تحتاج الأبحاث العلمية والدراسات الأكاديمية إلى تصميم أدوات الدراسة المتلائمة والمتناسبة مع منهج البحث العلمي المتبع، وذلك لتقديم إجابات صادقة على الأسئلة التي يقوم بطرحها الباحث العلمي. ومما لا شك فيه أنّ تصميم أدوات الدراسة يكون بعدة طرق وذلك لتنوع العيّنات ومجتمعات الدراسة والهدف الذي يطمح الباحث للوصول إليه.
ومنه كان لزاما على الباحث أن يتعرّف على مزايا العمليات المختلفة في جمع الأدلة والبراهين، وكيف يُحدد الأسلوب الذي يُمكّنه من جمع البيانات والمواد الضرورية لاختبار صدق فروضه أو للإجابة على تساؤلاته العلمية على نحو سليم، ويجب عليه فحص ما يتوفر له من أدوات، ويختار أكثرها ملاءمة لتحقيق هدف أو أهداف بحثه، فإذا لم تُناسب الأدوات والأجهزة المختلفة المتوافرة احتياجات بحثه، فإنّه قد يُكمّلها، أو يُعدّلُها، أو يُعد أدوات أخرى جديدة.
وتجدر الملاحظة إلى أنّ أي بحث يبدأ دائما بمشكلة مطروحة، وأنّ طبيعة الفروض أو التساؤلات العلمية تحدد وتحكم انتقاء أدوات هذا البحث، ولا يكتف الباحث بطريقة واحدة في جمع بيانات بحثه، وذلك لأنّ كل أداة تُناسب جمع بيانات معيّنة، وفي بعض الأحيان يتوجب على الباحث استخدام أدوات ووسائل مُتعددة للحصول على البيانات والمعلومات اللاّزمة لحل المشكلة.
واستناد إلى ما سبق يجب أن يُلمّ الباحث بالأدوات والأساليب المختلفة لجمع بيانات البحث، وأن يعرف طبيعة البيانات التي تُنتجها، ومزاياها وعيوبها والمسلمات التي تستند إليها، ومدى صدقها وثباتها وموضوعيتها، وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يكتسب الباحث مهارة إعداد هذه الأدوات واستخدامها وتفسير البيانات التي تكشف عنها.
ومنه تُعرف أدوات الدراسة بأنّها الطريقة التي يتم بها جمع المعلومات والبيانات من قبل الباحث العلمي، ومن ثم يتم تصنيف وتحليل المعلومات عن طريق الإحصاء، ثم الوصول إلى البراهين التي تُعطي الإجابات عن الأسئلة المتعددة والمختلفة. كما يُمكنها أن تُعرّف أيضا بأنّها مجموعة من الوسائل التي تخدم البحث أو الدراسة قيد الإعداد، وتُسهّل على الباحث عمليات جمع، تنظيم، تحليل، تصوّر، ونشر نتائج البحث أو الدراسة، وهناك عدّة أنواع لأدوات البحث العلمي التي يجب على الباحث أن يكون على اطّلاع جيّد بها، بحيث يكون مُدركاً لنقاط القوة ونقاط الضعف الخاصة بكلّ منها، وكيفية استخدام كل أداة منها؛ لأنّ هذا يُساعده على تحديد الأداة الأنسب لدراسته، ومن الممكن أن يستخدم الباحث أكثر من أداة في بحثه على أن يكون قادراً على تحمّل التكاليف المالية لاستخدامها؛ وذلك لينجح في توظيف كل أداة للوصول إلى النتائج المنتظرة من الدراسة، ففي حال فشل الباحث باختيار الأداة الصحيحة أو أساء استخدامها، فإنّ نتائج البحث لن تكون دقيقة.
وهناك العديد من وسائل جمع البيانات نذكر منها (الاستبيان، المقابلة، الملاحظة، الاختبار وغيرها من الأدوات الأخرى).
من خلال البحوث العلمية التي تدخل ضمن نطاق الدروس والمساقات الموجهة لمادة "تصميم وبناء أدوات البحث"، كان لزاما على الطالب الإلمام بكل جوانب المادة العلمية المتوفرة بالاعتماد على المخطط المقترح وللطالب الحرية في التوجه لاختيار المخطط الذي يخدم محتوى المادة العلمية المناسبة للمادة: