي خصوصا فيما يتعلق بالقانون الدولي الإنساني.


    • المحور الرابع: نطاق تطبيق القانون الدولي الإنساني:

      يقصد بنطاق تطبيق القانون الدولي الإنساني المجال الذي يتم تطبيقه فيه أي ماهية النزاعات التي يحكمها وينطبق فيها، ومن هم الأشخاص المحميين بقواعده.

      اذ يقصد بالنطاق المادي للقانون الدولي الإنساني أنواع النزاعات التي يحكمها هذا القانون لأن هناك حالات لا تخضع لأحكام القانون الدولي الإنساني، وتنطبق قواعد هذا القانون على نوعين من النزاعات المسلحة: النزاعات المسلحة الدولية، والنزاعات المسلحة غير الدولية.

      و يشمل النطاق الشخصي للقانون الدولي الإنساني:جوهر القانون الدّولي الإنساني  و هو حماية  ضحايا النزاعات المسلحة، و تعود هذه الحماية  بالنظر إلى عدم قدرتهم على استكمال الحرب لإصابتهم أو نظرا للمهام التي يقومون بها ، أو لعدم اشتراكهم في الأعمال الحربية أثناء النزاعات المسلحة ، ومن ثم فإن تلك الحماية تشمل الجرحى و المرضى و الغرقى ،الأسرى ، و المدنيين .