Aperçu des sections

  • المحور الخامس: نظريات التأثير القوي

    تمهيد: التأثير هو أحد مركبات عملية الاتصال; العديد من الباحثين مثل لاسويل أعطوا للتأثير مكانة مركزية في عملية الاتصال وادعوا أن التأثير عبارة عن مركب ضروري وهام في كل عملية اتصال.

    منذ بداية تطوّر الاتصال الجماهيري وحصوله على مكانة هامة ومركزية في حياة المجتمعات المختلفة، تطوّر مجال بحث واسع الذي بحث تأثيرات الإعلام على الفرد والمجتمع. ونبدأ أولا بتعريف التأثير لفهمه:

    التأثير هو: نتيجة تفاعل اجتماعي بين عاملين وهما المؤثر والمتأثر، بحيث أن المؤثر يخلق لدى المؤثر عليه رد فعل معيّن. تأثير الإعلام عبارة عن رد الفعل الذي  يحصل عند المتأثر (المستقبل) جراء تعرضه لرسالة المؤثر (المرسل).

    وعرفت الأبحاث الخاصة بدراسة تأثيرات وسائل الاعلام والاتصال عدة تطورات واتجاهات نسعى إلى عرضها فيما يلي:


  • المحور السادس: نظريات التأثير المعتدل والمحدود

    تمهيد: اتجاه  التأثيرات المعتدلة والمحدودة:

    سرعان ما تم التخلي عن فكرة أن التعرض لوسائل الإعلام ينتج تأثيرات فورية ومتساوية على الجمهور وذلك على إثر حدثين رئيسين هما: أولا انتشار البحوث الإمبريقية على نطاق واسع، وظهور نتائج للدراسات تتعارض مع نظرية الرصاصة السحرية، وثانيا توصل علماء النفس والاجتماع إلى نتائج جديدة تماما حول الخصائص الشخصية والاجتماعية للإنسان

    هكذا، تحولت البحوث الاتصالية من التأثير المباشر الذي تمثله نظرية الحقنة تحت الجلد إلى نظريات التأثير غير المباشر والتي ترى بتداخل عوامل أخرى تؤثر في تعرض الجمهور للإعلام وأن الجمهور إيجابي ونشط ويختار من الوسائل والمضامين ما يشبع رغباته واحتياجاته،

    وعلى عكس الاتجاه السابق للدراسات، أصبح التساؤل المطروح هو "ماذا يفعل الأفراد بوسائل الإعلام؟" بعد أن كان التساؤل القائم "ماذا تفعل وسائل الإعلام بالأفراد؟"

    وشهدت المرحلة ما بين عام 1940 وحتى فترة الستينات نشاطا مكثفا في مجال البحوث الإعلامية أخذت في اعتبارها العديد من الأوجه المهمة في الاتصال الإنساني وبدأت تنظر إلى عملية الاتصال بوصفها عملية دائرية ومتكررة وليست خطية أو مستقيمة مع تأكيد فكرة أن المتلقين ليسوا سلبيين وإنما يقومون بعمليات إدراك وتفسير وتذكر انتقائية للرسائل الإعلامية

    ومن خلال حصيلة عامة لهذه البحوث، نشـأت نظريات التأثير الاصطفائي (الاختياري) وهي عبارة عن صياغات متفرقة، غير أنها مترابطة ومتفاعلة فيما بينها وهي: نظرية الفروق الفردية، نظرية التباين الاجتماعي ونظرية العلاقات الاجتماعية. وكانت هذه النظريات بنقضها لفروض نظرية الرصاصة، بمثابة طريق ممهد لبروز وانتشار نظرية "الاستخدامات والإشباعات" وغيرها من النظريات، من خلال منحها للجمهور حيزا من السيادة في عملية اختيار المضمون الإعلامي، وتتلخص هذه المبادئ في (مبدأ الاهتمام الانتقائي، مبدأ الإدراك الانتقائي، مبدأ التذكر الانتقائي، مبدأ التصرف الانتقائي).