منذ القدم كان التطور الذي تحرزه مختلف العلوم عبر مختلف الأزمنة مرهونا بمدى دقه نتائجه، وبمدى قدرته على قياس مختلف الظواهر الطبيعية أو الفيزيائية أو التاريخية ... وتناوله لها بطريقة موضوعية بعيدة عن ذاتية الباحث، إذا فالأساس الذي تقوم عليه مختلف العلوم ليس طبيعة المادة وموضوعها ولكنه الأسلوب العلمي المتبع لدراسته، وعلم النفس شأنه في ذلك شأن باقي العلوم فقد سعى لإيجاد سبل لجعل نتائج الدراسات النفسية أكثر دقة وموضوعية فاستخدم عملية القياس من منطلق أن كل الظواهر قابلة للقياس كما يقول ثرونديك ( كل شيء يوجد بمقدار وكل ما هو موجود بمقدار يمكن قياسه)، وبدأ القياس في المجال النفسي  يستخدم أثناء التجريب على العمليات النفسجسمية وقياس العمليات الحسية والحركية ثم امتد ليشمل قياس الذكاء، القدرات، الميول....، وكانت هذه البداية من أهم صور تطور مسار علم النفس.
وسنسعى من خلال محتويات هذا السداسي أن نبحر في علم القياس النفسي للكشف خبايا هذا العلم وسعينا منا لتمكين الطالب من فهمه والتعرف عليه لاستتخدامه لاحقا في بحوثه العلمية.