ملخص

تهتم الدراسة بتفحص تداعيات "الربيع العربي" على الخيارات الإستراتيجية الأورو-مغاربية من خلال تسليط الضوء على العلاقة بين عمليات الإصلاح وتزايد شبكات الفواعل عبر القومية، وفيما إذا كانت هذه الأخيرة ستدعم دور المجتمع المدني المغاربي-ذو الطابع المغاربي- في ترسيخ وتطوير الحوار الأورو-مغاربي. وبذلك، تقارب وجهات نظر سياسية لنخب جديدة تدعم ظهور مقاربة جيوبوليتيكية-حضارية جديدة في الفضاء المتوسطي. بعد التطرق إلى طبيعة وأهمية التغيرات الداخلية في الفضاء المغاربي ومحتوى التظاهرات والسياقات الوطنية التي نمت في كنفها مختلف الفواعل ونماذجها في الحراك السياسي الداخلي وكذلك آثار وحدود هذا الحراك على ضوء "الربيع العربي"، تنتقل الدراسة لتبين دور هذه التغيرات الداخلية في تزايد شبكات الفواعل عبر القومية ودورها في عمليات الإصلاح السياسي والاندماج المغاربي من جهة وفي تفعيل الحوار الأورو-مغاربي من جهة أخرى باعتبارها جماعات ابستمية كفيلة بتحرير النقاش والحوارات، وجعل الرؤى السياسية للنخب الجديدة في السلطة متقاربة وبذلك إمكانية ظهور مقاربة جيو-بوليتيكية إقليمية جديدة في المنطقة المغاربية. في النهاية، وانطلاقا من المحوريين السابقين للدراسة، تحاول هذه الأخيرة إثارة قضية الخيارات الإستراتيجية الأورو-مغاربية، وفيما إذا كانت هذه الخيارات ستمهد بدورها لظهور مقاربة جيوبوليتيكية-حضارية جديدة في الاقليم المتوسطي، من خلال التركيز على تحليل الخطابات ودراسة المبادرات وقرارات الفواعل العامة والفواعل عبر القومية ودورها في تبني لغة حضارية-ثقافية مشتركة وبذلك تجسير العلاقة بين فواعل المجتمع المدني المغاربي والأوروبي من أجل تفعيل الحوار الحضاري في الفضاء المتوسطي.