التنظيم السياسي والإداري للدولة العثمانية

  قامت الدولة العثمانية على أطراف ما تبقى من الإمبراطورية البيزنطية وأنها كانت دولة أوربية قبل أن تصبح دولة آسيوية، لهذا لم تتوفر للدولة على الإطلاق نظم واحدة بحيث أن نظام الحكم في الأناضول يختلف عنه في كل من البلقان والعالم العربي. كان التنظيم السياسي والإداري في واقع الحال تقليديا وكلاسيكيا ورثه العثمانيون عن أمم سابقة مثل الفرس والأتراك والسلاجقة، وهو في كثير من أطره يشبه النظام العباسي لأن العباسيين اقتبسوا كثيرا من مؤسساته عند بنائهم لدولتهم. وكان النظام البيزنطي قد ترك أثرا واضحا في بنية النظام العثماني نتيجة احتلال الممتلكات البيزنطية من لدن العثمانيين، وسيطرتهم على الأقاليم والمقاطعات التي تسود فيها الأنظمة والقوانين فاقتبسوا منها، واستفادوا في صياغتها وبلورتها بعد ذلك في تنظيماتهم وقوانينهم هذا مع اعتماد الدولة العثمانية على نظم الدولة الإسلامية السابقة. وهكذا نجد السمة البيروقراطية للإمارة العثمانية بسبب الطابع البيزنطي كما يرجح المؤرخون العرب، هذا على أنه لا بد من تأكيد الطابع الإسلامي الذي ظل غالبا رغم ذلك في ظل تأثر البيزنطيين بالإسلام.