إن موضوعي البيئة وحقوق الإنسان وأبعادهما الدولية والوطنية هما من المواضيع الحديثة نسبيا التي نالت في العقود الأخيرة اهتماما كبيرا على الصعيدين القانوني والسياسي، ورغم أن الاهتمام بالبيئة وحمايتها يصب يشكل مباشر في مصلحة الإنسان وصحته وسلامته، إلا أن الاقتناع الكامل والأكيد بإمكانية إدماج الفكرتين في مصطلح واحد يسمى بالحق في البيئة لا يزال محل مقاومة فكرية وقانونية وجدت مبرراتها في غموض نطاق هذا الحق والمستفيدين منه وقيمة المعايير القانونية التي تعترف به ونظام المسؤولية الذي يشمله، وعلى هذا الأساس فقد كان الغرض من هذه الدروس الموجهة لطلبة التخصص استعراض العلاقة بين البيئة وحقوق الإنسان تأثيرا وتأثرا قبل الخوض في مدى امكانية اعتبار البيئة كحق مستقل للإنسان والجهود الدولية والوطنية لتحقيق هذا الغرض.