مقدمة:

     تعد الاختبارات والقياسات في الوقت الحاضر من المجالات المهمة بل الأساسية في العمل الرياضي ضمن خطة ترمي إلى ترسيخ مبادئ العمل العلمي المبرمج وتوسيع ونشر المعارف الحديثة وتعميم دراسات وبحوث علمية نظرية وميدانية في مجالات متنوعة وعلى مختلف المراحل العمرية.

     إنّ العمل التقليدي دون التفكير في استخدام الأساليب العلمية في التقويم يجعل عملية التدريب عملية ناقصة ولن تقود إلى ما نصبو إليه من إنجازات رياضية متميزة يبرز من خلالها الرياضيون في المحافل الدولية، ومن أجل أن تتلاءم هذه الانجازات مع الرعاية التي توليها القيادة السياسية للناحية الرياضية.

     إنّ طرائق التدريب الحديثة في التربية البدنية لا بد أن تضع في أولياتها استخدام الاختبارات والقياسات وسائل أساسية ومهمة لعملية التقويم الرياضية من أجل معرفة التطور الحاصل في النمو البدني والمهارات الفنية في شتى أنواع الأنشطة الرياضية. وهناك اختبارات ومقاييس كثيرة تستخدم قياسات أساسية في عملية رصد حالة اللاعب والبرنامج التدريبي وتقويمه بشكل موضوعي يعطي أجوبة دقيقة عن حالات القوة والضعف في البرنامج.

ولمّا كانت الغاية من تدريس طلبة معاهد علوم وتقنيات النشاطات البدنية هو إعدادهم لتدريس مادة التربية البدنية كأساتذة أو لتدريب الفرق الرياضية كمدربين، فكان لزاما عليهم التحكم الجيد في هذه الأدوات كالاختبارات والمقاييس، من حيث كيفية إجرائها وإصدار الأحكام بغرض تقويمها، من أجل اتخاذ القرارات اللاّزمة.

وعليه سوف نتناول في هذه المطبوعة، الموسومة بالاختبارات والقياس الرياضي 2 للسداسي الثاني، والمُوجهة لطلبة السنة الأولى ماستر في تخصص التدريب الرياضي، والتي تتمثل في توضيح بعض المفاهيم الاصطلاحية التي لها علاقة مباشرة مع محتوى المادة، ومن ثمّ عرض بعض الاختبارات والقياسات الرياضية، مع مراعاة ما تمّ تناوله مع الطلبة في مادة القياس والتقويم الرياضي في السنة الثانية ليسانس وفي مادة بطارية الاختبارات الرياضية في السنة الثالثة ليسانس، وذلك لتجنب التكرار.