مقدمة
بالرغم من أن علم الاجتماع السياسي لم يكن كفرع من فروع علم الاجتماع العام حيث النشأة، إلا أنه ظل مرتبطا بالفكر القديم المتصل بدراسة الأنظمة السياسية والاجتماعية والعلاقة بين الحاكم والمحكوم، وأشكال النظم السياسية في البناءات الكلية، وهي الإسهامات التي أسست لعلم قطع شوطا طويلا لكي يظهر كمجال للدراسة العلمية، المنظمة لانساق السياسة في المجتمع والنظم الاجتماعية، وقد ارتبط تشكل هذا المجل المعرفي الحديث بمجموعة من المفكرين الذين حاولوا في كل حقبة تاريخية التأسيس لدراسات علمية منظمة للنظم السياسية في علاقاتها، ببناء المجتمع وثقافته. وهناك من يقسم هذه الإسهامات إلى فترتين، الأولى تصف إسهامات الرواد الأوائل لعلم الاجتماع السياسي باعتبار هذا المجال بمثابة محاولة تنظيم للفكر السياسي، الذي ظهر عبر التاريخ مع مفكرين نقلوا هذا الفكر الذي اصطبغ بالصبغة الفلسفية، إلى تأسيس حقل علمي منظم لدراسة الواقع السياسي والاجتماعي للمجتمعات المختلفة. أما الحقبة الثانية فيراها البعض أنها إسهامات المفكرين في ما يسمى بعلم الاجتماع الحديث من خلال طرح اتجاهات نظرية أكثر تركيزا وتخصصا في أكثر مواضيع وقضايا الحقل الفرعي أهمية.