الابستمولوجيا حقل معرفي جديد ومتجدد ،
مواكب لروح العلم ، وتحولات العقل المعرفي النقدي في جوانبه الفكرية الفلسفية
وجوانبه المادية الواقعية. مما يجعل هذا الفرع من المعرفة العلمية ، أو العلم
القديم جدا ، يتجدد باستمرار ، ويواكب طفرة الفكر الانساني ، والعقل البشري .
ليكون كملتقى لتقاطع و تجاسر ، مختلف
العلوم النظرية والتطبيقية.
فعلوم الاعلام والاتصال سواء بصيغة
الجمع ، أو علم الإعلام والاتصال بصيغة المفرد ، لا يزال محل جدل علمي ولا تزال
الجهود الأكاديمية ، تبحث له عن تصنيف بين العلوم وفروع المعرفة العلمية المختلفة.
ففي الوقت الذي يتفاءل بعض الباحثين بإمكانية قيام هذا العلم كعلم قائم بذاته سيما
وأنه يتغذى من مختلف الروافد المعرفية للحقول العلمية الأخرى ، كعلم الاجتماع وعلم
النفس والأنثربولوجيا والفلسفة وعلم الفيزياء والكيمياء والرياضيات وغيرها من
العلوم التجريبية. وأن الجهود العلمية ومراكز البحث الأكاديمية في مختلف السياقات
راكمت النظريات والبحوث والدراسات والمناهج التي تعتبر الأرضية لاصطباغ الاعلام
والاتصال بالصبغة العلمية ، لأنه راكم معارفه العلمية وأدواته وعدته المنهجية .
لكن بالمقابل يرى أكاديميون آخرون أن
هذا الحقل المعرفي لا يرق ليكون علما قائما بذاته ، لأنه في حالة تبعية مزمنة
للحقول المعرفية الأخرى التي خرج من رحمها خاصة علم الاجتماع وعلم النفس ، لأنه لم
يستقل بمناهجه وأساليبه وأدواته البحثية ، ولا يزال يستند في أسسه النظرية
المعرفية للنظريات التقليدية التي يستعيرها من مختلف العلوم.
وتأتي
هذه المحاضرات لإطلاع الطلبة على الإبستمولوجيا
، باعتبارها علم المعرفة ، أو علم نقد المعرفة العلمية . وذلك باستعراض أهم
المفاهيم التي صيغت حولها ، والجدل المستمر حول هذا المفهوم المعقد والمترامي
الأبعاد الدلالية بين مختلف الحقول العلمية . مع إبراز أهمية الابستمولوجيا ومهامها وأهميتها .
إضافة إلى التعريف بالاتجاهات
الابستمولوجية الكبرى وتصنيفاتها ، سواء الكلية أو المرتبطة بالمدارس الكبرى ، كالابستمولوجيا
الحسية أو التجريبية ، والابستمولوجيا العقلية ، والابستمولوجية النقدية
والابستمولوجيا البراجماتية ، والابستمولوجيا التأويلية.
أو الإتجاهات الابستمولوجية ، المرتبطة
بكبار الإبستمولوجيين (فلاسفة ، مفكرون ، علماء )، على غرار
إبستمولوجيا ، "رينيه ديكارت" وإبستمولوجيا "إيمانويل كانط" ،
أو إبستمولوجيا "غاستون باشلار" ، أو إبستمولوجيا "ميشال فوكو"
أو إبستمولوجيا "كارل بوبر" ...إلخ. وهي إبستمولوجيات ترقى لتكون اتجاهات
إبستمولوجية ؛ بالنظر للتأثير العميق
لأفكارهم في المعرفة العلمية وتحولاتها ، وكذا
للاستقطاب الكبير للعقل العلمي
لمناقشة أفكار هم وتطويرها وتعميقها .
كما سنجتهد ، لربط هذه
الابستمولوجيات بالمعرفة العلمية في علوم
الإعلام والاتصال. بالتركيز على النماذج
الاتصالية ، والبراديغمات ، والنظريات المؤطرة
للمعرفة العلمية في علوم الإعلام والاتصال واستخداماها في البحث العلمي ، لإنتاج ومراكمة
المعرفة العلمية الإعلامية والاتصالية ، علاوة على سياقات ظهورها والانتقادات التي
تعرضت لها ، والتجديد المستمر الذي يطرأ عليها .
إضافة إلى مقاربة الظاهرة الإتصالية ،
أنثربولوجيا وسوسيوسيكولوجيا وميديولوجيا . ومعرفة أهم الاتجاهات الابستمولوجية ،
ودلالتها في علوم الاعلام والاتصال. أي دراسة العلوم وفرضياتها ونتائجها دراسة نقدية .
وهذه الأهداف تتطلب معارف مسبقة مطلوبة
يتعين على الطلبة ، الإلمام بمعارف نظرية
والتطورات التي طرأت على الميدان العلمي ، حتى يمكنه ربط التطورات الاجتماعية
الثقافية العلمية بالواقع.
أما بخصو محتوى المادة الدراسية ،
فتتناول هذه المادة دراسة وتحليل اهم الاتجاهات الابستمولوجية لعلوم الاتصال من
حيث نشاتها وتطورها وتطبيقاتها في المجال الاعلامي ،كما يتضمن ذلك دراسة هذه النظريات بهدف تفسير
ظاهرة الاتصال ومحاولة التحكم فيها والتنبؤ بتطبيقاتها واثرها في المجتمع. وفيما
يلي محاضرات المحورين ، الأول والثاني.
المحور الاول : مدخل إلى
الابستومولوجيا
1-مفهوم الابستومولوجيا
2-مهام الابستمولوجيا
3-أهم الاتجاهات الابستمولوجية
(ديكارت ، إيمانويل كانط ، غاستون باشلار
، ميشال فوكو ، كارل بوبر )
المحور الثاني: ابستمولوجيا علوم
الاعلام والاتصال
1-هل فروع الاتصال تستحق وصف العلوم
2-ميلاد علوم الاعلام والاتصال
3-علوم
الإعلام والاتصال، تخصص متعدد التخصصات