علم تشريح جسم الانسان
عندما نتحدث عن علم التشريح (أناتومي) فإننا نتحدث عن العلم الذي يعرّفنا على جسم الإنسان بكل تفاصيله، من العظام والعضلات إلى المفاصل والأعضاء الداخلية. قد يبدو هذا العلم في بدايته وصفياً فقط، أي أنه يعلّمنا أسماء الأجزاء المختلفة ومكانها، لكنه في الحقيقة أعمق من ذلك بكثير، لأنه يمكّننا من فهم كيف يعمل الجسم أثناء الحركة، وكيف تتعاون العضلات مع المفاصل لإنتاج الأداء الرياضي.

بالنسبة لطلبة النشاط البدني والرياضي، فإن معرفة التشريح ليست ترفاً علمياً بل ضرورة أساسية. فعندما تفهم أي عضلة مسؤولة عن حركة معينة، أو كيف يساهم مفصل ما في إنتاج القوة أو السرعة، ستكون قادراً على تحليل التمارين بشكل صحيح، وتصحيح الأخطاء في الأداء، بل وحتى تصميم برامج تدريبية أو وقائية تقلل من خطر الإصابات.
التشريح يُقسم عادةً إلى جانبين: تشريح وصفي يعرّفنا على الأعضاء ومواقعها، وتشريح وظيفي يوضح العلاقة بين تكوين هذه الأعضاء ووظيفتها أثناء النشاط البدني. تعلم هذه اللغة العلمية سيُساعدكم على التواصل لاحقاً مع تخصصات أخرى مثل الفيزيولوجيا التي تشرح كيفية عمل الأعضاء، أو البيوميكانيك التي تدرس القوانين الميكانيكية للحركة. بمعنى آخر، التشريح هو الخطوة الأولى التي تفتح أمامكم أبواب الفهم العلمي المتكامل للجسم في حالة الجهد، وهو الأساس الذي ستبنون عليه معارفكم وتطبيقاتكم في التدريب، التعليم، أو البحث الرياضي.